إعداد: معن خليل
ارتبطت الدورات الرياضية في الدول العربية على مر السنوات بشهر رمضان المبارك، لكنها في الإمارات أخذت طابعاً خاصاً مع اتساعها لتشمل كل الألعاب للرجال والسيدات، ولتصبح أشبه بأولمبياد مصغر تجري مبارياته على مساحة الدولة، وتشارك فيه كل الفئات من مواطنين ومقيمين في أجواء تنافسية رائعة.
كما تميزت الدورات الرياضية الرمضانية في الإمارات كونها الأضخم على مساحة العالم العربي، إذ إن البعض منها يشتمل على عدة ألعاب، وهو أمر يصعب إيجاده في مناشط تحمل الطابع الودي، كونها تحتاج إلى إمكانيات تنظيمية عالية وجهد كبير من اللجان العاملة.
وإذا كانت كرة القدم أخذت الحيز والاهتمام الأكبر منذ أن وجدت الدورات الرمضانية، فإن السنوات الأخيرة شهدت إدخال ألعاب جديدة، واهتماماً متزايداً بمشاركة السيدات التي أصبح لهن بطولاتهن المميزة التي لا تقل تنظيماً واهتماماً عن نظرائهن الرياضيين من الرجال، هذا دون إغفال تضمين بعض المسابقات لأصحاب الهمم.
وحسب إحصاءات عن الدورات الرمضانية التي تدعمها جهات حكومية ومؤسسات وشركات وأندية جاليات فإنها تتجاوز الـ100 نشاط، وهو ما يعطيها خصوصية غير متوفرة في أشهر أخرى من حيث تحول مساحة المدن والأحياء والمناطق إلى ملعب كبير تمارس فيه نحو 15 لعبة.
وتتمتع الدورات الرمضانية عادة بجماهيرية كبيرة نظراً لخصوصية إقامتها بين الأحياء الشعبية ما يتيح الفرصة للكبار والصغار لمتابعة المباريات وقضاء وقت الفراغ في أجواء رائعة، كما أنها فرصة لاكتشاف المواهب في عدة ألعاب.
علامات فارقة
شهدت السنوات الأخيرة دورات بعلامات فارقة، وإن كان بعضها توقف لأسباب عدة إلا أنها بقيت في الذاكرة مثل أولمبياد الضباط الذي كان يقام في أبوظبي، وكان يشهد حفلات افتتاح وختام ضخمة لا تقل مستوى عن الأحداث العالمية، وجوائز هذه الدورة وغيرها كانت تصل إلى أرقام كبيرة، كما كانت تتم دعوة لاعبين ولاعبات من خارج الدولة للمشاركة مع الفرق وتقويتها.
تاريخياً، وحسب الباحث الرياضي محمد الجوكر فإن اتحاد الشارقة المنظم لأمور كرة القدم سابقاً في الإمارة، كان أول من أطلق دورة رمضانية على مستوى الدولة عام 1969، كانت عبارة عن سداسيات شاركت فيها أندية أبوظبي والعين ودبي والشارقة وعجمان، وبعض أندية المنطقة الشرقية ورأس الخيمة.
وحسب الجوكر أيضاً فإن «الدورة حققت نجاحاً كبيراً، الأمر الذي دفع القائمين عليها إلى إقامتها في العام الثاني بنادي الخليج، الوحيد في الدولة الذي توافرت فيه الإضاءة الليلية في ذلك الوقت، وتميزت هذه الدورات بمواهب متعددة، وأصبحوا نجوم الكرة الإماراتية».
كما ظهرت قديماً بعض الدورات الرمضانية المهمة مثل تلك التي أطلقها الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان في العين منذ عام 1981، والدورة التي نظمها نادي ضباط القوات المسلحة منذ 1996 وعرفت بـ«أولمبياد الضباط» وضمت في بعض نسخها نحو 4 آلاف رياضي ورياضية ووصلت جوائزها إلى 10 ملايين درهم.
كما أن دورة صقر في رأس الخيمة انطلقت منذ 1989 واستمرت، وهناك غيرها من البطولات القديمة التي لم تستمر.
وفرضت دورة ند الشبا التي ما زالت تقام حتى الآن برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نفسها على المناسبات الرياضية الرمضانية في الإمارات، وتتميز بتنوع ألعابها وبجوائزها.
وتشمل ألعاب دورة ند الشبا كرة القدم للصالات، الكرة الطائرة، البادل تنس، الجري، وطواف ند الشبا للدراجات الهوائية، وكرة السلة على الكراسي المتحركة.
واشتهرت الدورة في انطلاقها بجذبها لنجوم الإمارات والعالم إن كانوا كلاعبين أو ضيوف شرف، كما حصل بتواجد أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، وأفضل لاعب في العالم على صعيد كرة الصالات البرازيلي فالكاو والبرتغالي المميز ريكاردينيو ونخبة من نجوم الأندية الأوروبية مثل برشلونة وغيره.
مهرجان أبوظبي
كما أقيم في السنوات الماضية قبل أن يتوقف مهرجان أبوظبي الرياضي، واشتمل على 17 مسابقة متنوعة بجوائز مليوني درهم.
وفي الشارقة كانت تقام فعاليات عدة منها الملتقى الرمضاني الرياضي الذي كانت تنظمه إدارة رياضة المرأة بنادي سيدات الشارقة وكان يتضمن سبع ألعاب هي كرة الطائرة والسلة والرماية والكاراتيه والطاولة والمبارزة والقوس والسهم، وهو كان يعد الأول من نوعه بهذا الحجم المخصص للسيدات، أما حالياً فإن الأشهر دورة موظفي الشارقة.