بيروت: «الخليج»
تواصل السجال الداخلي اللبناني، أمس الأحد، حول مشروع الموازنة العامة والتعيينات التي رافقت إقرارها في جلسة الحكومة، الأسبوع الماضي، فيما يحيي لبنان الذكرى ال17 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، اليوم الاثنين، في وقت شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، معتبراً أن الانتخابات، نيابية أو رئاسية، هي ممر رسمي لعودة لبنان إلى دولة محترمة بين الدول.
ويبدو أن «فرحة» رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، بإنجاز حكومته إقرار مشروع الموازنة وإحالته إلى مجلس النواب لن تدوم طويلاً، ذلك أن جلسة إقرارها فتحت الباب واسعاً أمام سجال سياسي بين أهل البيت الوزاري الواحد، وهو سجال ربما يكون شكلياً، ولن يغيّر في واقع الموازنة شيئاً، حيث انتفض وزراء ثنائي «حركة أمل وحزب الله» ضد أرقامها وضرائبها وكيفية إقرارها، وعلى التعيينات التي تمّت خلال الجلسة أيضاً، إلا أنه سيلبّد الأجواء الحكومية ويوتّرها مجدداً، فيما مجلس الوزراء لم يستفق بعد من الكبوة التي فرضها عليه «الثنائي» بفعل إصرارهما على تنحية المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار. وفي محاولة لتبريد النفوس وتفادي تمدد التشنج بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي، من جهة، وثنائي «أمل وحزب الله» من جهة ثانية، إلى جلسات مجلس الوزراء المقبلة، وأوّلها مرتقب، يوم غد الثلاثاء، يُجري ميقاتي جولة اتصالات في الكواليس، كما انه قد يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتوضيح ما حصل في جلسة القصر الرئاسي، مؤكداً له انه لم يتم «تهريب» لا الموازنة ولا التعيينات، وأن أحداً ليس في وارد «استغفال»، أو تخطي «أمل وحزب الله»، حيث يتوقع أن تؤتي هذه الجهود ثمارها بحيث لا يعطّل الثنائي عجلات الحكومة من جديد، أو يقاطعها. وهنا يطرح السؤال نفسه أمام اللبنانيين: هل سنكون أمام أزمة جديدة؟ وهل سينعكس هذا الخلاف من خلال إعادة تعليق مشاركة وزراء «الثنائي» في اجتماعات مجلس الوزراء من جديد وتعطيل عمل الحكومة؟ وكيف سيكون مستقبل التعاون داخل الحكومة إذا ما نفذ وزير المال تهديده بعدم التوقيع على قرارات الحكومة؟
من جانب آخر، قال البطريرك الراعي في عظته، أمس الأحد «إننا بحاجة إلى إصلاحات تقيمنا من حالة الانهيار، ونحن نطالب بإجراء الانتخابات في موعدها، وندعو إلى المشاركة الكثيفة فيها، والهدف من الانتخابات خلق واقع جديد في البلاد في الاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى أن «هناك محاولات لإرجاء الانتخابات، وقد أثار ذلك أصدقاء للبنان». وأكد الراعي «إن الانتخابات أكانت نيابية أو رئاسية هي ممر رسمي لعودة لبنان إلى دولة محترمة بين الدول، وكنا نأمل أن يكون محور البرامج الانتخابية حول برامج اجتماعية واقتصادية وحصر السلاح بالجيش، وتنفيذ القرارات الدولية والمطالبة بالحياد وبمؤتمر دولي، فالوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدمة»، معتبراً «أن التغاضي عن الأمور الأساسية طيلة سنوات هي من أوصلنا إلى ما نحن عليه».
إلى ذلك، وصل رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، إلى بيروت، حيث يستعد تيار المستقبل وأنصاره لإحياء الذكرى 17 لاغتيال والده رفيق الحريري، اليوم الاثنين، حيث أشير إلى أنه سيقرأ الفاتحة أمام ضريح والده من دون أن يلقي كلمة بالمناسبة.