أحرز باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم للمرة الثالثة توالياً والثاني عشر في تاريخه قبل ثلاث مراحل من نهاية الموسم، بخسارة مطارده المباشر موناكو أمام مضيفه ليون الأحد في ختام المرحلة الحادية والثلاثين، واضعاً نصب عينيه تحقيق ثلاثية تاريخية في ظل استمراره في مسابقتي دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية.
واستفاد سان جيرمان الذي سقط في فخ التعادل أمام ضيفه لوهافر 3-3 السبت، من تعثّر موناكو حيث بات الفارق بينهما 12 نقطة قبل ثلاث مراحل من نهاية الموسم.
إنها التركيبة الأكثر تكاملاً. قدوم المدرّب الإسباني لويس إنريكي صيفاً، ثبات النجم كيليان مبابي القريب من الرحيل، إضافة إلى تألّق أفضل ممرّر عثمان ديمبيلي وصولاً إلى أحد أكثر اللاعبين تطوّراً البرتغالي فيتينيا. هؤلاء كانوا أبرز عناصر قيادة باريس سان جيرمان إلى لقب الدوري الفرنسي«الليغ 1»، مع فرصة كبيرة لإحراز ثلاثية تاريخية في حال الفوز بكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا.
لويس إنريكي: اللعب والتناوب والتنوّع على غرار موسمه الأوّل على مقاعد نادي برشلونة، يتّجه إنريكي لتحقيق ثلاثية تاريخية بفوزه بالدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، من أجل «كتابة التاريخ للنادي وفرنسا».
بعد تسلّمه الشعلة هذا الصيف بتشكيلة متجدّدة في سوادها الأعظم وفلسفة لعب دقيقة، أعاد مدرب منتخب إسبانيا السابق ابتكار النسخة الباريسية الجديدة بعد خيبات الأعوام الماضية التي أنفق فيها النادي مبالغ باهظة من دون أن يحصد نجاحاً باهراً في المسابقة القارية الأم على وجه التحديد.
تمحور عمل الإسباني حول الاستحواذ والتمرير والانتقال السريع، بينما شرّع باب التنوّع والمنافسة والتناوب بين لاعبيه، من دون استثناء مبابي.
قال المدرّب «لقد استوعب اللاعبون مفاهيمي وأنا سعيد بما أراه».
كيليان مبابي: الأهداف والرحيل أضحت رؤية مبابي وهو يلعب مباراة كاملة في الدوري المحلّي أمرًا غير معتاد، منذ إعلان إدارة النادي رحيله في نهاية الموسم. عمد إنريكي إلى تقليص مدّة لعب هداف مونديال 2022 في الدوري بغية «الاستعداد للموسم المقبل»: أشركه إما من مقاعد البدلاء (على غرار مواجهة نانت في فبراير) أو خلال الاستراحة (ضد موناكو فيمارس)، إلى الاكتفاء بالبقاء على مقاعد البدلاء (ضد ليون في 21 الشهر الحالي).
رغم تقلّص وقته داخل المستطيل الأخضر منذ فبراير، فإن نجم منتخب «الديوك» وهداف مونديال قطر 2022 المتوقّع انضمامه إلى ريال مدريد الإسباني الموسم المقبل، لا يزال يتصدّر عرش هدّافي الدوري ب26 هدفًا، متقدّماً بفارق شاسع عن مهاجم ليل الكندي جوناثان ديفيد (17 هدفاً).
ومع أنّه كان أقل إثارةً للاعجاب هذا الموسم بعد أن بدأ به إنريكي على الجانب الأيسر، قبل أن يضعه في قلب الهجوم، يبقى مبابي صاحب التأثير الأعلى، ولا يمكن التشكيك بقدرته على الحسم في الفريق الباريسي، قبل رحيله المتوّقع مع نهاية الموسم.
عثمان ديمبيلي: الديناميكي وأفضل ممرّر- بعد انضمامه من برشلونة الإسباني خلال الصيف، انسجم ديمبيلي سريعاً في نادي العاصمة وفي الدوري الفرنسي، لينال ثناء كبيراً من مدرّبه: اللاعب الأكثر ضرباً لتوازن الخصوم في العالم، الديناميكي إضافة إلى مزايا أخرى.
لقد كان ركيزة أساسية في خط هجوم سان جيرمان وأفضل ممرّر في «ليغ 1» (8) متقدمًا على زميله مبابي ولاعب بريست رومان ديل كاستيو (7).
لكنّ أرقامه من الناحية التهديفية مختلفة تماماً: فاللاعب الذي شغل عادة مركز الجناح الأيمن وأحياناً اللاعب الرقم تسعة، سجّل ثلاث مرات في الدوري، أحدها بطريقة مذهلة بمواجهة موناكو (5-2) في نوفمبر الماضي.
ورغم انعدام النجاعة، يظلّ أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في خط الهجوم: بفضل حضوره القويّ في المساحات الضيّقة على الجهة اليمنى إلى جانب زميله المغربي أشرف حكيمي، أو من خلال مراوغاته المؤثرة وقدرته على السيطرة على الكرة وانطلاقاته السريعة.
تماماً مثل برادلي باركولا، اللاعب الذي يشغل مركز الجناح الأيسر، حيث يُعدّ الدولي الفرنسي أيضاً ركيزة دفاعية بفضل قدرته على الانتقال الدفاعي السريع والضغط الجيد.
فيتينيا: بعدما كان في الظل الموسم الماضي بسبب وجود البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي، تطوّر أداء وحضور فيتينيا بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة في خط وسط باريس.
يقود البرتغالي البالغ 24 عامًا في الدوري ودوري أبطال أوروبا خط وسط سان جيرمان من خلال قدرته على الاحتفاظ بالكرة وقراءاته لمجريات اللعب، إضافة الى قدراته وإحصائياته: في 27 مباراة ب«ليغ 1»، سجّل 7 أهداف مع 4 تمريرات حاسمة.
يتمتع اللاعب البرتغالي بموهبة فنية وحيوية عاليتين مع الكرة، فهو لاعب وسط ماهر أمام المرمى، يمتلك قدرة على تسديد كرات قوية ودقيقة من خارج المنطقة.
ويرتبط بروز فيتينيا بشكل جزئي إلى إعادة تموضع مبابي في دور هجومي صرف، مما سمح للاعب بورتو السابق بالخروج من «القمقم» ليضطلع بدوره الطبيعي.
في المركز الرقم 6، أصبح فيتينيا الذي يُعدّ أحد العناصر التي يعوّل عليها نادي العاصمة في إعادة البناء، ضروريًا لخلق التوازن في اللعب. هو رمز لتطوّر الفريق من دون أدنى شك منذ أسابيع عدّة.