كييف – أ ف ب
أكّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارة مفاجئة لكييف الثلاثاء، أن أوكرانيا «تحتاج بشكل عاجل» إلى مزيد من أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة القصف الروسي على منطقة خاركيف بشمال شرق البلد.
ووصلت بيربوك إلى أوكرانيا بعد هجوم ليلي جديد بمسيّرات متفجرة على خاركيف ومناطق أوكرانية أخرى.
وقالت الوزيرة الألمانية الثلاثاء، بعد وصولها في قطار مسائي إلى العاصمة الأوكرانية: «تدهور الوضع في أوكرانيا مجدداً بشكل كبير مع الغارات الجوية الروسية الكثيفة على المنشآت المدنية والهجوم الروسي الوحشي في منطقة خاركيف».
وأضافت أن أوكرانيا «تحتاج بشكل عاجل إلى تعزيز دفاعها الجوي» من أجل حمايتها من «وابل الصواريخ والمسيّرات الروسية».
وتزور بيربوك أوكرانيا للمرة الثامنة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط / فبراير 2022.
وتسعى عبر زيارتها إلى طمأنة المسؤولين الأوكرانيين بشأن دعم ألمانيا والاتحاد الأوروبي لكييف حتى مع تصاعد وتيرة القتال، حسبما أكّدت الخارجية الألمانية.
وقالت بيربوك في كييف: «يعتمد دعمنا على اقتناعنا العميق بأن أوكرانيا ستفوز في هذه الحرب».
وأشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوقع أنه «في مرحلة ما ستتراجع قوتنا لكن لدينا القدرة على الصمود».
وفي تعقيب على ما أدلت به بيربوك، رأى الكرملين أن تزويد الحلفاء الغربيين لأوكرانيا بأسلحة إضافية، لن يغيّر الواقع الميداني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «حتى ذلك لن يتيح للقوات المسلحة الأوكرانية أن تبدّل بشكل ما من دينامية الجبهات».
وتطالب كييف الغربيين بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية منطقة خاركيف المحاذية لروسيا والتي تتعرض باستمرار لضربات.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس الجمعة، عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، بمنزلة تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.
والثلاثاء، قال حاكم خاركيف المعيّن من قبل السلطات الروسية فيتالي غانتشيف: إن قوات موسكو باتت تسيطر على نحو نصف مدينة فوفتشانسك القريبة من الحدود الروسية.
وأوضح في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي أن المدينة التي كان عدد سكانها يناهز 17 ألفاً قبل بدء الحرب، باتت المحور الأساسي للمعارك.
وأضاف غانتشيف «رجالنا يسيطرون على نحو 40 في المئة من المدينة. لقد اخترقوا الدفاعات (الأوكرانية) بشكل عميق وأبعدوا العدو بقدر الإمكان»، مشيراً الى أن «الجزء الشمالي من المدينة تمّ تحريره بالكامل».
من جهته، أبلغ متحدث عسكري الإعلام الرسمي الأوكراني بأن القتال في خاركيف «يبقى صعباً ويتبدّل بشكل كبير»، لكنه أكد أن عدد مواضع الاشتباك المباشر مع القوات الروسية تراجع عن ذي قبل.
- قتلى بضربات أوكرانية
وأعلن سلاح الجوي الأوكراني الثلاثاء أنه أسقط ليلاً 28 مسيّرة متفجّرة من طراز «شاهد» من أصل 29 أطلقتها روسيا لا سيّما على مدينة خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا ومناطق في جنوب ووسط البلد.
في خاركيف، تضررت نحو ثلاثين شاحنة وحافلة وسيارة فيما احترق منزلان ومرأب وحافلة صغيرة بسبب سقوط حطام مسيّرات، حسبما قال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف على تليغرام.
وأُصيب شخصان بجروح «بعد هجوم صاروخي على شركة نقل»، وفق سينيغوبوف.
وعلى الجانب الآخر من الحدود، قتل ثلاثة أشخاص جراء ضربات أوكرانية.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف: إن «مسيّرة انتحارية هاجمت سيارة كان على متنها سائق وثلاثة ركاب»، مشيراً إلى أنه «نتيجة الإصابات التي تسبب بها الانفجار، لقيت امرأة مصرعها في المكان»، بينما أصيب الآخرون بجروح.
إلى ذلك، قُتل شخصان في هجمات منسوبة إلى كييف في مناطق أوكرانية تحتلها روسيا، وفق ما أفاد مسؤولون محليون، أحدهما في مدينة دونيتسك، والآخر في منطقة زابوريجيا.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية من جهتها عن اعتراض أنظمة الدفاع الجوي الروسية لمسيّرتَين أُخريين وصاروخ «فيلكا» أوكراني ليل الاثنين الثلاثاء.
واعتُرضت مسيّرة أخرى صباح الثلاثاء، فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، وفق المصدر نفسه.