أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تسمح بأن يرهبها خصومها،و أن القوات الروسية القوية تتقدم في أوكرانيا وتحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة، وأكد أن روسيا تؤيد مفاوضات سلام، ومنفتحة للنظر في أي قضايا مطروحة، ولا نستبعد إنشاء مناطق عازلة، لكنه لم يستبعد شيئاً في الصراع مع حلف شمال الأطلسي، لكنه قال إنه من غير المرجح أن أحداً مهتم باحتمال حرب عالمية ثالثة.
قال بوتين بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، إن روسيا «تعززت» بانتصاره، ولن تسمح بأن «يرهبها» خصومها. وأشاد ب«توطيد سياسي داخلي»، بعد أكثر من عامين على بدء الهجوم على أوكرانيا والعقوبات الغربية المتنامية. وأكد مرة جديدة أن روسيا ستصمد بوجه أعدائها الغربيين.
وأشاد بوتين بالجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا لحماية «الأراضي التاريخية لروسيا». واعتبر أن القوات الروسية التي باتت في موقع هجومي منذ السيطرة على أفدييفكا في منتصف فبراير/شباط أمام قوات أوكرانية تعاني نقصاً في الذخائر والجنود، «تمسك بالمبادرة تماماً» على الجبهة.
وقال بوتين إن القوات الأوكرانية تهاجم بلا تفكير، وتقع في «مفرمة اللحم» التي هي مفيدة بالنسبة لروسيا. وأشار إلى أن القوات الروسية تصدت لمحاولة 2500 فرد و35 دبابة أوكرانية حاولوا مهاجمة أراضي روسيا أثناء أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة.
وقال بوتين: «أود أن تلعب فرنسا دوراً في التسوية السلمية في أوكرانيا لا أن تفاقم الوضع هناك»، وأوضح «نحن نتحدث عن السبل الممكنة للتسوية السلمية. وبهذا المعنى، يمكن لفرنسا أن تلعب دورها. لم نفقد كل شيء». وأضاف أن فرنسا يمكنها لعب دور في التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أن الخطاب العدواني لباريس هو محاولة للتغطية على مشاكل في السياسة الداخلية.
وفي نهاية فبراير الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ستبذل قصارى جهدها لمنع روسيا «من الفوز في هذه الحرب». وفي وقت لاحق، أشار ماكرون، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب هذه التصريحات، إلى أن تصريحاته تم النظر فيها بعناية، مضيفاً أن باريس ليس لديها «حدود وخطوط حمراء» بشأن مسألة دعم كييف.
وعلق بوتين على تصريح الرئيس الفرنسي بشأن نيته اقتراح وقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية في باريس.
وقال الرئيس الروسي: «لا أعلم شيئا عن هذا، نحن مستعدون للنظر في كل المسائل، لكننا ننطلق من مصالح روسيا».
وأضاف: «لقد قلت طوال الوقت وسأكررها مرة أخرى، نحن نؤيد مفاوضات السلام، ولكن فقط إذا لم يكن ذلك بسبب نفاد ذخيرة العدو، وإذا كانوا جادين حقاً ويريدون بناء علاقات سلمية وحسن جوار بين الدولتين على المدى الطويل، وليس التوقف مؤقتاً لإعادة التسلح لمدة عام ونصف العام أو عامين».
رداً على سؤال حول إمكانية انضمام مقاطعة خاركيف إلى روسيا، لم يستبعد بوتين أن تضطر روسيا إلى إنشاء منطقة عازلة في المناطق التي يسيطر عليها نظام كييف، مشيراً إلى أن عمقها سيكون بمثابة عائق على الأسلحة المدمرة وطويلة المدى بحيث لا تستطيع التغلب عليه، وخاصة الأجنبية منها.
وقال بوتين رداً على سؤال مع من ستتفاوض روسيا بعد أن ألغى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الانتخابات في أوكرانيا، إن السؤال حول من الذي ستتفاوض معه روسيا في أوكرانيا لا يزال ينتظر الإجابة، وسوف تفكر فيه موسكو. وأضاف بوتين: «هذا سؤال ينتظر الباحث المجتهد. سنفكر فيه».
- الحرب العالمية الثالثة
وأكد الرئيس الروسي أنه في حالة نشوب صراع واسع النطاق بين روسيا وحلف «الناتو»، سيكون العالم على بعد خطوة واحدة من حرب عالمية ثالثة، وليس مرجحاً أن يكون أحد مهتماً بذلك. وقال بوتين رداً على سؤال حول مدى احتمال نشوب صراع واسع النطاق بين روسيا وحلف الأطلسي: «أعتقد أن كل شيء ممكن في العالم الحديث». وشدد بوتين على القول: «أنا قلت أصلاً، ومن الواضح للجميع أن هذا سيكون على بعد خطوة واحدة من حرب عالمية ثالثة واسعة النطاق. وأعتقد أنه من غير المرجح أن يكون أي شخص مهتماً بهذا». (وكالات)