حثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأحد، إسرائيل على «إزالة ما يتبقى من عقبات» أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيراً إلى ضرورة زيادة المعابر لهذا الغرض، وشدد على أنه لا يوجد بديل للطرق البرية، بينما أكد المفوض العام للأونروا أن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة بأنها لن تسمح بدخول قوافلها المحملة بالأغذية لشمال غزة، معتبراً الأمر مشيناً، في وقت غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنياع الدوحة مساء السبت، بعد المشاركة في محادثات بشأن هدنة مؤقتة في غزة وعملية تبادل رهائن وأسرى، فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أنه لا يوجد أزمة في المفاوضات، وأن المفاوضون ينتظرون «رداً من حماس قد يحتاج إلى يومين أو ثلاثة»، في حين حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن أي «نقل قسري للسكان» من رفح سيشكل «جريمة حرب».
وأوضح غوتيريش خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة»، مؤكداً أن وصول المساعدات «يتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار لأسباب إنسانية». وقال إن الطريقة الوحيدة ذات الكفاءة والفعالة لنقل البضائع الثقيلة من أجل تلبية لاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة هي عن طريق البر، وبما يشمل زيادة هائلة في عمليات التسليم التجارية.
وحذر غوتيريش خلال زيارة لمصر من تداعيات الحرب في غزة على مستوى العالم. وقال «الاعتداء اليومي على كرامة الفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي».
والتقى غوتيريش، أمس الأحد، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتناول اجتماعهما، بحسب بيان للرئاسة المصرية، «الكثير من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة». كذلك، شدد السيسي أثناء اللقاء على «خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء». وأكد الجانبان رفضهما تهجير الفلسطينيين، وحذرا من أي عملية في رفح بما لها من تبعات كارثية. وبالمقابل، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة «الأونروا»، إن إسرائيل أبلغت المنظمة الدولية بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال قوافل غذائية تابعة للوكالة إلى شمال قطاع غزة. وأضاف في منشور على إكس: «هذا أمر مشين يشير إلى تعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة وسط مجاعة من صنع الإنسان. يجب رفع هذه القيود».
ومن جهته، صعد الرئيس الفرنسي ماكرون لهجته، أمس الأحد، تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مؤكداً مجدداً «معارضته الصارمة» لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذراً من أن «النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب». وكرر ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو دعوته إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة» و«دان بشدة الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الاستيطان».
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أكد، خلال اتصال هاتفي مع ماكرون، ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين الأبرياء.
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع على مفاوضات الهدنة طلب عدم كشف اسمه بسبب الطبيعة الحساسة للمحادثات، إن بيرنز وبرنياع «غادرا الدوحة لإطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة» من المحادثات. وأوضح أن المفاوضات «ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى» مشيراً إلى أن «الفرق التقنية ما زالت في الدوحة». ونقل موقع «واينت» الإسرائيلي، أمس الأحد، عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أنه لا توجد أزمة في المفاوضات الجارية في قطر بشأن غزة، وأنه «إذا عادت حماس بردود إيجابية سنعود فوراً إلى الدوحة». وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنه «لا توجد أزمة في المفاوضات الجارية في قطر، وينتظرون حالياً رد حماس على اقتراح التسوية الأمريكي، الذي يستغرق عادة ما بين يومين وثلاثة أيام». وقالت المصادر أيضاً إنه إذا كان هناك رد إيجابي من جانب حماس، فإن وفد كبار المسؤولين الإسرائيليين سيعود على الفور إلى الدوحة.
وكان الإعلام الإسرائيلي، تحدث السبت عن أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة وافق على التسوية التي اقترحها الجانب الأمريكي بشأن عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية. وأشارت قناة «إسرائيل 24» بأن الوفد الإسرائيلي في انتظار رد من حركة حماس بهذا الصدد. وبحسب القناة كشفت النقاشات عن وجود ثغرات في مسألة عدد الأسرى مقابل كل محتجز، لكن جرت تسوية بوساطة أمريكية وتمت الموافقة عليها بإيجابية من جانب إسرائيل. (وكالات)