جددت روسيا ضرباتها إلى المنشآت الحساسة في أوكرانيا، وأعلنت استهداف محطات الكهرباء ومواقع الطاقة، وتدمير خزانات وقود تحت الأرض، والقضاء على 970 عسكرياً أوكرانياً، وإحباط عملية إنزال بحري أوكرانية خططت لها الاستخبارات البريطانية.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية، أنه رداً على محاولات نظام كييف إلحاق الضرر بصناعة النفط والغاز ومواقع الطاقة في روسيا، وجهت القوات الروسية الليلة قبل الماضية ضربة واسعة النطاق بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة وبعيدة المدى والمسيرات، طالت خزانات وقود تحت الأرض ومواقع لتوليد الطاقة ومؤسسات صناعية عسكرية أوكرانية، واستهدفت مواقع لوجستية مهمة استخدمتها قوات كييف لتأمين إمداداتها.
وأعلنت السلطات الأوكرانية تدمير محطة «تريبول» الكهروحرارية في مقاطعة كييف بالضربة الروسية، وتدمير خزانين للغاز تحت الأرض. كما دمرت القوات الروسية 3 مستودعات للأسلحة الصاروخية والمدفعية وأسلحة ومنصة «إس 125» للدفاع الجوي، وإسقاط 4 صواريخ هيمارس أمريكية و3 صواريخ «أروغان» سوفييتية وقنابل «جي دام» أمريكية موجهة.
وأعلن الأمن الفيدرالي الروسي إحباط عملية إنزال أوكرانية واسعة إلى جزيرة تريندوفسكايا شمال البحر الأسود، خططت لها الاستخبارات البريطانية، وحصل على إفادات أسير أوكراني تلقى تدريباته في إطار قوة أوكرانية كبيرة بقاعدة «ريفالز» لمشاة اللواء ال 20 بالفرقة «الحديدية» البريطانية الثالثة، وأن «مجموعات إنزال أوكرانية كانت قد تسللت بتوجيه وتخطيط بريطاني إلى منصة نفطية روسية في البحر الأسود بهدف الحصول على أجهزة حساسة يستخدمها الجيش الروسي في توجيه مسيِّراته». وبعد أن وقَّع الرئيس الأوكراني اتفاقية أمنية مع لاتفيا مدتها عشر سنوات تنص على أن تقدم لاتفيا دعماً عسكرياً سنوياً لأوكرانيا يبلغ 0.25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، قال فولوديمير زيلينسكي «نحتاج إلى دفاع جوي وغيره من الدعم الدفاعي وليس نقاشات طويلة بلا جدوى».
وأقر البرلمان الأوكراني الخميس قانوناً مثيراً للجدل حول التعبئة العسكرية بعد أشهر من النقاشات الحامية في أوساط مجتمع أنهكته سنتين من الحرب مع روسيا، في ظلّ تكاثر الهجمات البرّية على خطّ الجبهة ونقص في المتطوّعين للخدمة في صفوف الجيش.
وحض الرئيس الأمريكي جو بايدن مجلس النواب على التصويت فوراً على حزمة دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة عشرات المليارات من الدولارات. فيما قال قائد الجيش الأمريكي في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي أمام الكونغرس إن قذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية لدى أوكرانيا ستنفد «خلال مدى زمني قصير» من دون الدعم الأمريكي، مما يجعلها عرضة لهزيمة جزئية أو كلية.
على صعيد آخر، أعلنت الحكومة السويسرية أن المؤتمر الذي تنظمه حول «السلام في أوكرانيا» سيعقد في 15 و16 يونيو/حزيران في فندق بوسط البلاد، لكن من دون حضور روسيا التي اعتبرته مشروعاً أمريكيا. وقالت الحكومة السويسرية في بيان إنه «كخطوة أولى، سيكون من الضروري تطوير تفاهم مشترك بين الدول المشاركة في ما يتعلق بسبيل المضي قدماً نحو سلام شامل وعادل ومستدام في أوكرانيا».
وأعلن وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس في مؤتمر صحفي الأربعاء أن «عملية السلام لا يمكن أن تتم من دون روسيا، حتى لو لم تكن موجودة خلال اللقاء الأول».
من جهتها، وصفت روسيا المؤتمر بأنه مشروع «الديمقراطيين الأمريكيين» وحزب الرئيس جو بايدن. وقالت الخارجية الروسية «وراء كل هذا يقف الديمقراطيون الأمريكيون الذين يريدون صوراً ومقاطع فيديو لحدث كهذا».
وأكد المستشار كارل نيهامر، رئيس وزراء النمسا، قناعته بضرورة التفاوض مع روسيا من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال إن «المفاوضات مع روسيا شرط أساسي للسلام»، وإنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام من دونها». (وكالات)