أعربت دولة الإمارات عن القلق البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار. ودعت الوزارة إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالمي.
وأعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيداً للأزمة في الشرق الأوسط. وأشار موقع «أكسيوس» إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو أنه سيعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران. وكان الرئيس بايدن أكد في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه أمن إسرائيل».
من جانبهم، ابدى قادة مجموعة السبع الذين عقدوا، أمس الأحد اجتماعاً عبر الفيديو، «استعدادهم لاتخاذ تدابير» ضد ايران «رداً على خطوات جديدة لزعزعة الاستقرار»، وذلك وفق بيان أصدرته الرئاسة الايطالية للمجموعة.
من جهة أخرى، تواصلت ردود الفعل العربية والدولية على الهجوم الإيراني، وشدد مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط. ودعا جاسم محمد البديوي الأمين العام للمجلس جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن أي تصعيد إسرائيلي «سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة»، مشدداً على أن بلاده «لن تكون ساحة لحرب إقليمية».
وحذرت مصر من «خطر التوسع الإقليمي للنزاع»، ودعت عبر وزارة خارجيتها «إلى أقصى درجات ضبط النفس»، وأكدت «الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع». وأعربت وزارة الخارجيّة السعوديّة عن «بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته»، داعية جميع «الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب». كما أعربت دولة قطر عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما أعلنت وزارة الخارجية العمانية في بيان أنها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته وأهمية ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب. كما أعربت دولة الكويت عن قلقها الشديد إزاء استمرار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، بحسب منشور لوزارة الخارجية الكويتية على «إكس»، بينما اعتبر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن إيران مارست «حقها في الدفاع عن نفسها».
ودوليا، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة التصعيد الخطر» المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل، داعياً إلى «وقف فوري لهذه الأعمال العدائية». واستنكر حلف شمال الأطلسي «الناتو» «تصعيد إيران»، داعيا إلى «ضبط النفس»، على لسان المتحدثة باسمه فرح دخل الله التي قالت في بيان «من الضروري ألا يصبح النزاع في الشرق الأوسط خارجا عن السيطرة». ودعت وزارة الخارجية الروسية جميع الأطراف إلى «ضبط النفس»، وقالت في بيان «نحضّ كلّ الأطراف المعنيين على إظهار ضبط النفس. نحن نعوّل على الدول الإقليمية لحلّ المشاكل الراهنة بوسائل سياسية ودبلوماسية». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لم يتم كشف اسمه إن بكين «تعرب عن قلقها العميق إزاء التصعيد الراهن وتدعو كل الأطراف المعنيين الى ممارسة الهدوء وضبط النفس لتفادي تصعيد إضافي».
ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بأشد العبارات الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إيران على إسرائيل»، داعيا في الوقت نفسه الى «ضبط النفس» خشية وقوع تصعيد إقليمي أكبر. وحذرت ألمانيا من أن الهجوم الإيراني قد «يغرق منطقة بكاملها في الفوضى». ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى «تفادي تصعيد إقليمي، مهما كلّف الأمر»، مشيرا على حسابه في اكس «نتابع بقلق بالغ تطوّر الوضع في الشرق الأوسط».
(وكالات)
قرقاش: السلام عبر الدبلوماسية الخيار المنطقي الوحيد
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن السلام عبر الدبلوماسية وضمن أسس الاستقرار والازدهار والعدالة، هو الخيار المنطقي الوحيد، اليوم. وقال قرقاش على منصة «إكس»: «يحق لنا أن نعبّر عن قلقنا من التصعيد العسكري الخطير في المنطقة، وتجنيب شعوبها مخاطر الحروب. طالما حذرنا من تداعيات الحرب في غزة وأولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، واليوم تبرز الحاجة إلى السلام عبر الدبلوماسية وضمن أسس الاستقرار والازدهار والعدالة، هذا هو الخيار المنطقي الوحيد».