تدفق آلاف من أهالي غزة على الطريق الساحلي المؤدي إلى شمال القطاع، أمس الأحد، عقب سماعهم أن العديد من الأشخاص تمكنوا من اجتياز حاجز مغلق إلى مدينة غزة، في حين نفت إسرائيل أن يكون الطريق مفتوحاً، وسارعت إلى قمع هذه المحاولات بالرصاص والقذائف، وأعلنت استدعاء فرقتين من قوات الاحتياط للجيش لتنفيذ مزيد من العمليات، في وقت قال فيه الإعلام العبري إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفح.
وفي اليوم ال191 للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب أمس 4 مجازر في القطاع راح ضحيتها 43 قتيلاً و62 جريحاً. وقتل الجيش الإسرائيلي 5 نازحين فلسطينيين على الأقل بينهم سيدة، وأصيب العشرات أثناء محاولتهم العودة إلى شمال القطاع، في شارع الرشيد. ونقلت مصادر محلية عن شهود عيان، انتشار خبر على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بسماح الجيش الإسرائيلي لبعض النازحين بالعودة إلى الشمال (للرجال فوق الخمسين والأطفال الذكور تحت ال14 والنساء من كافة الأعمار)، فيما نفى الجيش الإسرائيلي السماح بالعودة إلى شمال القطاع، قائلاً إن «المنطقة لا تزال منطقة حرب».
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال المتمركزة قرب شارع الرشيد أطلقت القذائف المدفعية والنار وقنابل الغاز السام صوب النازحين أثناء محاولتهم العودة إلى مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم، وإصابة آخرين.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، عادت بعض العائلات المكونة من نساء وأطفال فقط، ولا يتعدى عددها ال15، إلى مناطق الشمال بعد أن وصلت بشكل ارتجالي إلى نقطة تمركز القوات الإسرائيلية، وخلال ساعات صباح أمس الأحد، «تمكنت نحو 30 إلى 40 عائلة من الوصول إلى المنطقة نفسها، وسمح للأطفال ما دون 14 عاماً، والنساء بالمرور، بينما سمح لبعض الرجال ما فوق 50 عاماً بالدخول بعد أن تم تفتيشهم».
ووفقاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، نزح نحو 1.7 مليون شخص أي أكثر من 75 في المئة من سكان القطاع هم من النازحين، كما اضطر العديد للنزوح أكثر من مرة.
وأعلنت مصادر طبية، أمس الأحد، ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 33729 قتيلاً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي. وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 76371، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وتعهد قادة مجموعة السبع الذين عقدوا، أمس الأحد، اجتماعاً عبر الفيديو، بأن يعززوا تعاونهم بهدف «تقديم مزيد من المساعدة الإنسانية إلى الفلسطينيين بقطاع غزة».
وأعلن قادة الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان في بيان للرئاسة الإيطالية للمجموعة، «سنعزز تعاوننا (…) لتقديم مزيد من المساعدة الإنسانية إلى الفلسطينيين».
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أمس الأحد، استدعاء كتيبتي احتياط للتحرك إلى «جبهة قطاع غزة». وقال الجيش: «وفقاً لتقييم الوضع، يستدعي الجيش الإسرائيلي ما يصل إلى لواءي احتياط لتنفيذ أنشطة عملياتية على جبهة غزة».
وقال الجيش إن الاستدعاء سيتيح «مواصلة الجهد والاستعداد للدفاع عن إسرائيل وأمن المدنيين»، حسب تعبيره. ولم يكشف الجيش تفاصيل بشأن عدد قوات الكتيبتين أو المكان الذي سيتم نشرهما فيه في القطاع. وسحبت إسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري بعض قواتها من غزة.
إلى ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية («كان 11»)، مساء أمس الأحد، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة. وذكرت «كان 11» أن نتنياهو قرر في الأيام الماضية، «تأجيل الموعد المحدد للعملية (العسكرية البرية) في رفح»، بعدما أعلن، الأسبوع الماضي، أنه جرى تحديد موعد لاجتياح رفح، الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة.
ولم يكشف نتنياهو حينها عن الموعد المحدد للاجتياح المتوقع، في حين شدد على أن «النصر المطلق على حركة حماس»، على حد تعبيره، «يتطلب الدخول إلى رفح والقضاء على كتائب الحركة هناك».
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن موعد العملية التي تحدث عنه نتنياهو تأجل؛ وأوضحت القناة أن نشرها في هذا الخصوص يراعي قيود المراقبة العسكرية، وأفادت بأن قرار «التأجيل» اتخذ من قبل نتنياهو والقيادة السياسية في الأيام الأخيرة. (وكالات)