في الخطاب الافتتاحي للقمة العالمية لطاقة المستقبل، أكد فرانسيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، الحاجة الملحة لتسريع العمل لتحقيق الأهداف الطموحة المنصوص عليها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دولة الإمارات.
وشدد خطاب لا كاميرا على المنعطف الحاسم الذي يقف عنده العالم في رحلة تحول الطاقة، كما سلط الضوء على ضرورة بذل جهود فورية متضافرة لزيادة القدرة المتجددة المثبتة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
بدأ لا كاميرا كلمته بالاعتراف بالالتزام الكبير الذي تم التعهد به في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، حيث تعهدت الدول بزيادة القدرة المتجددة ثلاث مرات خلال العقد المقبل.
لكنه حذر من أنه على الرغم من هذا الالتزام، فإن العالم يتعثر حالياً في تقدمه نحو هذا الهدف، نقلاً عن منشور الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الأخير بعنوان «تتبع نتائج مؤتمر الأطراف 28: مضاعفة القدرة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030»، كشف لا كاميرا أنه على الرغم من أن عام 2023 شهد زيادة في إضافات الطاقة المتجددة، فإنها لا تزال غير كافية لتحقيق هدف 2030 الطموح.
وأكد المدير العام على ضرورة زيادة الاستثمارات في الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أنه على الرغم من النمو الجدير بالثناء، فإن مستويات الاستثمار الحالية لا ترقى إلى المستوى المطلوب للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.
وركز على ضرورة أن تزيد الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة إلى 1.55 تريليون دولار سنوياً، من 570 مليار دولار عام 2023، من أجل البقاء على المسار الصحيح نحو سيناريو 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050
علاوة على ذلك، سلط لا كاميرا الضوء على الاتجاهات المثيرة للقلق في منشآت الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أنها تتركز بشكل كبير في مناطق وتقنيات معينة، وحذر من أن مثل هذا التركيز لا يهدد فقط بإخراج الطموحات الثلاثية عن مسارها، بل يؤدي أيضاً إلى تفاقم عدم المساواة في الطاقة، ما يؤثر بشكل خاص على البلدان الضعيفة.
أهمية التمويل
وكان أحد التحديات الرئيسية التي حددها لا كاميرا العائق أمام التمويل، خاصة بالنسبة للسكان ذوي الدخل المنخفض، بسبب الاعتماد السائد على رأس المال الخاص، ودعا إلى إجراء إصلاحات هيكلية في مؤسسات التمويل متعددة الأطراف لضمان التحولات الشاملة في مجال الطاقة.
ومن الناحية الإيجابية، أكد لا كاميرا أن مصادر الطاقة المتجددة لا توفر فوائد بيئية فحسب، بل توفر أيضاً فرصاً اقتصادية، واستشهد بالنتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي مفادها أن تبني تحول الطاقة القائم على مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يؤدي إلى نمو كبير في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل، وتحسين الرفاهية العالمية.
في دعوته للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، اقترح لا كاميرا إعادة تقييم المقاييس المستخدمة لقياس أمن الطاقة، داعياً إلى إدراج مصادر الطاقة المتجددة على نطاق أوسع في مزيج أمن الطاقة.
وحدد المدير العام ثلاث ركائز حيوية لتحقيق التحول؛ بنية تحتية قوية، وأطر سياسية صارمة، وبناء القدرات المؤسسية والفنية، كما شدد على الحاجة إلى زيادة التمويل والتعاون الدولي لضمان انتقال عادل ومنصف.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي، «توفر القمة العالمية لطاقة المستقبل منصةً لتباحث التحديات الملحة في عصرنا، ما يسهم في رسم خارطة طريقٍ تضع المخططات الملائمة لمستقبل مستدام، ونعمل اليوم يداً بيد مع القادة والمبتكرين على مستوى العالم في مجال الطاقة النظيفة، لتصميم وتطوير الحلول التي ستقودنا نحو الاقتصاد الأخضر، ونأمل أن تتجاوز مناقشاتنا مجرد استكشاف الاحتمالات، لنضع معاً حجر الأساس للقيام بتغييرات ملموسة ذات تأثير عالمي دائم».
وتسلط القمة، التي يستضيفها مركز أدنيك أبوظبي من 16 إلى 18 أبريل نيسان، الضوء على جهود الاستدامة، كما تؤكد الأهمية القصوى للالتزام بمعايير الاستدامة.
وتعهدت مجموعة أدنيك بخفض الانبعاثات الناتجة عن عملياتها بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، كجزء من التزامها بمستقبل مستدام وأخضر، كما تعد القمة بمثابة منتدى عالمي لتعزيز حلول الطاقة المبتكرة وتشكيل تطوير أنظمة الطاقة المستقبلية.