الخليج – متابعات
يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء، ضمن حملته الانتخابية ولايتي نيفادا وأريزونا، اللتين يتوقع أن تؤديا دوراً حاسماً في مواجهته مع دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني.
وسيسعى بايدن في الولايتين الغربيتين اللتين تتزايد فيهما نسبة المتحدرين من أمريكا اللاتينية، لاحتواء تراجع شعبيته لدى هذه الشريحة من الناخبين، التي كانت تصوت تاريخياً للحزب الديموقراطي غير أنها باتت تميل أكثر وأكثر إلى تأييد خصمه الجمهوري، في ظل اعتناق الحزب الجمهوري في أريزونا لنظريات المؤامرة التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يرفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020. وهذا ما يؤجج المخاوف من اشتداد التوتر وصولاً إلى وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات المقبلة في نوفمبر 2024.
- عمليات التجنيد والتعبئة
ويستند فريق الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً إلى تمويل وفير جمعته حملته الانتخابية، لتكثيف عمليات التجنيد والتعبئة في هاتين الولايتين «المتأرجحتين»، بحسب التسمية التي تطلق على الولايات التي قد تصوت لأي من المرشحين الجمهوري أو الديموقراطي، وذلك بفارق لا يتخطى بضع عشرات آلاف الأصوات في غالب الأحيان.
وأعلنت مديرة الحملة جولي رودريغيز في بيان أنه «مع الحق في الإجهاض على المحكّ في أريزونا ونيفادا، ومع وظائف جديدة بأجور جيدة، يمكن التباهي بها في قطاعي الطاقة الخضراء والمكونات الإلكترونية، ومع النقابات خلفنا»، فإن جو بايدن ونائبته كامالا هاريس «في موقع جيد للاستمرار في الفوز بناخبين في جنوب غرب» البلاد.
كذلك يتعين على الرئيس تسجيل نقاط في مسألة الهجرة، وهو موضع يتسم بأهمية خاصة في أريزونا المحاذية للمكسيك.
ومقاربته لهذه المسألة دقيقة، إذ يتحتم عليه التصدي لهجمات ترامب الذي يتهمه باستمرار بالتساهل، حاملاً بشدة على تدفق المهاجرين بأعداد قياسية عبر الحدود مع المكسيك. لكن عليه في المقابل مراعاة حساسية الناخبين التقدميين وعدد كبير من الناخبين المتحدرين من أمريكا اللاتينية، وقد وعدهم بمعالجة الموضوع ب«إنسانية».
وفي نيفادا، المحطة الأولى من جولته الانتخابية، سيركز بايدن على حصيلته وعلى خططه على صعيد الإسكان.
وفي انتخابات 2020، تفوق بايدن على ترامب بأكثر من 33500 صوت من أصل 1,3 مليون مقترع، بفضل فوزه في رينو ولاس فيغاس، المدينتين الكبريين، حيث يتركز سكان الولاية الصحراوية بمعظمها، وفقاً لفرانس برس.
غير أن خصمه الجمهوري حقق تقدماً طفيفاً في نتيجته في نيفادا بالمقارنة مع 2016.
وإن كانت الولايات المتحدة حققت في ظل رئاسته نمواً اقتصادياً متيناً، إلا أن الرئيس الديموقراطي يجد صعوبة في ترجمة هذه النتائج سياسياً في ظل استطلاعات للرأي تعكس مخاوف حيال سنه وكلفة المعيشة المرتفعة.
وبعد نيفادا، يتوجه بايدن، مساء الثلاثاء، إلى أريزونا التي شهدت إحدى أشدّ المعارك الانتخابية في اقتراع 2020.
- نظريات مؤامرة
وفاز بايدن بهذه الولاية القاحلة بفارق يقل عن 10500 صوت من أصل أكثر من ثلاثة ملايين صوت، بعدما كان ترامب فاز بها في 2016.
واختار بايدن مطعماً مكسيكياً في حي بمدينة فينيكس يتحدر معظم سكانه من أمريكا اللاتينية، لإطلاق مبادرة تحمل اسم «لاتينيون من أجل بايدن».
وقد يكون الناخبون اللاتينيون الذين سيمثلون بحسب بعض التقديرات نحو ربع الأصوات في أريزونا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، يمسكون بأحد مفاتيح البيت الأبيض.
ولم يعترف ترامب إطلاقاً بهزيمته في انتخابات 2020، واعتنق الحزب الجمهوري في أريزونا نظريات المؤامرة التي أطلقها رجل الأعمال البالغ 77 عاماً منذ ذلك الحين.
وهذا ما يؤجج المخاوف من اشتداد التوتر وصولاً إلى وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات المقبلة.
