أكد الكرملين، أمس الخميس، أن المساعدات العسكرية الأمريكية الموعودة لأوكرانيا، والتي سيصوّت عليها مجلس النواب في واشنطن، غداً السبت، بعد طول عرقلة «لن تغيّر شيئاً» على أرض الميدان، حيث يحقّق الجيش الروسي تقدماً في هجومه، ووصف مثل هذه المساعدات بأنها جزء من سياسة «استعمارية» تثري الولايات المتحدة، في حين حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، من أن أوكرانيا «بحاجة ملحّة وماسّة إلى مزيد من الدفاعات الجوية»، للتصدي للقوات الروسية.
وتطالب كييف حلفاءها الغربيين باستمرار بمدّها بالمزيد من الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، في حين تقصف القوات الروسية يومياً المدن الأوكرانية، وبنى تحتية، ولا سيما منشآت الطاقة.
ويصوّت مجلس النواب الأمريكي، غداً السبت، على نصّ يقضي بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية إضافية لأوكرانيا بنحو 61 مليار دولار، ما قد يسمح لجيشها بالتقاط أنفاسه.
وتعليقاً على هذا التصويت، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف «لا يمكن أن يؤثر ذلك بأيّ شكل، في تطور الوضع على الجبهات». وأضاف «هذا الأمر لا يمكن أن يغيّر شيئاً… جميع الخبراء يشيرون إلى أنّ الوضع على الجبهة من الآن فصاعداً ليس لمصلحة الجانب الأوكراني».
وموسكو متفائلة بعد أشهر من فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف في صيف عام 2023، ومع تحقيق الجيش الروسي مكاسب ميدانية تدريجاً، خصوصاً في منطقة دونباس التي تشكل هدفاً رئيسياً للكرملين.
من جهتها تعاني أوكرانيا في مواجهة الجيش الروسي المتفوق، عديداً وعتاداً.
وتفتقر القوات الأوكرانية خصوصاً لأنظمة دفاع جوي، لصدّ هجمات روسيا اليومية بالمسيّرات المفخخة، والصواريخ على غرار الضربة الصاروخية على تشيرنيهيف، أمس الأول الأربعاء، والتي خلّفت 18 قتيلاً.
ويتحدّث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشكل شبه يومي عن نقص المساعدات الغربية.
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الخميس، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في جنوب إيطاليا، أن أوكرانيا «بحاجة ملحّة وماسّة إلى مزيد من الدفاعات الجوية». وأضاف «كان ينبغي أن نؤمّنها لهم في وقت سابق». وقال ستولتنبرغ أمام الوزراء المجتمعين في مدينة كابري إنّ الدول الأعضاء في الحلف قطعت مؤخراً تعهدات «مشجّعة» على صعيد تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، ولا سيّما التصويت المرتقب في مجلس النواب الأمريكي على حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار.
لكنّ ستولتنبرغ شدّد على أن الأوكرانيين بحاجة لكل معونة ممكنة، وقال «كان ينبغي علينا أن نقدّم لهم المزيد باكراً»
من جهته، قال الرئيس الليتواني، غيتاناس نوسيدا، للصحفيين لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي، إن الدول الغربية بصدد تشكيل تحالف دفاع جوي لمصلحة أوكرانيا. وأشار رئيس ليتوانيا إلى أن الهدف من هذا التحالف، هو تزويد قوات أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي. ونوه غيتاناس نوسيدا، بأنه لم يتم حتى الآن تحديد المعالم الكاملة لهذا التحالف.
وفي منتصف آذار/ مارس الماضي، اعتبر زيلينسكي أن التعجيل بإقرار مجلس النواب الأمريكي مشروع القانون المتعلّق بتخصيص حزم مساعدات عسكرية لأوكرانيا له «أهمية حاسمة»، في حين تعاني البلاد صعوبات في تجنيد متطوعين.
وفي مواجهة الوضع الراهن، دعت وزارة الطاقة الأوكرانية، أمس الخميس، السكان والشركات إلى الحدّ من استهلاكهم للكهرباء مساء «خلال ساعات الذروة»، (من الساعة السابعة مساء إلى العاشرة ليلاً) بناء على طلب «ديتيك» المجموعة الخاصة للطاقة في أوكرانيا.
وبررت الوزارة هذا الطلب خصوصاً ب«زيادة الضغط على شبكة الكهرباء نتيجة» الضربات الروسية المتكرّرة.
ورداً على هذه الضربات، تستهدف أوكرانيا بانتظام مصافي تكرير نفطية، أو مواقع عسكرية على الأراضي الروسية، بهدف تعطيل سلاسل الإمداد اللوجستي للقوات على الجبهة.
(وكالات)