سيبقى السادس والعشرون من مايو 2024 يوماً لتاريخ نادي الوصل، بعدما اكتمل به بدر النجاح، بحصول الفريق على الدرع، لتعيش القلعة الصفراء عرساً كروياً بعدما كانت احتفلت سابقاً بكأس رئيس الدولة.
«الديربي» بين العملاقين، الوصل المتصدر وشباب الأهلي حامل اللقب، كانت أكثر من مجرد مباراة، بعدما حظيت بكل متابعة واهتمام، حتى تحولت إلى مهرجان، وعرس كروي.
كانت 90 دقيقة ليس من أجل الفوز بمباراة، كانت أقرب إلى بطولة خاصة، وفرصة للتاريخ لمضيف يريد بلوغ الحلم الثامن، وضيف يأمل في قلب الطاولة، وصنع ملحمة الحفاظ على الدرع في القصيص.
من حضر إلى زعبيل، ومن دخل القلعة الصفراء، أدرك أنها أكثر من مباراة بين فريقين يمثلان إمارة دبي، بكل ما تحمل من سحر وجمال وقصص نجاح لا تتوقف.
لا شك كانت المباراة فرصة العمر أمام الوصل، وكانت فرصة لا تعوض للضيف الأحمر حتى يوقف القطار الأصفر، ويمنع بلوغ محطة المنصة.
الوصل أبى أن يفوت الفرص، حشد كل ما يمكن من أجل «ليلة الحلم» في زعبيل، حيث لم يبق وصلاوي صغيراً كان أو كبيراً لم يوجد في المدرجات، بينما فضل البعض الآخر أن يؤازر الفريق من خلف الملعب، حيث تم وضع شاشة عملاقة لمن لم يوفق بالحصول على بطاقة الدخول إلى الاستاد.
90 دقيقة، كانت فرصة لرجال الفريق الأصفر، حتى تعود الدرع من جديد إلى زعبيل، درع لن تكون المرة الأولى التي تسلك فيها الطريق إلى خزائن الفريق الأصفر، فقد اعتادت في زمن الهواية أن تسلك طريقها إلى القلعة الصفراء، أن تحط في خزائن النادي حتى بات هناك «عشرة عمر» بين الدرع وفهود زعبيل.
القمة الحاسمة، أما بالعودة إلى مجريات مباراة اللقب، فقد خاضها الوصل بتشكيل زج به المدير الفني الصربي ميلوش باللاعب السوري مالك جنغير أساسياً في المشاركة الثانية له مع الفريق منذ صافرة البداية.
إشراك مالك كان «مكراً» فنياً من المدرب الذي أراد بوجود اللاعب السوري الواعد إزعاج كارتابيا والحد من خطورته كأحد أبرز مفاتيح اللعب في الفريق الأحمر.
لم يتوان ميلوش عن وضع السويسري هاريس بدوره في قائمة المشاركين منذ البداية، حتى بدا وكأن الصربي يراهن على السويسري في الأوقات الصعبة، فكان وجوده مصدر إزعاج للفريق الأحمر بعدما هدد مرمى حسن حمزة في ثلاث مناسبات في الشوط الأول، دون أن تصيب أي منها مرمى الفريق، أو تتطلب تدخلاً من حارس الفرسان.
ولن ينسى خالد السناني التدخل «المجنون» الذي قام به في الشوط الأول، حين تكفل بصد كرة ماكرة من جيسوس، قبل أن تصيب الكرة العارضة، وترتد إلى اللاعب نفسه الذي حاول لمسها وتحويلها داخل الشباك، لكن السناني تعملق في إبعادها لينال ثناء «السوبر مان» محسن مصبح الذي وصف التصدي ب «إنقاذ الدرع».
أنهى الوصل الحصة الأولى دون أي تسديدة على المرمى، رغم المحاولات الهجومية التي قام بها طوال الدقائق ال 45 الأولى، في حصيلة سلبية تتحقق للمرة الأولى هذا الموسم، ولأن الشوط الثاني، كما يقال هو «شوط المدربين» فقد دخل المضيف الحصة الثانية من أجل هدف سريع، ولم يمهل الضيوف سوى 4 دقائق حتى كان السويسري هاريس يتلقى كرة داخل المربع ليعالجها بتسديدة أرضية زاحفة سكنت شباك حسن حمزة، وفجرت بركان الفرح الأصفر فوق المدرجات.
وأبى نيكولاس خيمينز، إلا أن يبرهن عن جدارة أنه «صفقة الموسم» دون منازع فكان المايسترو الذي يقود سيمفونية الفريق بالتمرير والصناعة والمهارة، وكان ضابط الإيقاع لوسط الفريق مع الوجه الجديد مالك وسياكا.
بصمة نجم
ولأن الليالي الكبيرة لا يمكن أن تمر دون بصمة من النجوم الكبار، فقد حرص فابيو ليما الحالم بالدرع الأولى له مع الفهود بعد عقد من الزمن دافع فيه عن ألوان الفريق، فقد قام ليما بفاصل مهاري، قبل أن يطلق تسديدة صاروخية بعيدة المدى سكنت مرمى حسن حمزة، لتعلن عن الهدف الثاني في اللقاء، لتعيش الجماهير فرحة هيستيرية.
ولأن ميلوش مدرب هجومي، فلم يتوان عن الزج بالواعد أداما ديالو كبديل لخيمينيز، وكان الأسمر الصاعد عند الرهان واستغل هفوة دفاعية، وأصاب شباك الفرسان بالهدف الثالث، وحسم القمة الكبيرة بانتصار أصفر بالثلاثة، وبضمان الفوز بالدرع الثامنة، التي ستعود إلى زعبيل في الثاني من يونيو المقبل في لقاء التتويج في ملعب آل مكتوم.