«الخليج» – وكالات
مع انتصاف الموسم الكروي الحالي، أعلن المدرب يورجن كلوب رحيله عن ليفربول مع نهاية الموسم الجاري، ومذاك تنتشر التكهنات حول القائد الجديد للقلعة الحمراء خلفاً للعملاق الألماني، والاثنين قطع النادي الإنجليزي كل الشكوك المتعلقة بهذا الأمر، وأعلن ليفربول في بيان رسمي، تعيين الهولندي أرني سلوت، مديراً فنياً للفريق.
وعلى مدار سنوات مضت، فرض المدرب الألماني نفسه بطلاً في قلوب عشاق «الريدز»، حيث أعاد النادي إلى منصات التتويج من جديد، بعد غياب استمر سنوات، وقاده لحصد لقب الدوري الإنجليزي لأول مرة في حقبة الاحتراف، وصنع منه فريقاً لا يشق له غبار محلياً وقارياً.
وبعد أن قرر يورجن كلوب وضع رحاله أخيراً مع «الريدز»، كانت جماهير ليفربول تحلم باسم من العيار الثقيل لخلافته، أو مُدرب متوهج مثل تشابي ألونسو الذي يصنع المعجزات مع باير ليفركوزن، ولكن الأحداث تطورت سريعاً، حيث أعلن آرني سلوت نفسه منذ أيام أنه خليفة كلوب في القلعة الحمراء.
- من هو آرني سلوت؟
أرني سلوت من مواليد 17 سبتمبر/ أيلول 1978، ويحتفل هذا العام بعيد ميلاده ال46، وهي سن مبكرة بالنسبة لمجال التدريب في عالم كرة القدم.
وخلال مسيرته كلاعب، لم يغادر سلوت الدوري الهولندي، ومثّل هناك العديد من الفرق هي إف سي زفوله وناك بريدا وسبارتا روتردام وبي إي سي زفوله، قبل أن يسدل الستار على مشواره نهائياً في 2013.
وعلى مدار مشواره الذي استمر 18 سنة، خاض سلوت أكثر من 450 مباراة بمختلف المسابقات، لكن يبقى أبرز إنجازاته هو الحصول على لقب الدوري الهولندي «الدرجة الثانية» مرتين مع إف سي زفوله.
بعد الاعتزال في 2013، قرر سلوت الانضمام إلى عناصر الجهاز الفني لفريق زفوله واستمر معهم لمدة عام واحد فقط، قبل أن يتولى قيادة كامبور لنفس الفترة أيضاً.
مع كامبور، بدأت سلسلة نجاحات سلوت تدريجياً، وقاد الفريق من المركز ال14 إلى الثالث في ترتيب الدرجة الثانية، وخسر بصعوبة مرحلة الترقي إلى الدوري الممتاز، كما بلغ نصف نهائي الكأس المحلية آنذاك عندما أطاح بالعملاق أياكس من دور الثمانية، قبل الخسارة بصعوبة بالغة وبركلات الترجيح أمام ألكمار.
وبعدها لم يُفوت ألكمار الفرصة وحرص على جلب سلوت إلى الجهاز الفني للفريق عام 2017، وساعد الفريق على احتلال المركزين الثالث والرابع بجدول ترتيب الدوري الهولندي، قبل أن يصبح مديراً فنياً في 2019.
وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان ألكمار متصدراً لجدول ترتيب الدوري الهولندي ب25 نقطة متساوياً مع أياكس، قبل إلغاء المسابقة نتيجة جائحة كورونا آنذاك، ثم غادر النادي تماماً في ديسمبر/ كانون الأول 2020.
رحل سلوت عن ألكمار بمتوسط 2.11 نقطة في المباراة، كأعلى معدل لأي مدرب في تاريخ النادي على الإطلاق.
كانت المحطة التالية بالنسبة للمدرب الشاب هي فينورد، وهناك بدأت انطلاقته الحقيقية وقاد الفريق إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي خلال موسمه الأول، ثم تُوج بالدوري الهولندي في 2022-2023 وبلغ نصف نهائي كأس هولندا وربع نهائي الدوري الأوروبي.
وفي الموسم الحالي، الأخير له مع فينورد، قاد الفريق للقب كأس هولندا على حساب إن إي سي نيميغن، لكنه خسر الدوري المحلي على يد آيندهوفن.
- مورينيو وغوارديولا
أقر سلوت بأنه يفضل طريقة لعب الإسباني بيب غوارديولا، المصنف بين أفضل مدربي كرة القدم عبر التاريخ، والذي حقق نجاحات كبيرة مع برشلونة ومانشستر سيتي الإنجليزي تحديداً.
وقال سلوت في هذا الصدد «لا أحب المقارنة مع بيب، لكننا نتشارك في أننا نعشق الاستحواذ على الكرة».
ويدرس سلوت، كما غوارديولا، كل التفاصيل الصغيرة، معتبراً أن مشاهدة الفريق الإسباني تمنحه «المتعة المطلقة في كرة القدم»،ة وتابع «لا يوجد فريق في العالم أفضّل مشاهدته أكثر من مانشستر سيتي، ثم نابولي (الإيطالي) وأرسنال وبرايتون (الإنجليزيين)»، وأوضح «لا أريد مطلقاً مقارنة نفسي مع بيب، لكنه مهووس بالتفاصيل مثلي».
في المقابل، يرفض سلوت تماماً فكرة الأسلوب الدفاعي الذي امتاز به البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي الأسبق.
ودخل الثنائي في اشتباك خلال مباراة سابقة بين فينورد وروما الإيطالي، ووجه سلوت عتاباً لمورينيو وقال له «لا أحب الطريقة التي يلعب بها فريقك أبداً».
وبشكل عام، فإن الطريقة المفضلة لدى سلوت هي 4-2-3-1، ويميل للاعتماد على صانع ألعاب وجناحين خلف مهاجم وحيد.
من بين الأمور التي دفعت إدارة ليفربول للتعاقد مع سلوت، الفائز بلقب الدوري الهولندي، هو انتهاجه طريقة لعب شبيهة بأسلوب كلوب، إلى جانب كونه صاحب سجل حافل في تطوير المواهب الشابة.
وقال كلوب إن سلوت سيحصل على «أفضل وظيفة في العالم وأفضل نادٍ في العالم» إذا تم تعيينه خلفاً له.
وأضاف «تعجبني الطريقة التي يلعب بها فريقه، وكل الأشياء التي أسمعها عنه هي أنه رجل ومدرب جيد».
في مقابلة مع مجلة فوتبال إنترناسيونال في مايو/أيار 2023، صرح سلوت حول تكتيكاته قائلاً «أحاول الفوز في المباراة قبل أسبوع من موعدها، من خلال إيصال كل الأفكار الضرورية للاعبين عبر التمارين».
فهل يؤهل النجاح في هولندا، حيث قاد سلوت فينورد إلى لقب الدوري الماضي والكأس هذه السنة، توجيه دفة ليفربول نحو الانتصارات أم تغلبه اختلاف الظروف والأماكن؟