تواصلت، أمس الأربعاء، عمليات القصف الجوي والمعارك البرية بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خصوصاً في محوري شرق مخيم جباليا، وشرق رفح، بينما انسحب الجيش الإسرائيلي من حي الزيتون جنوب شرق غزة، في وقت كشفت إسرائيل، أن مصر رفضت طلباً من تل أبيب بفتح الحدود أمام تهجير سكان غزة، وسط تحذيرات إسرائيلية من وجود خطر يتهدد العلاقات مع مصر.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال222، تواصلت المعارك في مخيم جباليا ورفح، فيما شن الطيران الإسرائيلي سلسة غارات على منازل المدنيين في مناطق متفرقة بالقطاع، أوقعت عشرات القتلى، ومئات الجرحى، فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي خلال المعارك في جنوب القطاع. وتخوض المقاومة في جباليا معارك ضارية هي الأعنف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تحاول القوات الإسرائيلية مدعومة بالدبابات والمدرعات التوغل في العمق من عدة محاور وسط اشتباكات شديدة، وهو ما تشهده رفح أيضاً، إذ تحاول آليات عسكرية إسرائيلية التقدم باتجاه وسط المدينة، حيث تم التصدي لها واستهداف بعض الآليات العسكرية من مسافة صفر في شرق رفح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أن قواته أنهت عملياتها وانسحبت من حي الزيتون في مدينة غزة بعد عملية عسكرية هناك استمرت 6 أيام. وقال الجيش في بيان: «أنهى لواء ناحال، صباح أمس الأربعاء، نشاطه العملياتي في منطقة الزيتون، وبدأ الاستعداد لنشاط إضافي في قطاع غزة، بينما يواصل فريق اللواء القتالي الثاني عملياته في منطقة الزيتون». وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 35,233 شهيداً و79,141 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، وأحصت الوزارة ارتكاب القوات الإسرائيلية 5 مجازر ضد العائلات في غزة، وصل منها 60 قتيلاً، و80 مصاباً إلى المستشفيات خلال الساعات الماضية.
من جهة أخرى، قال دافيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية في إفادة إن إسرائيل «طلبت من مصر فتح معبر رفح أمام سكان غزة الراغبين في الفرار من حرب إسرائيل وغزة المستمرة منذ سبعة أشهر، إلا أن الطلب تم رفضه». وأضاف مينسر أن إسرائيل ستقضي على 4 كتائب لحماس في رفح، وليس بالضرورة كل أعضاء الحركة هناك. ويخشى مسؤولون إسرائيليون كبار من أن مصر قد تتوقف عن التوسط بين تل أبيب وحركة حماس في ما يتعلق بالهدنة في غزة، واتفاق الرهائن، وحذروا من أن التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين سيتضرر إذا استمرت الأزمة الحالية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المسؤولين المصريين وجدوا أنه من المثير للاشمئزاز بشكل خاص، رفع العلم الإسرائيلي في الموقع. ومنذ ذلك الحين، أوقفت مصر التنسيق لمرور شاحنات المساعدات من أراضيها إلى غزة، وأصرت على أن يكون الجانب الآخر من المعبر تحت السيطرة الفلسطينية.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أمس الأربعاء، أن شحنة مساعدات بريطانية بنحو 100 طن غادرت قبرص متوجهة إلى الرصيف البحري الجديد في قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك «نقود الجهود الدولية مع الولايات المتحدة وقبرص لإنشاء ممر مساعدات بحري. وشحنة المساعدات البريطانية الأولى من قبرص إلى الرصيف المؤقت قبالة غزة لحظة مهمة في زيادة هذا التدفق». (وكالات)