أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، عن رأيين متناقضين بشأن هجوم بري إسرائيلي كبير في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، مع تحذير واشنطن من أنه سيفاقم عزلة حليفتها. بينما قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، إن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر يمكن أن تشغل المحكمة الجنائية الدولية على مدى 50 عاماً المقبلة. جاء ذلك في منشور عبر حسابها بمنصة «إكس» نشرت فيه فيديو يظهر قتل الجيش الإسرائيلي 4 مدنيين فلسطينيين في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بواسطة طائرة مسيرة مسلحة.
وخلال لقاء استمر نحو أربعين دقيقة في تل أبيب، أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بلينكن أنه يعتزم تنفيذ هجوم في رفح، «آخر معقل لحماس» وفقاً له، حتى من دون دعم الولايات المتحدة للخطوة. وقال نتنياهو إثر لقائه بلينكن «لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك»، مضيفاً «أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك بمفردنا». إضافة إلى التشديد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر الذي دمرته الحرب، أعرب بلينكن عن المعارضة الأمريكية لهذه العملية البرية خلال مناقشة وصفت ب«الصريحة».
وقال بلينكن للصحافة على مدرج المطار قبل مغادرته: «نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل». لكن «عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل مزيد من المدنيين… وتهدد بعزل إسرائيل في شكل أكبر حول العالم، وتعرض أمنها على المدى البعيد للخطر»، وفق المسؤول الأمريكي. وقالت نائبة الرئيس كاملا هاريس، إنه لا يوجد مخرج آمن للمدنيين من رفح.
واتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو على أن يزور وفد إسرائيلي واشنطن الأسبوع المقبل، لبحث الخطط الإسرائيلية بشأن رفح. وقال بلينكن «سنكون قادرين على أن نعرض لهم بالتفصيل… كيف يمكن تحقيق هذه الأهداف على أفضل وجه من خلال خطة عسكرية وسياسية وإنسانية متكاملة». وأضاف «سنضع كل ذلك على الطاولة. وبالطبع، سوف نسمع منهم أيضاً». ومضى بلينكن قائلاً إنه ناقش أيضاً مع المسؤولين الإسرائيليين «ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية واستدامتها لسكان غزة»، مستشهداً ببيانات تفيد بأن جميع سكان القطاع يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
وعقدت اجتماعات أيضاً في الدوحة، أمس الجمعة تستهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار. وتركز محادثات الهدنة في قطر على اقتراح لوقف القتال لستة أسابيع يُطلق خلالها سراح نحو 40 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة ارتفاع الحصيلة في القطاع إلى 32070 قتيلاً و74298 جريحاً، منذ بدء الحرب. وقالت الوزارة في بيان «وصل إلى المستشفيات 82 قتيلاً و110 مصابين» خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أن الكثير من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو على الطرق، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. (وكالات)