شنت روسيا مجدداً ضربات على شبكة الطاقة في أوكرانيا ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة، واعترف قائد القوات الأوكرانية بأنها تحولت إلى وضع الدفاع وهدفها وقف خسارة المزيد من الأراضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت ضربات جوية وبحرية وبرية عالية الدقة وبعيدة المدى استخدمت فيها صواريخ «كينجال» فرط الصوتية مواقع للطاقة والدفاعات الجوية الأوكرانية وأكدت السلطات الأوكرانية أن ضربات روسية ألحقت أضراراً «بالغة» بثلاث محطات أوكرانية للطاقة الحرارية ليل الخميس الجمعة، وأصابت ستة أشخاص بجروح وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق من دون تحديد نطاقها، متّهمة موسكو بشن هجمات «همجية» على شبكتها. وقال وزير الطاقة غيرمان غالوتشنكو إن «هجوماً ضخماً» استهدف مواقع لإنتاج الطاقة في مناطق دنيبروبتروفسك (جنوب وسط) وبولتافا (وسط) وتشيركاسي (وسط). وقالت القوات الأوكرانية الجمعة إن القوات الروسية أطلقت 99 مسيّرة وصاروخاً خلال الليل باتجاه أوكرانيا وإن منظومات الدفاع الجوي للبلاد دمّرت 58 مسيرة و26 صاروخاً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 795 عسكرياً أوكرانياً وإسقاط 21 صاروخاً و175 مسيرة أطلقتها قوات كييف على مختلف المحاور خلال 24 ساعة.
في وقت كشف قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن جنوده يقاتلون على الجبهة «بأسلحة وذخائر قليلة أو حتّى معدومة»، مجدّداً دعوته الغرب إلى تسليم العتاد الحربي إلى بلده «بوتيرة أسرع» في وجه جيش روسي كثّف عملياته الجوية.
وقال سيرسكي خلال مقابلة نادرة مع وكالة الأنباء الأوكرانية «أوكرينفورم» بثّت أمس الجمعة: «يتمثل هدفنا في وقف خسارة الأراضي واستنزاف العدو إلى أقصى حد، وتكبيده أكبر قدر ممكن من الخسائر، وتشكيل قوات احتياطية وإعدادها للعمليات الهجومية». وأضاف أن القوات الأوكرانية تحولت إلى الدفاع في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز مواقعها في خاركيف. وأكّد أن روسيا «كثّفت بشكل كبير أنشطة» قوّاتها الجوية، مستخدمة قنابل جوية مسيّرة «تدمّر مواقعنا».
وأفاد شهود عيان بأن القوات الأوكرانية تنشئ هياكل دفاعية ومواقع عسكرية جديدة وتعمق الخنادق وتكثف انتشارها في العاصمة كييف ومقاطعتها.
أمريكا تتخذ مزيدا من الخطوات لوقف تدفق تكنولوجيا الأسلحة إلى روسيا
من جهته، أعلن الجيش البولندي زيادة عمليات مراقبة مجاله الجوي بعد أيام من إطلاق صاروخ روسي باتجاه بلدات في غرب أوكرانيا، حلّق فوق الأراضي البولندية لمدة 39 ثانية. وتابع «الجيش البولندي يراقب بشكل متواصل الوضع على الأراضي الأوكرانية وهو في حالة تأهب لضمان أمن المجال الجوي البولندي».على صعيد آخر، أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية نقلاً عن رسالة رئيس مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض شالاندا يونغ، إلى السيناتور جيه دي فانس، بأن الحكومة أنفقت أكثر من 113 مليار دولار على دعم أوكرانيا. وأضافت الشبكة أن «هذا المبلغ يمكن اعتباره أعلى بكثير بسبب كلفة إعادة تعويض فاقد الأسلحة والذخيرة المرسلة إلى كييف». وأشارت إلى أنه إلى جانب حزم المساعدات، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا 145 مليون دولار و189 مليون دولار في السنتين 2022 و2023 لتغطية النفقات الأساسية مثل الصحة وتمويل السفارات.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، استعداد بلاده لبحث مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تمويل المساعدات العسكرية وغيرها لأوكرانيا عبر قروض تقدمها واشنطن.
وقال ماثيو أكسلرود مساعد وزيرة التجارة الأمريكية إن الولايات المتحدة طلبت من 20 شركة أمريكية وقف شحن البضائع إلى أكثر من 600 جهة أجنبية بسبب مخاوف من احتمال تحويل مسار هذه السلع إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا. وتقوم الشركات بتصنيع وبيع منتجات تدخل في صناعة صواريخ ومسيرات عثر عليها داخل أوكرانيا.(وكالات)
الكرملين يرفض أي مفاوضات مشروطة لحل الأزمة
أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا ترفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا.
وتعليقاً على تصريح وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا،عن «صيغة للسلام تشمل قائمة ببنود التفاوض سيكشف عنها لاحقاً»، قال بيسكوف: «نرفض أي شروط صيغت من أي طرف آخر». وأشار بيسكوف إلى أن تصريح كوليبا «يتناقض بالكامل مع الحظر المفروض من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التفاوض مع روسيا». وسبق لكوليبا أن أشار مؤخراً إلى إمكانية إجراء مفاوضات مع روسيا بين اجتماعي القمتين الأولى والثانية المزمعتين بين كييف وحلفائها «لبحث صيغة أوكرانية للسلام».
ويؤكد الجانب الروسي أن الوضع في أوكرانيا يمكن أن ينتقل إلى مسار سلمي، شريطة أن يؤخذ الوضع الفعلي والحقائق الجديدة على الأرض في الاعتبار، وتلبية كافة مطالب موسكو. وحذرت روسيا في أكثر من مناسبة من أن الاستمرار في ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا ورفض التفاوض سيؤديان إلى إطالة أمد النزاع والمزيد من الدمار لأوكرانيا، مؤكدة استمرار عمليتها العسكرية حتى تحقيق كامل أهدافها.(وكالات)
