مرّ أول أيام عيد الفطر، أمس الأربعاء، كئيباً على الفلسطينيين في قطاع غزة الذين تحدّوا البرد والمطر، وأقاموا صلوات العيد على أنقاض المساجد المدمرة، وقضوا يومهم إلى جوار قبور ذويهم الذين رحلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث غابت بهجة العيد بشكل كامل تقريباً عنهم بسبب الثمن الباهظ الذي دفعوه خلال هذه الحرب المدمرة، بينما أدى أكثر من 60 ألف مصل، صلاة عيد الفطر، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في وقت واصل الجيش الإسرائيلي قصف مختلف مناطق على وقع تهديدات جديدة باجتياح رفح والعودة إلى خان يونس، في حين ظهر تباين كبير في إحصاءات مساعدات غزة بين إسرائيل والأمم المتحدة، وأعلنت قبرص استئناف المساعدات إلى غزة قريباً.
وفي اليوم 187 للحرب، ركز الجيش الإسرائيلي على وسط وجنوبي القطاع، وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 33482 قتيلاً 76049 مصاباً منذ بدء الحرب، لافتة إلى أنها سجلت مقتل 122 شخصاً في الساعات الأخيرة. كما أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أمس الأربعاء، مقتل ثلاثة من أبنائه وثلاثة من أحفاده في غارة إسرائيلية في قطاع غزة. ونقلت القناة عن هنية المقيم في الدوحة قوله إن مقتل أبنائه لن يؤثر في مطالب الحركة المتعلقة بوقف إطلاق النار.
وأوردت القناة أن أفراد عائلة هنية قضوا جراء قصف بمسيّرة إسرائيلية طال سيارة في مخيم الشاطئ بقطاع غزة.
وبالتزامن تواصلت التهديدات الإسرائيلية، حيث أكد الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، أن القوات الإسرائيلية عازمة على اجتياح منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ لنفسه ب«حرية عملياتية» في القطاع تمكنه من العودة إلى خان يونس وغيرها من المناطق التي كان قد انسحب منها، في إطار حربه المتواصلة على قطاع غزة.
وفي خضم القصف الإسرائيلي والأجواء الماطرة، ذكر شهود عيان أن مئات آلاف الفلسطينيين في محافظات غزة أقاموا، أمس الأربعاء، صلاة عيد الفطر المبارك فوق أنقاض مساجد دمرتها إسرائيل خلال حربها المتواصلة على القطاع منذ 6 أشهر.
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، أقام فلسطينيون صلاة العيد وسط أنقاض مساجد مثل مسجدي الهدى والفاروق، وصدحوا بالتكبيرات على الرغم من التهديدات بالاجتياح من قبل إسرائيل.
وفي مدينة خان يونس، أدى عشرات الفلسطينيين صلاة العيد داخل المستشفى الأوروبي، عقب تدمير معظم المساجد في المدينة جراء الهجمات الإسرائيلية.
وفي شمالي القطاع، أقيمت صلاة العيد على أنقاض مساجد مدمرة وفي ساحات مراكز الإيواء، وسط تساقط الأمطار.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد دمرت القوات الإسرائيلية 229 مسجداً بشكل كلي و279 مسجداً بشكل جزئي، إضافة إلى تدمير 3 كنائس.
وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع الصعبة، احتفل بعض الأطفال بالعيد ببراءة، في حين استقبل النازحون عيد الفطر في حزن وظروف إنسانية قاسية.
وفي القدس الشرقية المحتلة، وتحت مراقبة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى باحة المسجد الأقصى.
وأدى أكثر من 60 ألف مصل، أمس الأربعاء، صلاة عيد الفطر، في رحاب الحرم القدسي الشريف، على الرغم من تضييقات السلطات الإسرائيلية.
وشهدت البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة تدفقاً كبيراً للمواطنين الفلسطينيين، منذ ساعات الصباح الأولى، للمشاركة في صلاة العيد.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن عدداً من المواطنين الفلسطينيين ممن أبعدتهم السلطات الإسرائيلية قسراً عن الأقصى، أدوا صلاة العيد، في الشوارع المحيطة بالمسجد.
وفي الضفة الغربية، أصيب ثلاثة أشخاص بالرصاص الحيّ، كما أُصيب فتى بالرصاص المعدني المغلّف بالمطّاط، في هجوم شنه مستوطنون على بلدة برقة، شرقي رام الله في الضفة الغربية المحتلّة.
إلى ذلك، تباينت الإحصاءات بين إسرائيل والأمم المتحدة بشأن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة؛ إذ بينما تقول إسرائيل إن عدد الشاحنات التي تدخل غزة ارتفع بشدة في الأيام القليلة الماضية، ووصل إلى 419 شاحنة يوم الاثنين الماضي، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أن 223 شاحنة فقط دخلت في ذلك اليوم.
وفي هذا الصدد، ذكر مسؤولون أمس الأربعاء أنه من المتوقع استئناف شحنات المساعدات إلى غزة قريباً من قبرص بعد توقف المشروع الأسبوع الماضي إثر مقتل سبعة من عمال الإغاثة في قصف إسرائيلي، حيث تشير التقارير إلى وجود نحو ألف طن من المساعدات المخصصة لغزة مخزنة في الجزيرة. (وكالات)