متابعة: معن خليل
لم يكن فوز العين على الهلال السعودي 4-2 في استاد هزاع بن زايد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا حدثاً عادياً، بعدما حقق «الزعيم» الإماراتي على حساب «الزعيم» السعودي نتيجة جيدة قبل لقاء الإياب في 23 الحالي بالرياض.
وإضافة إلى أهمية النتيجة والفوز الكبير للعين الذي سجل 4 أهداف في شباك منافسه لأول مرة في تاريخ لقاءات الفريقين، فإن القمة كان لها صدى عالمي، ولاسيما أن «الزعيم» الإماراتي أوقف سلسلة الهلال التاريخية والأكبر في عالم كرة القدم عند 34 انتصاراً على التوالي.
ورغم أجواء الطقس المتقلب في الإمارات، والتي أجلت المباراة لمدة 24 ساعة من الثلاثاء إلى الأربعاء، فإن استاد هزاع كان مليئاً بالمشجعين، حيث احتشد 21226 مشجعاً عكسوا حبهم الكبير للفريق البنفسجي الذي لم يعرف قبل المواجهة الآسيوية طعم الفوز في 4 مباريات على التوالي وودع كأس رئيس الدولة أمام اتحاد كلباء، لكنه أمام الهلال كان على وعده الدائم «شبيهاً للريح»، ومثل الريح التي كانت في الأجواء، وينذر هبوبها دائماً بحدوث شيء ما.
لطالما تغنى مشجعو العين بعد 2003 بفريقهم أنه شبيه للريح، وغنوا له كلمات حملت نفس المعنى، وكثيرٌ منهم استعاد في ليلة الأربعاء الآسيوية الساحرة تلك الأيام الماضية الجميلة، والتي جسدها خالد عيسى وبندر الأحبابي ورحيمي ويحيى نادر ومحمد عباس ورفاقهم بعد 21 عاماً بأفضل صورة.
وكان العرض الكبير في الشوط الأول وتسجيل ثلاثة أهداف في أول 38 دقيقة عبر المغربي سفيان رحيمي أعاد هيبة العين، واستعاد المشجعون ذكريات 2003 عندما تقلَّدَ الفريق البنفسجي زعامة آسيا بالفوز بلقب دوري أبطال آسيا.
كان إنجاز 2003 فاصلاً في الزعامة العيناوية التي امتدت إلى القارة الآسيوية بعدما عاد العين واحتل الوصافة مرتين في 2005 و2016 وبقي رقماً صعباً في البطولة، قبل أن يتراجع في السنوات الأخيرة، ويغيب في آخر نسختين، ثم عاد في النسخة الحالية بشكل أقوى محققاً سلسلة من الأرقام الخاصة.
وسأل العيناوية بعد اللقاء، هل فريقنا مرشح ليكون بطلاً من جديد؟ سؤال محق يطرحه الجمهور ويبدو منطقياً جداً، فبغض النظر عن مستوى الفريق في الدوري بالجولات الأخيرة وخروجه الصادم من الكأس، فإن العين يستحق بالأرقام الآسيوية أن يحمل شخصية البطل.
وتؤكد الأرقام أن العين سجل في النسخة الحالية من الدور الأول حتى ذهاب نصف النهائي وفي 11 مباراة 27 هدفاً، وهو الأعلى في تاريخ مشاركاته بالبطولة، كما أن العين لم يخسر سوى مباراة واحدة أمام باختاكور بعدما كان أمَّن الصعود من دور المجموعات وصدارة مجموعته، والأهم أنه لم يخسر أمام الفرق السعودية القوية في خمس مباريات أقيمت بينهما في النسخة الحالية، بعدما فاز على الفيحاء ذهاباً 4-1 واياباً 3-2 في دور المجموعات، وتخطى النصر في ربع النهائي 1-صفر ذهاباً ثم إياباً بركلات الترجيح 3-1 بعد خسارته في الوقتين الأصلي والإضافي 3-4، قبل أن يهزم الهلال 4-2 في ذهاب نصف النهائي.
ويحق للعيناوية أن يستعيدوا ويقارنوا بين الأمس واليوم، ففي نسخة 2003 التاريخية فاز العين على داليان الصيني بملعب البطولات في القطارة في ذهاب نصف النهائي بنتيجة 4-2، وبعدها ذهب إلى النهائي وفاز باللقب، فهل يفعلها العين مجدداً ويعيد التاريخ نفسه؟
سؤال ليس سهلاً الإجابة عنه، ومع ثقتنا الكبيرة بالعين وبلاعبيه الأبطال، إلا أن الهلال يبقى منافساً شرساً على أرضه، ومدربه البرتغالي جيسوس محنك ولن يرمي المنديل مبكراً، وتم ملاحظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن مشجعي الهلال دشنوا حملة لجمع أكبر عدد من المشجعين في الإياب، وحث اللاعبين على الثأر والتأهل إلى النهائي الذي سيكون أفضل قطعة سكر في «كعكة» الموسم الاستثنائي.
وتوعد البرتغالي جيسوس مدرب الهلال بالفوز، وهو أشار إلى الجماهير الهلالية بذلك بعد المباراة، وقال: قلت لهم إن هناك مباراة في الرياض، وستكون مباراة ممتلئة بالصخب. وأنا متأكد أننا سنتأهل للنهائي.
وتابع: قادرون على تعويض النتيجة، الفريق لم يعتد الخروج من المباريات بغير الانتصار، نود الوصول للنهائي، ولدينا مباراة عودة بالرياض، نريد العودة بها ولدينا وقت للتعافي.
وقال الأرجنتيني كريسبو مدرب العين: فخور بلاعبي العين الذين تمكنوا من إسعاد جماهيرهم أمام منافس قوي ومميز.. تنتظرنا مواجهة أخرى في الرياض، وندرك أن مهمتنا لن تكون سهلة.
أما سفيان رحيمي بطل المواجهات الآسيوية الأخيرة، بعدما سجل ثلاثة أهداف في شباك الهلال وثلاثة في النصر فقال: الكل يريد الظهور بشكل مثالي في المباريات الكبيرة، مثل هذه المباريات تحتاج إلى رجال، وأنا أول لاعب يجب أن أقدم كل ما لدي.
ورغم سجل العين المميز في آسيا، بات رحيمي أول لاعب عيناوي يسجل «هاتريك» منذ أن فعلها النيجيري أنوكاشي عام 2005.
