توغلت قوات إسرائيلية، أمس الاثنين، في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وسط معارك عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين، ما أوقع عشرات الضحايا من الفلسطينيين، وأجبر آلاف المدنيين على النزوح إلى مناطق أكثر أمناً، فيما أعلنت حركة «حماس» عن انقطاع الاتصال بمقاتلين يحرسون 4 أسرى بينهم هيرش جولدبيرغ بولين، جراء القصف الإسرائيلي، بينما حذرت وزارة الصحة في غزة من انهيار كامل للنظام الصحي في القطاع خلال ساعات، في حين قام مستوطنون بمهاجمة ونهب شاحنات إغاثة متجهة لغزة غرب الخليل.
ودارت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين، خصوصاً في رفح، رغم تحذيرات المجتمع الدولي، لا سيما واشنطن من أنّ شنّ هجوم كبير على المدينة المكتظة بالنازحين سيخلف «فوضى» في القطاع الفلسطيني المحاصر، والمهدّد بالمجاعة. وفي جباليا، حاولت الدبابات التقدم باتجاه وسط المخيم، وسط قصف عنيف على وسط المخيم تسبب بتدمير عدد من المنازل. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فرّ نحو 64 ألف شخص من جباليا وبيت لاهيا منذ تجدّد القتال في الجزء الشمالي من القطاع. وذكرت الدفاع المدني في غزة أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفّذ «ضربات جوية متتالية» على حي الزيتون في مدينة غزة، ما تسبّب بإصابة عدد من المنازل وبسقوط العديد من الضحايا.
وفي رفح قرب الحدود مع مصر كثفت إسرائيل القصف الجوي والبري على المناطق الشرقية من المدينة. وسقط قتلى في ضربة جوية على منزل في حي البرازيل. وقال سكان إن القصف الجوي والبري يشتد، وإن دبابات إسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين الذي يقسم الجزء الشرقي من المدينة. وقدرت «الأونروا» أن نحو 360 ألفاً فروا من رفح منذ أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء. وقتل وأصيب موظفون أمميون، بنيران القوات الإسرائيلية التي تواصل حربها على قطاع غزة لليوم ال220 على التوالي. وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 35091 قتيلاً و78827 مصاباً منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
من جهة أخرى، حذرت وزارة الصحة من انهيار المنظومة الصحية في غزة خلال «ساعات قليلة»، بسبب شح الوقود بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب وفي ظل تقييد إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
في غضون ذلك، هاجمت مجموعة من المستوطنين، ظهر أمس الاثنين، شاحنات محملة بمواد غذائية إغاثية متجهة إلى قطاع غزة، وقاموا بتدمير وإعطاب عدد كبير من الشاحنات. وقال عادل عمرو عضو نقابة الشحن والمتواجد حالياً على معبر ترقوميا غرب الخليل، إن العشرات من المستوطنين هاجموا الشاحنات الإغاثية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة من الجانب الاسرائيلي، وبعد تدمير عدة شاحنات توجه المستوطنون لتدمير الشاحنات التي كانت متوقفة على الجانب الفلسطيني من معبر ترقوميا. وفي هذا الصدد، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل واقعة قيام المستوطنين باعتراض طريق شاحنات المساعدات، مضيفاً أنه لا ينبغي إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
(وكالات)