وقد صرح المرشح الجمهوري الأمريكي، دونالد ترامب أمام حشد في تجمع انتخابي بأوهايو، السبت، أن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني، ستكون «أهم موعد» في تاريخ الولايات المتحدة، معتبراً أن حملته للوصول إلى البيت الأبيض نقطة تحول للبلاد. وبعد أربعة أيّام على ضمان فوزه بترشيح الحزب الجمهوري، حذّر ترامب أيضاً من «حمّام دم» إذا لم يُنتخب، لكن في إطار تعليقات له عن قطاع صناعة السيارات الأمريكي، وسط جدل واسع حول هذا التحذير، استنكرت الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن، هذه التصريحات، وعدّتها تهديدات بممارسة عنف سياسي.
وقال ترامب في تجمع في فانداليا بولاية أوهايو إن «الموعد – تذكروا ذلك الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني – أعتقد أنه سيكون الأهم في تاريخ بلدنا»، مؤكداً من جديد أن خصمه الديمقراطي جو بايدن، هو «أسوأ» رئيس للبلاد.
وانتقد ترامب ما وصفه بأنه خطط صينية لإنتاج سيارات في المكسيك، وبيعها للأمريكيين. وقال «سنفرض رسماً نسبته مئة في المئة على كل سيارة تعبر الخط، ولن تتمكنوا من بيع هذه السيارات إذا انتخبت» رئيساً. وأضاف «إذا لم يتم انتخابي، فسيكون ذلك حمّام دم للجميع – سيكون هذا أقل ما في الأمر، سيكون حمام دم للبلاد. سيكون هذا أقل ما في الأمر. لكنهم لن يتمكنوا من بيع هذه السيارات». وبينما لقيت تعليقات ترامب رواجاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفت حملة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في بيان، الرئيس الجمهوري السابق بأنه «خاسر» في اقتراع 2020 و«يضاعف تهديداته بالعنف السياسي».
وقال البيان إن ترامب «يريد 6 يناير/ كانون الثاني ثانياً، لكنّ الشعب الأمريكي سيُلحق به هزيمة انتخابية أخرى في نوفمبر المقبل، لأنهم (الناخبون) يواصلون رفض تطرّفه وحبه للعنف وتعطّشه للانتقام»، في إشارة منها إلى اقتحام أنصار الرئيس السابق لمبنى الكونغرس (الكابيتول) في 2021.
- لحظة غير مسبوقة
وفي وقت لاحق، تحدّث بايدن في مأدبة عشاء بواشنطن حذّر خلالها أيضاً من «لحظة غير مسبوقة في التاريخ». وقال بايدن إن «الحرية تتعرض لاعتداء، الأكاذيب حول انتخابات 2020 والمؤامرة لقلب نتائجها واحتضان تمرد 6 يناير/ كانون الثاني، تشكّل أكبر تهديد لديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية الأمريكية».
وأضاف «في عام 2020 فشلوا لكنّ (…) التهديد لا يزال قائماً». وحاول بايدن (81 عاماً) تهدئة المخاوف من سنّه المتقدمة. وقال مخففاً من حدّة خطابه بشيء من الدعابة «ثمّة مرشّح كبير في السنّ وغير مؤهّل عقلياً، ليكون رئيساً. الرجل الآخَر هو أنا». وفاز كل من الجمهوري ترامب، والديمقراطي بايدن، خلال الشهر الجاري بعدد كاف من المندوبين يضمن ترشيحه باسم حزبه للسباق الرئاسي لعام 2024، ما سيؤدي إلى واحدة من أطول الحملات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة، قد تكون شبيهة بتلك التي جرت في انتخابات 2020. ومن بين القضايا التي يركز عليها ترامب في حملته الانتخابية، الإصلاح الشامل لما يسميه سياسات الهجرة «المرعبة» التي ينتهجها بايدن، على الرغم من نجاح الرئيس السابق في الضغط على الجمهوريين لمنع تبنّي مشروع قانون في الكونغرس يتضمن أصعب إجراءات أمنية للحدود منذ عقود. وتحدث ترامب عن مسألة الحدود لاستمالة أقليات تصوت تقليدياً للديمقراطيين.
وقال إن بايدن «طعن الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي في الظهر مراراً»، من خلال منح تصاريح عمل «لملايين» المهاجرين، محذراً من أنهم، هم والأمريكيون من أصل إسباني «من سيُعانون أكثر من سواهم». وكانت أوهايو تعتبر، لعقود، ولاية رائدة في المعركة، على الرغم من أنها أصبحت أكثر ميلاً إلى الحزب الجمهوري منذ فوز ترامب بالبيت الأبيض في 2016.