بدأت بوينغ رحلة البحث عن شخصية نافذة لرئاستها بعد انتهاء فترة رئاسة ديف كالهون الذي أعلن يوم الاثنين أنه سيترك شركة الطيران المتأزمة نهاية العام الجاري، وذهبت تكهنات العديد من المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطيران إلى أن بوينغ ستسعى إلى ترياق خارجي لأزماتها المتلاحقة.
وفي مواجهة الضغوط المتصاعدة من شركات الطيران والجهات التنظيمية والمستثمرين، أعلنت بوينغ تغييرات أوسع من المتوقع تتضمن ترك كالهون البالغ من العمر 66 عاماً منصبه وكذلك الرئيس التنفيذي للطائرات التجارية ورئيس مجلس إدارة الشركة.
وتعاني الشركة المصنعة للطائرات أزمة متصاعدة في أعقاب حادث انفصال سدادة باب في طائرة 737 ماكس في منتصف يناير كانون الثاني.
وسيواجه الرئيس التنفيذي الجديد للشركة مهاماً جمة من بينها تعزيز ثقافة السلامة في بوينغ والتعامل مع مشكلات الجودة واستعادة ثقة الجهات التنظيمية والعملاء والجمهور.
وسيتعين على بوينغ تحقيق أهداف زيادة الإنتاج وتعزيز التدفقات النقدية مع محاولاتها لتقليص الديون والتعويض عن المكاسب التي حققتها منافستها الأوروبية إيرباص.
وبدا قبل ثلاثة أشهر أن بوينغ ستعين ستيفاني بوب رئيسة لها بعدما عينتها كبيرة للمسؤولين التنفيذيين بعد فترة ناجحة قضتها في إدارة قسم الخدمات.
لكن بوب اختيرت يوم الاثنين لرئاسة قسم الطائرات التجارية خلفاً لستان ديل الذي استقال على أن تتولى مسؤوليات من بينها مصنع طائرات ماكس.
وقال محللون إن منصبها الجديد يبعدها قليلاً عن قائمة المرشحين لرئاسة الشركة ككل على الأقل في الوقت الحالي.
وقال بيرت سوبين المحلل في ستيفل «كانت الشركة تعد ستيفاني بوب لتكون خليفة محتملة لكالهون لكن يبدو أن هذا الأمر تغير لصالح بحث عن رئيس تنفيذي جديد من الخارج.. وقد ينتج عن هذا تعيين شخصية كبيرة».
* لاري كالب
يرى العديد من المستثمرين أن لاري كالب الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك لديه ميزة تحتاج بوينغ إليها بشدة لإعادة الثقة فهو من قسم التكتل التاريخي في شركته إلى ثلاث وحدات.
لكن كالب قال للصحفيين في الآونة الأخيرة إنه يركز كثيراً على قيادة وحدة الطيران في جنرال إلكتريك وإنه يتطلع لمواصلة خدمة بوينغ كشريك رئيسي ومورد.
ومن المقرر أن يستكمل انفصال جنرال إلكتريك الأسبوع المقبل.
* بات شاناهان
ومن الأسماء المرشحة أيضاً بات شاناهان وهو مسؤول تنفيذي سابق في بوينغ وكان القائم بأعمال وزير الدفاع في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ويترأس الآن شركة سبيريت إيروسيستمز التي تزود طائرات ماكس بالبدن.
ولا يمكن ترقية شاناهان إلا بعد أن تستكمل بوينغ محادثاتها لشراء سبيريت التي كانت شركة تابعة لبوينغ حتى عام 2005.
وقال آدم بيلارسكي وهو خبير له باع طويل في قطاع الطيران «إنه الوافد المثالي من الخارج فهو يعرف بوينغ تماماً ويعرف الآن الأشخاص الذين ينتجون البدن ويبدو أنهم سيصبحون جزءاً من بوينغ مرة أخرى».
وقالت سبيريت إن أولوية شاناهان القصوى لا تزال هي بناء ثقافة السلامة في سبيريت إيروسيستمز».
* خيارات أخرى
وذكرت مصادر في الصناعة أن مسؤولاً مخضرماً آخرَ في بوينغ هو كبير المسؤولين الماليين السابق جريج سميث من الأسماء المرشحة لخلافة كالهون، وأزاح كالهون بسميث عام 2021 ويتولى سميث حالياً منصب رئيس أميركان إيرلاينز.
كما تردد اسم ديفيد جيتلين عضو مجلس إدارة بوينغ لخلافة بوينغ أيضاً لكن محللين قالوا إن من غير الواضح ما إذا كان جيتلين مستعداً للتخلي عن رئاسة كاريير جلوبال.
وقال محللون آخرون إن بوينغ تفضّل مرشحاً من الخارج تماماً لكبح موجة انتقادات السلامة الموجهة للشركة من الجهات التنظيمية والكونغرس.
وقال كن هيربيرت محلل أسواق رأس المال في آر.بي.سي «أثيرت شكوك حول ثقافة الجودة والتصنيع في بوينغ بسبب مشكلات في الآونة الأخيرة وقد يكون اختيار رؤية جديدة وافدة من الخارج بخصوص العمليات مشجعاً للمستثمرين».
لكن نقابات العاملين في بوينغ ترغب في عودة الأمور إلى أصولها بعد انتقادات واسعة النطاق بأن بوينغ أعطت الأفضلية لقيمة المساهمين على حساب الجودة والسلامة.
وقال راي جوفورث المدير التنفيذي لنقابة مهمة في بوينغ وسبيريت إن الرئيس التنفيذي للشركة العملاقة ينبغي أن يكون مهندساً، وأضاف «ازدهرت هذه الشركة تحت قيادة المهندسين لعقود لكنها ترنحت ودخلت في أزمة تلو الأخرى».
المصدر: رويترز