كثفت إسرائيل، أمس الأربعاء، غاراتها خلال الساعات الأخيرة على مختلف مناطق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، في تحد صريح لقرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي اقتحامه لثلاثة مستشفيات فلسطينية وسط عمليات اعتقال وتنكيل بالمرضى والجرحى والكادر الطبي والمدنيين، وارتكبت القوات الإسرائيلية 8 مجازر في الساعات الأخيرة راح ضحيتها 76 قتيلاً و102 مصاب، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 32,490 قتيلاً و74,889 مصاباً منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، في وقت أكدت وكالة «الأونروا» و«اليونسيف» مقتل 13750 طفلاً خلال الحرب في غزة، في حين أكدت المقررة الأممية لفلسطين أنها تعرضت لهجمات وتهديدات منذ بداية إعداد تقريرها عن الإبادة بغزة.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال173، وسط غارات على مناطق متفرقة بالقطاع وقصف مناطق مأهولة، واصل الجيش الإسرائيلي سياسة التجويع التي ينتهجها بحق الفلسطينيين واستهداف المستشفيات بالقطاع. وأحصى الإعلام الحكومي في غزة «أكثر من 50 غارة خلال 24 ساعة» ترافقت مع قصف مدفعي كثيف «واستهدفت منازل مدنيين» بدءاً من جباليا وبيت حانون ومدينة غزة في الشمال وصولاً إلى المواصي ورفح وخانيونس في الجنوب. كما واصل الجيش حصاره واقتحامه لمجمع الشفاء الطبي لليوم العاشر، ولمستشفى الأمل ومستشفى ناصر لليوم الرابع على التوالي، وذلك في إطار استهدافه للمستشفيات في القطاع. واقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي غربي خانيونس، واعتقلت عدداً من الكوادر الطبية، والنازحين، فيما أطلقت القوات النار على شبان نازحين بعد أن أمرتهم بإخلاء المجمع الطبي.
من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أمس الأربعاء إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» أكدت مقتل 13750 طفلاً في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. وذكرت «الأونروا» في تقرير أن اليونسيف أشارت إلى تقارير عن مقتل نحو عشرة أطفال بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين الماضي والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
من جهة أخرى، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إنها تعرضت لهجمات وتلقت تهديدات عديدة منذ بدأت مهمتها في إعداد تقرير بشأن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. وأكدت ألبانيز، خلال مؤتمر صحفي حول تقريرها الذي قدمته لمجلس حقوق الإنسان عن الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، أنه بعد 5 أشهر من تحليل ما تقوم به إسرائيل من مجازر في غزة، فإن التقارير تؤكد وجود عناصر تدل على أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة، وقد اكتملت عناصرها. وقالت إن إسرائيل تقوم ب3 أعمال تدخل في إطار الإبادة الجماعية، وهي قتل الفلسطينيين في غزة، وتهجيرهم، وفرض ظروف حياة تؤدي إلى الدمار البدني جزئياً أو كلياً بحقهم. وأكدت أن إسرائيل تستخدم أسلحة محظورة ضد الفلسطينيين في غزة وتقوم بتجويعهم، «وهذه مجموعة من جرائم الحرب لم يسبق أن حدثت في الأراضي الفلسطينية المحتلة». وقالت إن ما تفعله إسرائيل في غزة هو خلق ظروف تجعل الحياة مستحيلة بالنسبة للفلسطينيين، وإن ما ترتكبه إسرائيل يعكس نيتها الرامية لتدمير كل شيء وهو ما يصنف ضمن جرائم الإبادة الجماعية.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإسبانية أن طائرات عسكرية إسبانية أسقطت جواً 26 طناً من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة أمس الأربعاء ودعت مدريد إسرائيل إلى فتح المعابر الحدودية البرية لمنع حدوث مجاعة. وقالت الوزارة في بيان إنه جرى خلال العملية، التي نُفذت بالتنسيق مع الأردن وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، إسقاط أكثر من 11 ألف حصة غذائية للتخفيف من «المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي» التي يواجهها ما يصل إلى 1.1 مليون شخص في غزة. وأضافت أن «إسبانيا تصر على فتح المعابر البرية كونه إجراء لا غنى عنه لتجنب حدوث مجاعة».
(وكالات)