دانت دولة الإمارات بشدة إعلان الحكومة الإسرائيلية مصادرة أراض تبلغ مساحتها 8000 دونم من منطقة الأغوار في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأعربت عن رفضها جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار. وشددت الوزارة، على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما جددت تأكيد أن دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق. ودعت الوزارة، المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
يأتي ذلك، بينما قال مسؤول أمريكي، أمس الأربعاء، إن إسرائيل تريد تحديد موعد جديد لإرسال وفد إلى واشنطن للبحث في الهجوم المحتمل على رفح، بعد أيام من إلغاء زيارة إسرائيلية مقرّرة احتجاجاً على قرار مجلس الأمن المطالب بوقف إطلاق النار، فيما كشف قيادي في «حماس» عن مطالب الحركة بالمفاوضات وشروط الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، فيما أفصحت واشنطن بأنها لا تعتقد أن محادثات إسرائيل و«حماس» بشأن الرهائن انتهت أو وصلت إلى طريق مسدود، في حين أعلنت مسؤولة في الخارجية الأمريكية استقالتها احتجاجاً على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وأوضح المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية، طالباً عدم كشف اسمه، أن «مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يرغب في تحديد موعد جديد للاجتماع المخصص لرفح. نحن ننسّق معه الآن لتحديد موعد مناسب». وقال المسؤول إن إلغاء الرحلة والخطاب حولها كان «دراما غير ضرورية من جانب نتنياهو». ووافقه الرأي مسؤول إسرائيلي كبير قائلاً إن نتنياهو ارتكب خطأ.وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حثت إسرائيل على إعادة إرسال الوفد إلى واشنطن بعد أن ألغى نتنياهو سفره احتجاجاً على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن. وادعى نتنياهو، أمس الأربعاء، أن إلغاءه زيارة الوفد لواشنطن كان يهدف إلى توجيه رسالة لحماس بأن إسرائيل لن ترضخ للضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب في غزة. وقال في تصريحات مصورة خلال اجتماع مع السيناتور الأمريكي ريك سكوت الذي يزور إسرائيل» لقد كانت رسالة أولاً وقبل كل شيء إلى حماس: لا تراهنوا على هذا الضغط، فهو لن يجدي.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية قدمت استقالتها احتجاجاً على الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على غزة». وأوضحت الصحيفة أنّ المسؤولة تدعى أنيل شيلين (38 عاماً) وتعمل في مجال قضايا حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وهذه الاستقالة هي أحدث مثال على ظهور المعارضة بين الموظفين الحكوميين إلى الرأي العام.
من جهة أخرى، كشف رئيس حركة «حماس» في الخارج خالد مشعل، أمس الأربعاء، مطالب الحركة في المفاوضات الجارية بشأن غزة، وشروط الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، بينما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أمس الأربعاء، إن الوزارة لا تعتقد بأن المحادثات بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن الرهائن قد انتهت. وأضاف أن واشنطن ترى أن هناك إمكانية لمواصلة السعي إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس». ورداً على سؤال للصحفيين عمّا إذا كانت عملية عسكرية محدودة في رفح يمكن أن تقضي على ما تبقى من قادة «حماس»، قال ميلر «نعم».
إلى ذلك، قالت مجلة «إيكونوميست» البريطانية نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أمس الأربعاء، إن حجب الإمدادات عن غزة وسيلة للضغط على «حماس» من أجل إطلاق سراح الأسرى. وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة البريطانية، أن حكومة نتنياهو لم تعقد أي مناقشات جادة أو تتبنى سياسة بشأن المساعدات لغزة. (وكالات)