قاطع محتجون خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال احتشاد لجمع التبرعات لحملته الرئاسية في نيويورك حضرها سلفاه باراك أوباما وبيل كلينتون. فيما خرجت نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، من ظل الرئيس خلال الأسابيع القليلة الماضية، في إطار جهد رفيع المستوى لإقناع ائتلاف الناخبين المنقسم الذي أوصلهما إلى البيت الأبيض بمنحهما أصواتهم لولاية ثانية.
ودافع الرئيسان السابقان بشدة عن سياسة البيت الأبيض في التعامل مع حرب غزة عندما قاطع متظاهرون الحدث. وشارك بايدن، الذي وصل مع أوباما على متن طائرة الرئاسة، وكلينتون في مناقشة أدارها مضيف برنامج «ذا ليت شو» ستيفن كولبير في قاعة موسيقى راديو سيتي الشهيرة أمام آلاف الحضور. ويقول المنظمون: إنّ الحدث جمع أكثر من 25 مليون دولار لحملة انتخاب بايدن لولاية ثانية. لكن الحدث تخللته احتجاجات داخل القاعة الضخمة، حيث وقف البعض في عدة لحظات مختلفة وصاحوا منتقدين دعم بايدن لإسرائيل في حرب غزة. وعرض أوباما وكلينتون وجهة النظر حيال أزمة غزة من ناحية كونهما رئيسين سابقين، قالا: إنّ الرئيس يجب أن يكون قادراً على دعم إسرائيل، بينما يسعى من أجل أن يحصل الفلسطينيون على المزيد من الغذاء والإمدادات الطبية ودولة مستقبلية.
وانتقد ستيفن تشيونغ الناطق باسم دونالد ترامب عبر منصة إكس «الأمسية البرّاقة» للديمقراطيين الثلاثة «مع متبرّعيهم النخبويين والمنفصلين عن الواقع». وفي وقت سابق، أدلى الرئيس الجمهوري السابق بتصريح مقتضب بعد حضوره مراسم جنازة الشرطي جوناثان ديلر الذي قُتل الاثنين بالرصاص خلال عملية على طريق عام. وقال الملياردير «علينا أن نوقف هذا، علينا العودة إلى النظام والقانون». وأفاد البيت الأبيض أن بايدن اتصل برئيس بلدية نيويورك إريك أدامس لتقديم تعازيه بعد مقتل ديلر.
ومن جهة أخرى، خرجت هاريس عن المألوف في عدد من المواقف منها استضافة مغني الراب فات جو في البيت الأبيض للحديث عن إصلاح قوانين الماريجوانا، وزيارة عيادة للإجهاض، والدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة عند جسر سيلما التاريخي في ولاية ألاباما، والمشي في مسرح جريمة ملطخ بالدماء بعد إطلاق نار بمدرسة في باركلاند بولاية فلوريدا. ويأتي دور هاريس الجديد في الوقت الذي يستهدف فيه الديمقراطيون التقدميون بايدن بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل، وبينما تظهر استطلاعات الرأي أنّه في سباق متقارب ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب. وبينما يشكك الناخبون من أصحاب الميول اليسارية في بايدن بسبب سنه وطريقة قيادته، وهي مشكلة لا يواجهها ترامب مع ناخبيه الأساسيين، فإنّ هاريس البالغة من العمر 59 عاماً تتعامل مع مواضيع أكثر سخونة وبشكل مباشر أكثر من بايدن. ودافع بايدن عن حقوق الإجهاض، لكنّه ركز على النساء اللاتي تتعرض حياتهن للخطر، ووصف المسألة بأنّها «خاصة ومؤلمة للغاية». (وكالات)