متابعة: ضمياء فالح
سلطت الصحافة الضوء على المرشح الأول لخلافة الألماني يورغن كلوب في نادي ليفربول الإنجليزي، وهو روبن أموريم مدرب سبورتنغ لشبونة البرتغالي.
وجذب البرتغالي أنظار نادي العاصمة البرتغالية ودفع 10 ملايين يورو تعويضاً لفريق براغا كي يحصل عليه، وكان المبلغ ثالث أعلى أجر يدفع لمدرب بسن الـ35 وبخبرة تقل عن 6 أشهر.
أكبر المعترضين على تعيين أموريم كان أسطورة البرتغال لويس فيغو والذي صرح حينها: «ملعب خوزيه ألفيليد كان دوماً مقبرة للمدربين»، واصفاً قرار تعيينه بـ«الجنون». بعد 4 سنوات في لشبونة تحولت فكرة بقاء أموريم بعيداً عن كبار أوروبا هي المجنونة.
أموريم حصل على أعلى تقييم في دراسة أجراها ليفربول رغم ميزانية سبورتنغ لشبونة الأقل مقارنة مع العملاقين بورتو وبنفيكا لكن أسلوبه يختلف عن كلوب رغم تبنيهما معاً فلسفة هجومية مثيرة.
ووفق التقرير، أرسل ليفربول كشافة لكل مباريات سبورتنغ هذا الموسم لمراقبة عمل المدرب. وأثنى أموريم في مقابلة على مدرب مانشستر سيتي الإسباني بيب غوارديولا وقال: «هو أفضل مدرب في العالم حالياً»، لكن عند سؤاله إن كان يعتبره مرجعاً، أجاب: «مرجعي دوماً كان مورينيو».
وحضر أموريم دورة تدريبية في جامعة العلوم الإنسانية في لشبونة تواجد فيها مورينيو مدرب تشيلسي وريال مدريد وإنتر ميلان وروما السابق، وأنتونيو فيلوسو الفائز بـ7 ألقاب مع بنفيكا في الثمانينات. تطورت صداقة بين أموريم والـ«سبيشال ون» وعندما أخرج أموريم أرسنال من يوروبا ليغ بعث مورينيو له رسالة واتس أب هنأه فيها وكتب فيها مدرب روما حينها: «مورينيو القديم ومورينيو الجديد لا يزالان في المسابقة».
وعند سؤال أموريم عن أوجه الشبه بينه وبين مورينيو أجاب: «مورينيو فريد من نوعه، لن يكون هناك مورينيو آخر لأنه نادر». وقال أحد معارفه رفض الإفصاح عن اسمه لأنه يعمل في ناد آخر: «أفضل كلمة تصف روبن هي عبقري، يثمن العلاقات الاجتماعية وينصت للجميع من الكابتن حتى عمال المكاتب وهذا يخلق عقلية فائزة. صوته مرتفع لكنه ليس فظاً ولا قاسياً أبداً، إنه قائد ويجعل الجميع يشعرون بأنهم يعملون معه وليس تحته».
أموريم مشهور بـ«قفشاته» في المؤتمرات الصحفية مثل أيقونته مورينيو لأنه مثله يعتبر أن المباراة تبدأ قبل صافرة الحكم وكلماته تشعل غضب الخصم لكنها تلهم لاعبيه ويعلق الخبير البرتغالي توم كندرت: «هو منفتح دائماً في المؤتمرات الصحفية ويجيب على كل الأسئلة حتى الغبية منها. في الخمس سنوات من مسيرته لم أسمعه ولا مرة ينتقد فيها لاعباً عنده علناً ولم أسمع أن لاعباً في فريقه كان تعيساً وعندما تسوء الأمور في سبورتنغ، وهذا لم يحصل كثيراً أثناء عمله فيه، يلقي اللائمة كلها على نفسه وتسمعه يقول: لقد خسرنا لأن سبورتنغ لديه مدرب لا يزال قليل الخبرة ويتعلم للتو المهنة وارتكب خطأ اليوم.
التقارير في لشبونة تشير لسعادة أموريم في العاصمة وأن العرض يجب أن يكون كبيراً لمغادرته للعمل في الخارج بعدما فاوض توتنهام على المنصب في 2023 عقب رحيل كونتي. وقال أموريم في مقابلة بالصيف: «شاهدت الكثير من المدربين ينتقلون للعمل في دوري آخر ويفقدون السعادة، أريد تثمين ما لدي. كانت لدي اتصالات مع أندية أخرى وسبورتنغ يعرف بهذا لكنني كنت دائماً أرغب بالبقاء هنا. إن رحلت فسيكون السبب أنه تم دفعي بالمناديل البيضاء أو لأنني ذهبت لناد آخر لكنني لن أترك سبورتنغ من الباب الخلفي لأنه يستحق الاحترام».
لعب أموريم (39 عاماً) 10 سنوات في بنفيكا ومثل البرتغال 14 مرة وبدأ مسيرته التدريبية في فريق العاصمة الفقير كازا بيا لكنه بسبب عمله بدون استكمال الوثائق المطلوبة للتدريب تم إيقافه عن العمل وأجبر على الاستقالة وخصم 6 نقاط من كازا بيا لكن الفريق نجح في الصعود ذلك الموسم بفضل الأسس التي وضعها المدرب المبتدئ. عمل أموريم في رديف براغا ثم الفريق الأول وقاد سبورتنغ في 2021 لأول لقب دوري منذ 19 عاماً، وهو على بعد نقطة من المتصدر بنفيكا هذا الموسم وبفارق 7 نقاط عن بورتو. يعتمد أموريم مثل أيقونته مورينيو على خط دفاع من 3 لاعبين لكنه هجومي وسجل نجومه أكثر من 100 هدف حتى الآن هذا الموسم وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي فريق في الدوري البرتغالي منذ 50 عاماً.