موسكو – (رويترز)
انضمت فرنسا الاثنين، إلى الولايات المتحدة في قولها إن معلومات مخابراتية تشير إلى مسؤولية تنظيم «داعش» الإرهابي عن هجوم على قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو أسفر عن مقتل 137 شخصاً، في حين واصلت روسيا الإشارة إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة.
وفي أدمى هجوم يقع داخل روسيا منذ عقدين، اقتحم أربعة رجال قاعة كروكوس للحفلات مساء الجمعة، وأطلقوا وابلاً من الرصاص على الناس قبل أن تؤدي فرقة الروك (بيكنيك)، التي تشكلت خلال الحقبة السوفييتية، أغنيتها الناجحة (أفريد أوف ناثينج) أو «لا أخشى شيئاً».
وإلى جانب القتلى، أصيب 182 شخصاً.
واحتجزت السلطات الأربعة، واحد منهم على الأقل من طاجيكستان، بتهمة الإرهاب. وظهروا بشكل منفصل يقتادهم أفراد من جهاز الأمن الاتحادي إلى القفص في محكمة باسماني الجزئية بموسكو.
- لقطات من الهجوم
وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، وهو ادعاء قالت الولايات المتحدة إنها تصدقه. وينشر التنظيم منذ ذلك الحين ما يقول إنها لقطات من الهجوم. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حذروا روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري من هجوم وشيك استناداً إلى معلومات مخابراتية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين: «المعلومات المتوفرة لدينا… وكذلك لدى شركائنا الرئيسيين تشير بالفعل إلى أن كياناً تابعاً لتنظيم «داعش» الإرهابي هو الذي حرض على هذا الهجوم»، في إشارة إلى فرع تنظيم «داعش» الإرهابي في أفغانستان والمعروف باسم (تنظيم «داعش»-ولاية خراسان).
وأضاف خلال زيارة إلى جيانا الفرنسية: «حاولت هذه المجموعة أيضاً ارتكاب عدة أعمال على أراضينا».
ورفعت فرنسا مستوى التحذير من الإرهاب إلى أعلى مستوياته الأحد بعد إطلاق النار في موسكو.
- بوتين لم يذكر التنظيم الإرهابي
لم يذكر الرئيس فلاديمير بوتين علناً تنظيم «داعش» الإرهابي عند حديثه عن المهاجمين الذين قال إنهم كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا.
وقال بوتين إن بعض الأشخاص على «الجانب الأوكراني» كانوا مستعدين لنقل المسلحين عبر الحدود. ونفت أوكرانيا أي دور لها في الهجوم، واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوتين بالسعي إلى تحويل مسؤولية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية من خلال الإشارة إلى أوكرانيا، وهو ما وصفه ماكرون بالتوجه الخاطئ.
نتائج عكسية
وقال ماكرون: «أعتقد بأنه سيكون أمراً خبيثاً وسيؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لروسيا نفسها وأمن مواطنيها أن تستخدم هذا السياق لمحاولة قلبه ضد أوكرانيا»، مضيفاً أن فرنسا عرضت التعاون للمساعدة على العثور على الجناة.
وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم «داعش» الإرهابي، هو المسؤول عن الهجوم.
وكتبت في مقال لصحيفة كومسومولسكايا أن الولايات المتحدة تستخدم «فزاعة» تنظيم «داعش» الإرهابي لتغطي على أفعالها في كييف، وذكّرت القراء بأن واشنطن دعمت «المقاتلين» الذين خاضوا قتالاً ضد القوات السوفييتية في الثمانينات.
وقال مسؤولان أمريكيان الجمعة إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
وفي وقت لاحق، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، أن روسيا لا يمكنها التعليق على إعلان تنظيم «داعش» الإرهابي المسؤولية في أثناء سير التحقيق، كما أحجم عن التعليق على معلومات مخابرات أمريكية قائلاً إنها معلومات حساسة.
- التحقيق مع المشتبه فيهم
قال بوتين إنه جرى القبض على 11 شخصاً، من بينهم المسلحون الأربعة المشتبه فيهم، الذين فروا من قاعة الحفلات الموسيقية وشقوا طريقهم إلى منطقة بريانسك، على بعد نحو 340 كيلومتراً جنوب غربي موسكو، للتسلل عبر الحدود إلى أوكرانيا.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتم التحقق منها، عملية استجواب المشتبه فيهم. وظهر أحدهم وقد تم قطع جزء من أذنه.
وكان رجل يحمل جنسية طاجيكستان ويدعى داليردزون ميرزوييف يستند إلى القفص الزجاجي أثناء قراءة تهمة الإرهاب. وبقي سعيد كرامي راشاباليزودا جالساً وأذنه مغطاة بالضمادات.
وظهر محمد صبير فايزوف بملابس المستشفى الفضفاضة وجلس على كرسي طبي ووجهه مغطى بالجروح. ووقف شمس الدين فريدوني وكدمات في وجهه.