واشنطن – أ ف ب
أصبح موقف الولايات المتحدة القائم على التوازن بين تقديم مساعدة عسكرية كبرى إلى أوكرانيا، مع تجنب توسع رقعة النزاع إلى دول أخرى في الوقت نفسه، أكثر صعوبة للالتزام به.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، قامت الولايات المتحدة بإغراق أوكرانيا بالأسلحة الخفيفة مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، لكنها رفضت على الدوام تسليمها أسلحة ثقيلة خصوصاً طائرات مقاتلة، مشيرة إلى أن هذا «يمكن أن يعتبر مزايدة»، ويزيد من مخاطر نشوب نزاع نووي مع روسيا.
وهم يتحدثون بانتظام عن تكنولوجيا أمريكية غير مألوفة للأوكرانيين لتبرير النطاق المحدود للأسلحة التي يزودونها، ويدعون بدلاً من ذلك دول الكتلة السوفييتية السابقة التي لا تزال تملك أسلحة روسية الصنع إلى القيام بذلك.
وتجد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نفسها تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، للقيام بالمزيد من أجل مساعدة كييف على هزيمة روسيا.
وقال السيناتور الديمقراطي النافذ ريتشارد بلومنتال، خلال جلسة استماع في الكونغرس لكبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين: «يبدو لي أن استراتيجيتنا غالباً ما تبدو وكأنها انفصام في الشخصية: نريد أن ينتصر الأوكرانيون على روسيا، لكننا نخشى أن تؤدي خسارة بوتين إلى تصعيد».
وباستثناء إغلاق المجال الجوي، الذي يؤمنه حلف شمال الأطلسي مع خطر حصول مواجهة مباشرة مع الطيران الروسي، تبدو خيارات البنتاغون محدودة في الواقع.
فالأسلحة الثقيلة للولايات المتحدة لا تتوافق مع الأسلحة التي يملكها الجيش الأوكراني وتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها سيتطلب إخراجهم من ساحة المعركة لأسابيع عدة، في وقت يحضر فيه لهجوم روسي كبير على مناطق دونباس، التي لا تسيطر عليها موسكو.
وتقول مصادر البنتاغون إن دبابات أبرامز، على سبيل المثال، يتم تشغيلها بواسطة محرك توربيني كثيف الوقود للغاية يتطلب دعماً لوجستياً هائلاً ويتطلب استخدام تصويب الهدف بالليزر تدريباً مكثفاً.
أما الطائرة المقاتلة «ايه-10 وارثوج» التي أشار إليها بلومنتال كإضافة محتملة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، فمعروفة بمرونتها وقدرتها على العودة إلى قاعدتها مع أضرار جسيمة. لكن يجب تدريب الطيارين لأسابيع عدة وقبل كل شيء يجب إنشاء سلسلة إمداد لوجستية كاملة لضمان صيانتها.
رداً على انتقادات أعضاء الكونغرس، نشر البيت الأبيض لائحة شاملة بالمعدات التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن: 1400 نظام «ستينجر» المضاد للطائرات وخمسة آلاف صاروخ جافلين المضاد للدبابات وسبعة آلاف سلاح آخر مضاد للدبابات، ومئات من الطائرات بدون طيار «سويتشبلايد»، وسبعة آلاف بندقية هجومية و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة و45 ألف دفعة من السترات والخوذ الواقية من الرصاص، وصواريخ موجهة بالليزر، وطائرات بدون طيار من طراز «بوما»، ورادارات مضادة للمدفعية ومضادة للطائرات بدون طيار ومركبات مدرعة خفيفة، وأنظمة اتصالات آمنة وحماية من الألغام.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض، رصد الرئيس جو بايدن 2,4 مليار دولار للمساعدة العسكرية لأوكرانيا، وهو ما يعادل تقريباً موازنة الدفاع الأوكرانية.