شنت الطائرات الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة، قصفاً عنيفاً استهدف مناطق عدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد وقت قليل من قرار محكمة العدل الدولية، والذي أمرت خلاله إسرائيل بوقف العمليات العسكرية أو أي أعمال أخرى في المدينة.
فيما واصل الجيش الإسرائيلي حربه في قطاع غزة، لليوم ال231 على التوالي، إذ شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مرتكباً مجازر ضد المدنيين في مختلف أرجاء القطاع، بينما أعلن الجيش الاسرائيلي سحب جثث ثلاثة رهائن من شمال القطاع، كما تسببت الغارات والقصف المدفعي بإخراج مستشفى «كمال عدوان» خارج الخدمة، في وقت حذرت «اليونسيف» من أن حياة 20 مولوداً بمستشفى شهداء الأقصى مهددة بسبب نقص الوقود.
واستهدف القصف شوارع ومنازل المواطنين وسط مخيم الشابورة في رفح، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المواطنين.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية في محيط مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وخربة العدس، وشارع المضخة، وحي الجنينة في رفح، وواصل الجيش الاسرائيلي اجتياحه البري لأحياء واسعة في رفح وجباليا وأجزاء أخرى من شمالي غزة الذي خرجت مستشفياته عن الخدمة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. كما واصلت اجتياح مخيم جباليا لليوم الثالث عشر، وسيطرت بالقوة النارية على بلوكات,1,2,3,4,5,6,7,8 ومربع رياض الصالحين، وحي القصاصيب حتى مطعم حمدان، والفالوجا حتى مفترق أبو شرار، وشارع الهوجا ومحيط مدارس أبو حسين، وشارع العجارمة وتل الزعتر، والمناطق الشمالية منه حتى أبراج الشيخ زايد، وعزبة ملين، والمناطق الشرقية لجباليا (عزبة عبد ربه، وحي السلام). كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، جراء قصف مدفعي إسرائيلي، على المناطق الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع. ومع خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة تكون القوات الإسرائيلية بذلك قد شلّت عمل مستشفيات محافظة شمال غزة كافة.
ومن جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي، أمس الجمعة، أنه عثر على جثث ثلاثة رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، وقال الجيش في بيان: «تم استعادة جثث الرهائن حنان يابلونكا وميشيل نيسنباوم وأوريون هيرنانديز ليلاً خلال عملية مشتركة» للجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في جباليا في شمال قطاع غزة، واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 9 من جنوده، أحدهم جراحه خطيرة، في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الأخيرة.
من جهة أخرى، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»: إن الأوكسجين سيتوقف مع استمرار منع وصول الوقود إلى مستشفى شهداء الأقصى بغزة، ما يهدد حياة أكثر من 20 مولوداً. وأشارت إلى أن إمدادات الوقود لا تزال منخفضة جداً وقطاع غزة يحتاج إلى ممرات آمنة لوصول العاملين بالمجال الإنساني. ولاحقاً، أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى، إعادة تشغيل التيار الكهربائي داخل المستشفى بعد توريد جزئي للوقود يكفي لمدة ثلاثة أيام فقط، حيث تم توريد 15,000 لتر من الوقود صباح أمس الجمعة، وعادت المستشفى إلى العمل. وأكدت إدارة المشفى، أنها تحتاج في اليوم الواحد من 4000 إلى 5000 لتر من الوقود لضمان استمرارية العمل. وأضافت، «لقد مرّت المستشفى خلال الساعات الماضية بأزمة حقيقية كادت أن تفقد خلالها العديد من المرضى والجرحى بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناتج عن عدم توريد الوقود للمولد الكهربائي في المستشفى، والذي لطالما حذّرنا من الوقوع في هذه الأزمة الصحية الخانقة». (وكالات)