فشل أعضاء مجلس الأمن الدولي، ليل الخميس، في التوصل إلى توافق بشأن مسعى الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بحسب ما أعلنت رئيسة المجلس، في وقت أكد رئيس الوزراء الإسباني أن بلاده مستعدة للاعتراف بفلسطين دولة في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات «واضحة» على استعداد أوروبا للاعتراف بدولة فلسطينية. وفيما أكد البيت الأبيض أن واشنطن لا تزال تنتظر ردَّي إسرائيل وحركة «حماس» على المقترح الأمريكي بشأن هدنة غزة وصفقة تبادل الأسرى والرهائن، نقلت تقارير عن أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يعرقل التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص.
وفي الاجتماع المغلق الثاني «للجنة المعنية بقبول أعضاء جدد»، أمس الأول الخميس، «لم يكن هناك توافق في الآراء»، وفق ما صرحت السفيرة المالطية فانيسا فرازير التي ترأس مجلس الأمن في نيسان/إبريل. وقالت، إن «ثلثي» أعضاء المجلس يؤيدون العضوية الكاملة للفلسطينيين، من دون أن تسميهم. لكن هذه اللجنة لا يمكنها اتخاذ القرارات إلا بتوافق الآراء. ورغم ذلك، فإن هذا لا يمثل نهاية الخطوة الفلسطينية. وبعد تقرير اللجنة، يمكن لأي دولة عضو في المجلس أن تطرح للتصويت قراراً بشأن هذا الانضمام. ووفقاً لمصادر دبلوماسية، يمكن إجراء تصويت في 18 نيسان/إبريل، بمبادرة من الجزائر التي تمثل الدول العربية في المجلس. وألمحت السفيرة المالطية إلى أن مثل هذا القرار سيحتاج إلى 9 أصوات من أصل 15، لكن مراقبين يشككون في أن تمر المبادرة في المجلس بسبب موقف الولايات المتحدة التي سبق أن عارضت هذا التوجه عام 2011.
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، إن بلادها تدعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.
وأضافت ماو، في مؤتمر صحفي، خلال ردها على سؤال عن موقف الصين من عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، أن «الصراع المستمر والأزمة الإنسانية الحادة الناجمة عنه، دليلان آخران على أن السبيل الوحيد لإنهاء تلك الحلقة المفرغة من الصراع هو التنفيذ الكامل لحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، ومعالجة الظلم التاريخي الذي عاناه الفلسطينيون منذ فترة طويلة».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسباني، إن هناك «مؤشرات واضحة» في أوروبا على أن دول القارة مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية. والتقى سانشيز في وقت سابق مع نظيره النرويجي جوناس غار ستور في أوسلو، في إطار حملته الدبلوماسية لحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطينية. وقال جوناس غار ستور خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سانشيز: «النرويج مستعدة لاتخاذ قرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية». وأضاف، «يجب اتخاذ هذا القرار على أساس التوقيت والسياق بالتعاون الوثيق مع الدول التي تتشارك الأفكار نفسها. ولم نضع جدولاً زمنياً محدداً».
من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض أن واشنطن لا تزال تنتظر رداً من «حماس» بعد أحدث جولة من مفاوضات الرهائن في القاهرة، ذكرت القناة ال7 بالتلفزيون الإسرائيلي، أن مصر تقدر أن الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن سوف تنتهي بالفشل. ونقلت القناة الإسرائيلية عن تقارير إعلامية قولها إنه خلال اليوم الأخير من محادثات الصفقة أعربت مصر عن خيبة أملها إزاء اغتيال أبناء القيادي في حركة «حماس» الثلاثة إسماعيل هنية وتوقيت الهجوم، حيث جاء هذا الإجراء في وقت كان الوسطاء يكثفون جهودهم للتوصل إلى اتفاق.
في غضون ذلك، كشفت تقارير جديدة عن تأثير صادم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على سير مفاوضات الرهائن. فقد اتضح، وفقاً ل القناة 12 الإسرائيلية، أن لنتنياهو دوراً كبيراً بإفشال التوصل منذ وقت طويل، لصفقة تبادل مع حركة «حماس». وأضافت شهادات لمصادر ضالعة بشكل أساسي في مفاوضات الأسرى، أنه من دون وجود نتنياهو على رأس الحكومة لكانت فرص إبرام صفقة أسرى أكبر بكثير. كما وصفت القناة الشهادات بأنها «تحطم القلب»، مضيفة أن الشخصيات التي تعمل على هذا الملف تمتلك حالياً قناعات بأنه آن الأوان للحديث. وذكرت أن فريق المفاوضات الإسرائيلي وصل إلى قناعة بأن الحكومة أهدرت فرصة تلو الأخرى، وأن رئيس الحكومة هو المسؤول عن إهدار الوقت وعن المخاطرة بأرواح الأسرى. ولفت أحد المصادر إلى أن فشل الوصول إلى صفقة يقع على عاتق الحكومة، وأنه لا يعرف مصير الأسرى، سواء من عادوا أو من تبقوا في غزة. ومضى قائلًا: «واضح للجميع أننا لا ندير مفاوضات حقيقية، نحصل على مصادقة اليوم، ثم يجري نتنياهو اتصالًا هاتفياً ليأمر بعدم طرح مقترحات».
(وكالات)