صعدت إسرائيل، أمس الجمعة، غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على قطاع غزة، بالتزامن مع التوغل البري في وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى، مع عودة استهداف المنازل والمربعات السكنية، كما أصيب 3 صحفيين فلسطينيين بقصف إسرائيلي في غزة أحدهم بترت قدمه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه في غزة مع ارتفاع درجات الحرارة، كما حذرت من أن نزوح سكان غزة إلى مصر سيجعل حل الصراع مستحيلاً.
وذكر مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أمس الجمعة، أن الطيران الإسرائيلي شنّ عشرات الغارات خلال الليل على مختلف مناطق القطاع، خصوصاً النصيرات والمغراقة والمغازي في وسطه. وأفاد بمقتل 25 شخصاً على الأقل في غارة طالت منزل عائلة الطباطيبي في حي الدرج، تمّ نقل جثثهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح. وأكد أن الجيش الإسرائيلي قام بتفجير عشرات المنازل والمباني السكنية بعد تفخيخها في مخيم النصيرات للاجئين. وذكر بيان للوزارة أنه خلال الساعات الماضية حتى صباح الجمعة، سُجّل مقتل 89 شخصاً، مشيراً إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 33634 قتيلاً و76214 جريحاً جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر. وأصيب الصحفيون سامي برهوم، وسامي شحادة، وأحمد حرب، في قصف إسرائيلي لمخيم النصيرات، نجم عنه كذلك بتر قدم الصحفي سامي شحادة. وأوضحت التقارير أن سامي شحادة الذي يعمل لحساب قناة «تي آر تي» التركية أصيب بجروح خطِرة. وبالمقابل، تواصلت الاشتباكات الضارية بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، لليوم الـ189، في قطاع غزّة عامة، وفي وسط القطاع خاصة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية على أطراف مخيم النصيرات الشمالية وسط القطاع، لرغبته بإحكام السيطرة وتوسيع طريق نيتساريم الذي قطع شمالي القطاع عن جنوبه.
وفي الأثناء، ألقت الطائرات الإسرائيلية في سماء مدينة رفح، أمس الجمعة، منشورات تحتوي على صور لبعض الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وطالبت بتزويدها بمعلومات عنهم. وقد جاء في نص المنشور: إذا أردتم الحفاظ على عائلاتكم وضمان مستقبلكم، فلا تترددوا بتزويدنا بأيّ معلومة تخص المخطوفين أو من يحتجزهم. من جهة أخرى، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، أمس الجمعة، إن الأمراض المنقولة عبر المياه تتفشى في غزة بسبب نقص المياه النظيفة وارتفاع درجات الحرارة. وذكر جيمي مكجولدريك للصحفيين عبر وصلة فيديو من القدس: «تزداد حرارة الجو بشدة هناك.. يحصل الناس على كمية من المياه أقل بكثير مما يحتاجون إليه، ونتيجة لذلك ظهرت أمراض تنتقل عن طريق المياه بسبب نقص المياه الآمنة والنظيفة وتعطل أنظمة الصرف الصحي».
ومن جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن احتمال نزوح سكان غزة من مدينة رفح الحدودية إلى مصر هرباً من هجوم عسكري سيجعل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستحيلاً وسيسبب «معضلة مروعة» للفارين. وذكر غراندي «حري بنا أن نفعل كل ما في وسعنا» لتجنب مثل هذا النزوح لسكان غزة.
إلى ذلك، قال البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن إسرائيل توفي بالتزاماتها من جهة فتح معابر إضافية لدخول شاحنات مساعدات إلى قطاع غزة، لكن ذلك غير كافٍ، مضيفاً أن واشنطن تواصل الضغط على إسرائيل لبذل المزيد. وكان الجيش الإسرائيلي زعم أمس الجمعة أن أولى الشاحنات التي تحمل مساعدات غذائية دخلت الخميس إلى قطاع غزة عبر نقطة العبور الشمالية التي فتحت حديثاً.
(وكالات)