«الخليج» – وكالات
قدّم دونالد ترامب، نفسه في بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس على أنه من أشد المدافعين عن إسرائيل، لكن بعد ستة شهور ومقتل أكثر من 33 ألف شخص في غزة، أصبح المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض يتّبع نهجاً أكثر غموضاً في تعبيره عن حجم هذا الدعم.
واكتفى الرئيس الأمريكي السابق المعروف بعدم تردده في التعبير عن رأيه بوضوح في أي موضوع، بالتعليق بفتور على قضية حرب غزة في مقابلتين أجريتا معه مؤخراً.
وقال للمذيع المحافظ هيو هيويت الخميس، تعليقاً على العملية الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني «لست متأكداً من أن الطريقة التي يتعاملون بها مع الأمر تعجبني».
وحذّر ترامب في مقابلة أجرتها معه وسال إعلام إسرائيلية، من أن التسجيلات المصوّرة التي تظهر «قنابل يتم إلقاؤها على أبنية في غزة» تعكس «صورة سيئة جداً أمام العالم».
وأفاد المرشح البالغ 77 عاماً، المذيع هيويت، أن «إسرائيل بصدد خسارة حرب التواصل تماماً، يجب الانتهاء من الأمر، ويجب العودة إلى وضع طبيعي».
وشدد على أنه، «يجب تحقيق انتصار، الأمر يستغرق الكثير من الوقت».
ورغم التلميحات إلى مخاوفه، لم يأت ترامب على ذكر الأزمة الإنسانية في غزة حيث يحذّر الخبراء من مجاعة محدقة بشكل صريح، ولا حصيلة القتلى الفلسطينيين التي تجاوزت 30 ألف شخص أغلبيتهم من النساء والأطفال وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أو مسألة مقتل سبعة عناصر إغاثة بضربة من مسيّرة إسرائيلية الاثنين.
مع ذلك، فإن أي تعليق ينطوي على انتقاد لإسرائيل يمثّل تحوّلاً كبيراً في موقف المرشح الجمهوري الذي باتت تصريحاته تلفت الأنظار في إسرائيل والولايات المتحدة.
عام 2018، تراجعت إدارته عن سياسة الولايات المتحدة المتبّعة منذ عقود حيال الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتخلت عن ركيزة أساسية من ركائز حل الدولتين عبر الاعتراف أحادياً بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، ما أثار ردود فعل دولية غاضبة.
لكن ما زال غير واضح إن كان تبديل ترامب نبرته منذ حرب غزة التي أثارها هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول / أكتوبر، يعكس تغييراً فعلياً في سياسته في حال أعيد انتخابه مجدداً للرئاسة في تشرين الثاني / نوفمبر.
وقالت دانيال بليتكا من مركز AEI المحافظ للأبحاث، لوكالة الفرنسية للأنباء: إن «أحداً غير متأكد تماماً من وجهة نظر ترامب حيال هذه المسألة»، مضيفة، أن تصريحاته الأخيرة تبدو وكأنها صادرة عن «مستشار إعلامي» لا مرشح لشغل المكتب البيضاوي.
وأضافت، أن خطابه «ليس رئاسياً ولا يعكس سياسة، إنه أشبه (بأسلوب) استشاري».
بالنسبة لبعض المراقبين، يمكن تفسير موقف ترامب غير الملتزم بالمخاطر الكبيرة للنزاع على الانتخابات الأمريكية في وقت يحاول كسب الأصوات من الرئيس جو بايدن الذي واجه انتقادات متزايدة حيال طريقة تعاطيه مع الأزمة.
يطبّق ترامب المعروف بصراحته عادة استراتيجية الغموض المتعمّد نفسها في قضايا بارزة أخرى، بما فيها الإجهاض، إذ يدرك بأن التعبير عن موقف متشدد مع أي الجانبين يمكن أن يكلّفه كثيراً في صناديق الاقتراع.