ميونيخ ـ (أ ف ب)
بعد أحد عشر عاماً من الانتظار، يعود بوروسيا دورتموند إلى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، في موسم لم يكن تألقه متوقعاً خلال الحقبة التي تلت رحيل النجمين إرلينغ هالاند وبيلينغهام عن صفوف خامس الدوري الألماني.
وخلال الفترة ما بين يوليو 2020 والشهر ذاته من عام 2022، شهد بوروسيا دورتموند لعب اثنين من جواهر كرة القدم العالمية الحالية تحت ألوانه، وهما المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند والإنجليزي بيلينغهام، حيث حلم الفريق معهما ببلوغ المجد الأوروبي، أو على الأقل التتويج على الساحة المحلية لوضع حد لهيمنة بايرن ميونيخ على الدوري الألماني. ومع ذلك لم يصل دورتموند أبداً إلى الدور نصف النهائي من المسابقة القارية العريقة، وكان أقصى ما وصل له، ربع نهائي 2021، وخرج بخسارتين أمام مانشستر سيتي، ثم خرج من دور المجموعات عام 2022.
وفي صيف 2022، توجه هالاند للانضمام إلى مانشستر سيتي والمشاركة في تتويج الـ«سيتيزنس» باللقب القاري في عام 2023. وبعد اثني عشر شهراً، وبسعر مرتفع (103 ملايين يورو، إضافة إلى 31 مليون يورو مكافأة)، وقع بيلينغهام مع ريال مدريد الذي سيواجه دورتموند في النهائي.
وفي نهاية المطاف، وخلال الموسم الأول بدون نجميه، يحلم دورتموند بالتتويج الأوروبي الثاني له بعد عام 1997، واحتل المركز الأول في مجموعة صعبة جداً، مع باريس سان جرمان، وميلان الإيطالي، ونيوكاسل الإنجليزي، ثم أقصى أيندهوفن الهولندي وأتلتيكو مدريد الإسباني في ثمن وربع النهائي، قبل أن يطيح بسان جرمان في نصف النهائي ويعود إلى ويمبلي في الأول من يونيو/حزيران المقبل حيث تقام المباراة النهائية، كما حدث في عام 2013 عندما بلغ النهائي للمرة الثانية، وخسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ.
ويقول المدرّب الألماني ـ الكرواتي لدورتموند إدين ترزيتش بعد تأهل فريقه، «واجهت العديد من أوجه التشابه قبل العودة إلى نصف النهائي في باريس. هناك واحدة لم نتحدّث عنها بعد: آخر مرة كنّا في ويمبلي، كنا أيضاً متخلّفين بفارق 25 نقطة عن متصدّر الدوري».
ودفاع دورتموند الذي كان قوياً بشكل مثير للإعجاب ضد باريس سان جرمان والذي صاحبه نجاح كبير (أنقذته الخشبات الثلاث لمرماه ست مرات)، ضاعف أخطاءه في الدوري المحلي.
وأخيراً، يأتي هذا التأهل بعد عام من الصدمة القوية التي تعرض لها في المرحلة الأخيرة من الدوري الموسم الماضي 2022-2023، عندما أهدر دورتموند، المتصدر قبلها بفارق نقطتين، فرصة ذهبية للتتويج بلقب البوندسليغا، الأوّل منذ 2012، ووضع حداً لعقد من الهيمنة لبايرن.
وبابتسامة عريضة يقول ترزيتش المعتاد على الجدار الأصفر في دورتموند منذ سن المراهقة: «سنذهب جميعاً إلى لندن معاً، وسنبذل كل ما في وسعنا لإحضار الكأس ذات الأذنين الطويلتين إلى البيت».
ويتواجه بروسيا دورتموند وريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بإنجلترا يوم 1 يونيو الشهر المقبل، فهل يصنع ما يشبه المعجزة ويحقق خامس ترتيب الدوري أحد أكبر الألقاب في عالم كرة القدم إن لم يكن أقواها؟