- 4 أسئلة تنتظر إجابات سريعة من الوصلاوية
متابعة: علي نجم
منح فريق الوحدة الصراع على قمة ترتيب دوري أدنوك للمحترفين «السعادة»، حين أوقف عداد نتائج الوصل الإيجابية، وألحق بالمتصدر الخسارة الأولى هذا الموسم في الدوري، ليتقلص الفارق بين «الإمبراطور» وشباب الأهلي الوصيف إلى 6 نقاط قبل 4 مراحل من ختام الموسم.
ومني الوصل بالخسارة الأولى في الدوري هذا الموسم، والثانية على صعيد كل البطولات، أمام الوحدة، الذي كان صاحب الفوز الأول على الأصفر في الموسم في إياب نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي عندما هزمه برباعية نظيفة، ليسجل «العنابي» 8 أهداف في شباك الوصل في آخر مباراتين بينهم.
جاءت خسارة الوصل في توقيت حرج، وذلك قبل 72 ساعة من خوض نهائي كأس صاحب السموّ رئيس الدولة أمام النصر، ليجد الفريق الأصفر نفسه أمام «صدمة» السقوط الكبير ومرارة الخسارة الأولى في الدوري الذي يمني النفس في نيل لقبه للمرة الأولى في عصر الاحتراف.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتذوق فيها الوصل طعم الخسارة في الدوري بعد 22 مباراة (21 مباراة هذا الموسم، ومباراة في الموسم الماضي)، كما أنها الأولى بعد 372 يوماً، حيث كانت المرة الأخيرة التي عرف فيها مرارة الخسارة في الدوري أمام العين في الجولة 25 من منافسات الموسم الماضي في السابع من مايو/ أيار 2023.
كما أن الوحدة حرم الوصل من تسجيل الرقم المميز أو «الدوري الذهبي»، وهو نيل اللقب من دون خسارة، والذي حققه شباب الأهلي في موسم 1975 – 1976.
وفي الوقت الذي دخل فيه الموسم مراحل الحسم الأخيرة، سار الوصل خطوة إلى الوراء، ليفتح باب الأمل أمام شباب الأهلي الوصيف حالياً في الحفاظ على الدرع في القصيص، بعدما كانت كل المؤشرات تشير إلى أن الدرع ستحط رحالها في زعبيل.
- «سيناريو» غير متوقع
جاء «سيناريو» المباراة بخلاف كل ما كان يطمح إليه صاحب الصدارة، فارتكب سالم العزيزي خطأ داخل المربع، نال على أثره الضيف ركلة جزاء سجل منها السوري عمر خربين هدف اللقاء الأول، ليتقدم على فابيو ليما نجم الوصل في صدارة ترتيب الهدافين.
رد الوصل سريعاً، بهدف رأسي من المدافع المغربي بوفتيني، لكن ما عاب الفريق عدم استغلال الفرص التي سنحت له لتسجيل هدف التقدم، وما لم يكن في حسبان جماهير الفريق ومن خلفهم المدير الفني الصربي ميلوش، حصل، حين ارتكب الحارس خالد السناني خطأ لا يغتفر بعدما فشل في تقدير تسديدة الإيراني أحمد نور الله البعيدة المدى، ليفشل السناني في التقاطها ولتتحول من بين يديه إلى داخل الشباك.
أسهم الهدف العنابي الثاني، في زيادة الضغط على لاعبي الوصل، وفقد الفريق المضيف بوصلة اللقاء، فظهر التسرع والعشوائية على أداء الفريق رغم التغييرات التي قام بها ميلوش الذي زج بكل من علي صالح والسويسري هاريس أملاً في تعديل الكفة.
ووقع بوفتيني بخطأ دفاعي استُغل بالشكل الأمثل من الضيوف، ليخطف البديل باكييف الكرة وليمررها إلى فاكوندو الذي عالجها بتسديدة سريعة سكنت مرمى السناني، لتعلن عن ثالث الأهداف.
وأبى الوحدة، إلا أن يكرر نتيجة إياب نصف نهائي كأس أديب، ليعود لاعب الوسط الرائع نور الله ويضيف الهدف الرابع،وسط ذهول جماهير الفريق الأصفر.
- إعادة الحسابات
وفتحت الخسارة باب الاجتهادات والتساؤلات الكبيرة حول ما سيحصل في الأمتار الأخيرة من عمر الدوري، لاسيما أن ما ينتظر الوصل من مباريات حاسمة ومصيرية لا يحسد عليها كثيراً، وإن كان لا يزال يمتلك هامشاً وفارق 6 نقاط عن شباب الأهلي الوصيف.
