قتل، أمس الثلاثاء، 21 شخصاً على الأقل في مجزرة إسرائيلية جديدة على مخيم للنازحين غرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، في وقت واصل الجيش الإسرائيلي توغله إلى وسط مدينة رفح، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة في منطقة رفح، فيما أعلنت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة أن نحو مليون مدني نزحوا من المدينة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في حين أكد أمين عام الأمم المتحدة أنه لا بد أن يتوقف «الرعب» في غزة بعد الغارات الإسرائيلية المميتة على رفح.
وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير إنه تم إحصاء «18 قتيلاً حتى اللحظة وعدد من الإصابات في استهداف خيم النازحين غرب رفح» في القصف الإسرائيلي. وأكد في تصريح لاحق ارتفاع عدد القتلى إلى 21.
ونفى الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية على «المنطقة الإنسانية» في منطقة المواصي غرب رفح.
وذكرت وسائل إعلام وشهود عيان أن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى وسط مدينة رفح بعد ثلاثة أسابيع من المناورة البرية بمحيط المدينة، فيما انتشر فيديو لقصف أحد مساجد المدينة. وأكد شهود عيان «تمركز» دبابات إسرائيلية وسط مدينة رفح، وسط أنباء عن قتال عنيف مع مقاتلين فلسطينيين. وأكد مصدر أمني أن «آليات الجيش الإسرائيلي موجودة الآن وسط وجنوب غرب رفح».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الثلاثاء انضمام ألوية جديدة إلى عمليته العسكرية في مدينة رفح.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء بوقوع حادثة وصفتها بالصعبة في مدينة رفح، أسفرت عن مقتل 3 جنود وإصابة 4 آخرين وصفت جراحهم بالخطيرة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن إصابة 13 جندياً في معارك قطاع غزة خلال الساعات الماضية. وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 36096 قتيلاً و 81136 مصاباً، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وفق ما ذكرت وزارة الصحة في غزة. وأضافت الوزارة في بيان أن «وصل للمستشفيات 46 قتيلاً و110 إصابات» ضمن خمسة مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، أن عمليات الإجلاء لدواع طبية التي تشتد الحاجة إليها من غزة والتي كانت محدودة في الأساس، توقفت تماماً عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري على رفح قبل ثلاثة أسابيع.
في غضون ذلك، قالت وكالة «الأونروا» إن نحو مليون شخص فروا من رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أن السبب في النزوح من رفح هو «عدم وجود مكان آمن يذهبون له وسط القصف ونقص الغذاء والماء وتراكم النفايات ووجود أوضاع معيشة غير ملائمة». وأضافت أن تقديم المساعدات والحماية بات «مستحيلاً» تقريباً.
وفي السياق، سيرت المملكة الأردنية، أمس الثلاثاء قافلة برية جديدة لقطاع غزة قوامها 40 شاحنة محملة بالمساعدات والمواد الغذائية. وسيرت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي قافلة المساعدات التي تتكون من شاحنات محملة بالطرود الغذائية الأساسية، ليصار توزيعها على السكان في غزة من خلال الجمعيات والمنظمات الشريكة في القطاع.
إلى ذلك، قال متحدث باسم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن غوتيريش ندد بالغارات الجوية الإسرائيلية الفتاكة التي شهدتها رفح يوم الأحد، مضيفاً أنه دعا إلى وقف الرعب والمعاناة على الفور. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة «لا بد للسلطات الإسرائيلية أن تسمح وتسهّل وتمكّن الإيصال الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحتاجين ولا بد من فتح جميع المعابر». (وكالات)