أعلن الكرملين، أمس الأربعاء، أن الجنود الروس المنتشرين في مرتفعات ناغورنو كارباخ منذ خريف العام 2020، بدؤوا انسحابهم، بعد سبعة شهور من استعادة أذربيجان هذا الجيب الذي سيطر عليه انفصاليون أرمن لثلاثة عقود. فيما نددت أذربيجان، أمس، بضغوط وتهديدات تمارسها فرنسا، حسب قولها، بعد يوم من استدعاء باريس سفيرتها لدى باكو، للتشاور في ظل تدهور العلاقات الثنائية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين: «نعم، هذا هو الحال بالفعل»، مؤكداً تقارير بثتها وسائل إعلام أذربيجانية تحدّثت عن الانسحاب. وفي خريف العام 2020، اندلعت حرب استمرت ستة أسابيع بين أذربيجان، والانفصاليين المدعومين من أرمينيا للسيطرة على مرتفعات ناغورنو كارباخ، ما أسفر عن مقتل 6500 شخص. وانتهت الحرب بهزيمة القوات الأرمينية التي اضطرت إلى التنازل عن مناطق شاسعة، ونشرت روسيا بعد ذلك قوة لحفظ السلام قوامها 2000 جندي لفرض شروط وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الانفصاليين. وفي 2023، قادت أذربيجان هجوماً خاطفاً جديداً، واستولت على منطقة ناغورنو كاراباخ بأكملها، من دون أن تتدخل القوات الروسية، وأنهت بذلك ثلاثة عقود من النزاع للسيطرة على الجيب، وندّدت أرمينيا بشدة بتقاعس حليفتها روسيا، وتقرّبت منذ ذلك الحين من الغرب. ومنذ ذلك الحين، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا التوسط في توقيع معاهدة سلام، لحل النزاعات الإقليمية بين باكو ويريفان، لكن لا تحرز المحادثات تقدماً ملموساً يذكر. وتطالب باكو بثماني قرى تسيطر عليها أرمينيا وبإنشاء ممر بري عبر منطقة سيونيك الأرمينية يربط أذربيجان بجيب ناختشيفان التابع لها، ثم بتركيا حليفتها. ومن جانبها، تطالب يريفان بجيب أرتسفاشن (باشكند في أذربيجان) الواقع في الأراضي الأذربيجانية، وتسيطر عليه باكو منذ تسعينات القرن الماضي، فضلاً عن المناطق التي احتلتها أذربيجان خلال السنوات الثلاث الماضية، والواقعة داخل الحدود الأرمينية.
ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، في بيان، أن «الجانب الأذربيجاني أكد مراراً لفرنسا أن لغة التهديد والضغوط لن تفضي إلى نتيجة، ويعلن مرة جديدة أنه سيتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه القومية». وتابع البيان، أن «الخطوات التي يتخذها بلدنا وتصريحاته الرسمية تجاه فرنسا لم تكن سوى رد على نشاطات هذا البلد المدمرة»، مندداً بـ«حملة افتراءات». وقالت الوزارة: «من الواضح أن أعمال فرنسا التي تسلح أرمينيا بكثافة وتشجع النزعة العسكرية في المنطقة، لا تخدم السلام». وتشهد العلاقات بين فرنسا وأذربيجان تدهوراً منذ أشهر، واتّهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، باريس بدعم أرمينيا في النزاع الإقليمي بين يريفان وباكو حول منطقة ناغورنو كاراباخ.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان، حربين للسيطرة على هذا الجيب، الأولى في تسعينات القرن الماضي والثانيـــة في 2020. وأعربت فرنسا التي تقيم فيها جالية كبيرة من أرمن الشتات، عن استعدادهـــا للمشاركــة في جهـــود الوساطة بين باكو ويريفان، مع إبداء دعمها الراسخ لأرمينيا. وفي أوائل نيسان/إبريل، عبرت باريس عن أسفها لتمديـــد باكو التوقيـــف الاحتياطي لمواطن فرنسي متهم بالتجسس. وأكدت السلطات الفرنسية في مناسبات عدة رفضها «القاطع» لهذا الاتهام. وبعد ثلاثة أسابيع على توقيفه، أعلنت باكو طرد اثنين من الدبلوماسيين الفرنسيين، قبل أن تعلن فرنسا في اليوم التالي إجراء مماثلاً. (وكالات)
أخبار شائعة
- المخاوف بشأن الفائدة تقود أسهم "وول ستريت" لتراجع أسبوعي
- الكويت تواجه عمان والإمارات مع قطر في افتتاح خليجي 26
- القوات الفرنسية تبدأ الانسحاب من تشاد
- الكونغرس الأميركي يقرّ مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي
- سوريا ما بعد الأسد.. مصير الأكراد بين الغموض والتحديات
- أسعار النفط تتراجع في أسبوع بسبب مخاوف الطلب وقوة الدولار
- جراء هجوم أوكراني.. توقف العمليات مؤقتا بمطار قازان الروسي
- تألقي بهذه الفساتين في سهرات شتاء 2025