أما أبرز التساؤلات فتتمثل في الآتي:
1-كيف سيكون رد فعل الوصل عقب تلك الخسارة، وهو سيخوض يوم الجمعة نهائي أغلى المسابقات أمام النصر؟
2-ما هو مدى تأثير تلك الخسارة على آمال الفريق في البحث عن حلم التتويج بالدرع الثامنة؟
3-هل سيهدر الوصل ما زرع طوال الأشهر العشر الأخيرة، في الأمتار الأخيرة، أم أن الفريق سيكون قادراً على إعادة النهوض من جديد، ونفض غبار تلك الخسارة الكبيرة؟
4- هل هذه الخسارة هي مجرد كبوة جواد، لفريق صال وجال هذا الموسم، بل وقدم أفضل وأجمل العروض هجومياً، بل وحتى دفاعياً قبل أن يلاقي الوحدة؟
5-هل يمكن تحميل تلك الخسارة إلى سوء قراءة المدرب ميلوش للتشكيل الذي زج به، أم لسوء مستوى اللاعبين فردياً وجماعياً؟
الكثير من التساؤلات دارت عقب صفارة النهاية، لكن الثابت بالنسبة إلى الوصلاويين، الآن هو وقت التكاتف، والوقوف خلف الفريق، وتحفيز الفريق، وإعادة الروح من جديد، حتى يخوض النهائي الكبير بثقة ورغبة كبيرة من أجل التعويض وإسعاد الجماهير التي لم تصدق غالبيتها أن الفريق الذي قدم أفضل العروض وبدا صلباً وقوياً يمكن أن ينهار بتلك الصورة.
- العنابي آخر سعادة
أما الوحدة الضيف، فيستحق أن ينال كل عبارات الثناء، بعدما قدم أفضل 90 دقيقة، كما نجح مع مديره الفني الصربي غوران بأن يكون عقدة الوصلاوية هذا الموسم بالفوز عليهم مرتين وبالأربعة.
كما تمكن العنابي من تحقيق الفوز الأول في ملعب زعبيل منذ مايو/ أيار 2012.
وخرج الوحدة بمكسب كبير، بعدما لعب راشد علي «ابن الوصل» السابق دور رجل المباراة بتألق كبير في الذود عن مرماه، في حين برهن الإيراني نور الله مرة جديدة عن تأثيره الكبير في أداء الفريق دفاعياً وهجومياً مع البرازيلي ألان.
وسجل نور الله ثنائية في مرمى الوصل، ليرفع غلته في شباك الأصفر إلى 4 أهداف هذا الموسم، إلى جانب صنع هدفين في المباريات الأربع التي خاضها ضد «الإمبراطور»، كما أصبح في جعبته 10 أهداف على صعيد كل المسابقات، في وقت تمكن فيه السوري عمر خربين من تسجيل الهدف الأول من ركلة جزاء، والانفراد في صدارة الهدافين برصيد 16 هدفاً، وبفارق هدف عن لاعب الوصل فابيو ليما.
ووضحت علامات السعادة على وجه مدرب الوحدة غوران، الذي قدم درساً للمنافسين في كيفية إيقاف القطار الأصفر، كما أكد جدارته في تولي دفة الفريق العنابي بعدما أعاده قبل أسبوعين إلى منصات التتويج بالفوز بلقب كأس مصرف أبوظبي الإسلامي.
- المسؤول الأول
عقب المباراة، اعترف المدير الفني لفريق الوصل الصربي ميلوش أنه المسؤول الأول عن هذه الخسارة، بسبب عدم تجهيز الفريق بالشكل المناسب، وتوضيح الأخطاء التي حصلت في مباراة إياب كأس الرابطة أمام الوحدة.
ورأى ميلوش أن الفريق وقع بالعديد من الأخطاء، ولا يريد تحميل الخسارة إلى لاعب معين، بل هي مسؤوليته كمدرب ومسؤول عن قيادة الفريق.
وشدد المدرب الصربي على ضرورة الاستفادة من هذه الخسارة، من أجل علاج السلبيات، وتحفيز الفريق على النهوض سريعاً، خاصة أن هناك مباراة يشكل الفوز بها الحصول على لقب رسمي يوم الجمعة أمام النصر.
وقال أحمد الشعفار رئيس مجلس إدارة نادي الوصل أنه لم يكن يتمنى تلقي الهزيمة الأولى في الدوري بعد 22 مباراة.
ومضى يقول: أشكر اللاعبين على كل ما قدموه، رغم الضغوط التي يعانيها الفريق، مؤكداً أن الفرق الكبيرة خسرت من قبل.