اصطدمت مفاوضات القاهرة مجدداً، أمس الأحد، بالشروط المتبادلة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة وصفقة تبادل للرهائن والمعتقلين، وبينما جددت حركة «حماس» تمسكها ب«إنهاء الحرب» شرطاً أساسياً لإتمام الصفقة، اعتبرت إسرائيل أن مطلب «إنهاء الحرب» يمثل «استسلاماً وهزيمة مروّعة» لإسرائيل، ولا يمكن قبوله، كما تبادل الجانبان الاتهامات بعرقلة المفاوضات، ما استدعى من وفد «حماس» العودة إلى الدوحة للتشاور، فيما توجه مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، إلى الدوحة بدوره لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء القطري، وفي حين دعا الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع «حماس»، كشف موقع «أكسيوس» أن الولايات المتحدة علقت لأول مرة إمدادات الأسلحة وذخيرة إلى إسرائيل.
وذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» أن وفد حركة «حماس» غادر العاصمة المصرية للتشاور، على أن يعود إليها غداً الثلاثاء، لاستكمال المفاوضات حول الهدنة. وأوردت القناة، في موقعها الإلكتروني نقلاً عن «مصدر مطّلع»، أن «وفد حركة حماس غادر القاهرة مساء أمس الأحد، للتشاور، على أن يعود، غداً الثلاثاء، لاستكمال المفاوضات» الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة. وكانت «حماس» وإسرائيل قد تبادلتا الاتهامات بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق هدنة. وأكّد مسؤول في «حماس» أنّ الحركة «لن توافق بأي حال من الأحوال، على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفاً دائماً للحرب». واتهم المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه نتنياهو بأنّه «يعرقل شخصياً» جهود التوصل لاتفاق، لما اعتبره «حسابات شخصية»، مؤكداً أن «تعنت إسرائيل قد يعطّل المفاوضات، ونتنياهو يتحمل كامل المسؤولية» عن فشلها. كما اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، نتنياهو ب«تخريب» الجهود المبذولة في المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وقال هنيّة، في بيان، إن «العالم بات رهينة لحكومة متطرفة… ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار الحرب، وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».
واعتبر نتنياهو، من جهته، أن قبول طلب «حماس» إنهاء الحرب في غزة كشرط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمثل «هزيمة مروّعة» لإسرائيل. وقال في اجتماع مجلس الوزراء «الاستسلام لمطالب حماس سيكون بمثابة هزيمة مروعة لدولة إسرائيل». وأضاف «لذلك فإن إسرائيل لن توافق على مطالب حماس التي تعني الاستسلام، وستواصل القتال حتى تحقيق كل أهدافها». كما ذكر مسؤول مطّلع على محادثات الوساطة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز، توجه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات.
وفي السياق، دعا الرئيس ماكرون، أمس الأحد، نتنياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع حماس للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن، حسبما أورد قصر الإليزيه، في بيان. وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن «ماكرون حثّ نتنياهو في اتصال هاتفي على استكمال المفاوضات التي قد تؤدي إلى تحرير الرهائن وحماية المدنيين من خلال وقف لإطلاق النار وخفض التصعيد الإقليمي».
من جهة أخرى، أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، شحنة ذخيرة أمريكية الصنع، كانت متجهة إلى الجيش الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب موقع «أكسويس» الأمريكي. وقال مسؤولان إسرائيليان للموقع، إن الخطوة أثارت مخاوف جدية داخل الحكومة الإسرائيلية، وجعلت المسؤولين مهتمين بفهم سبب احتجاز الشحنة. وأشار موقع أكسويس إلى أن إدارة بايدن طلبت في فبراير/ شباط الماضي، من إسرائيل تقديم ضمانات بأن الأسلحة الأمريكية ستستخدم بما يتوافق مع القانون الدولي، ولفت إلى أن إسرائيل قدمت ضمانات في مارس/ آذار. وكان 88 نائباً ديمقراطياً في مجلس النواب الأمريكي حثوا، يوم الجمعة الماضي، الرئيس جو بايدن، على النظر في وقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا لم تبدل الحكومة الإسرائيلية إدارتها لحربها في قطاع غزة. وأعرب أعضاء الكونغرس في رسالة سلمت إلى البيت الأبيض، عن «مخاوف بالغة بشأن إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب في غزة، في ما يتعلق بتعمد احتجاز وإبطاء المساعدات الإنسانية». وأكدوا أن القيود التي تفرضها إسرائيل على تسليم المساعدة الإنسانية المدعومة من واشنطن إلى غزة «ساهمت في كارثة إنسانية للسكان غير مسبوقة». (وكالات)