اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، رسمياً، بدولة فلسطين بعد أن دخل قرار الدول الثلاث الذي أعلن يوم الأربعاء الماضي، أمس الثلاثاء، حيّز التنفيذ، مؤكدة أنها ستقدم رداً منسقاً وحازماً على الاستفزازات الإسرائيلية، فيما دعا رئيس وزراء إسكتلندا الحكومة البريطانية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط توقعات باعتراف كل من بلجيكا، ولوكسمبورغ، والبرتغال، وسلوفينيا، بدولة فلسطين قريباً، في وقت سلمت إسرائيل مقترحها الجديد بشأن الهدنة في غزة وصفقة تبادل للأسرى للوسيطين المصري والقطري، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنجليزية، أمس الثلاثاء، إنّ الاعتراف بدولة فلسطين «ضرورة لتحقيق السلام»، إضافة إلى كونه «مسألة تاريخية» للشعب الفلسطيني. وأضاف أن هذا القرار «لم يُتخذ ضد أي طرف، خصوصاً ليس ضد إسرائيل، الشعب الصديق… الذي نريد أن تكون معه أفضل علاقة ممكنة». وقال في خطاب نقله التلفزيون، إن إسبانيا لن تعترف بأي تغييرات على الحدود الفلسطينية بعد عام 1967 ما لم يتفق على ذلك جميع الأطراف.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأيرلندي سايمن هاريس، في بيان بعد وقت قصير على إقرار اجتماع حكومي الخطوة «يرتبط قرار أيرلندا هذا بإبقاء الأمل على قيد الحياة» في الشرق الأوسط. كما حضّ هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على «الإنصات إلى العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة». وفي النرويج، أشاد وزير الخارجية إيسبن بارث إيدي، بالقرار باعتباره «يوماً تاريخياً» بالنسبة إلى بلاده التي تعدّ «أحد أشدّ المدافعين عن الدولة الفلسطينية… منذ ثلاثين عاماً». وقال إنّه «من المؤسف أن الحكومة الإسرائيلية لم تظهر أي دليل على المشاركة البنّاءة»، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لدعم حلّ الدولتين. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإسباني أن مدريد ودبلن وأوسلو، ستقدّم ردّاً «حازماً» على «هجمات» الدبلوماسية الإسرائيلية.
من جهته، أعلن سفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، أن بلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال وسلوفينيا، ستعترف قريبا بدولة فلسطين. وقال في تصريح صحفي: «ننتظر اعتراف سلوفينيا خلال أيام، وفي المستقبل القريب ننتظر لوكسمبورغ، وبلجيكا والبرتغال.
- بريطانيا والإعتراف
وفي الإطار ذاته، دعا رئيس وزراء إسكتلندا، جون سويني، لندن إلى الاعتراف بدولة فلسطين، لكي تسير المملكة المتحدة على خطى الدول الثلاث. وكتب سويني إلى كل من رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وزعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، يحثهما على «فعل الشيء الصحيح والاعتراف على الفور بالدولة الفلسطينية». وأكد سويني أن الحزب الوطني الإسكتلندي الذي يتزعمه، سيفرض تصويتاً ملزماً بشأن ذلك في مجلس العموم البريطاني، بعد الانتخابات العامة المقبلة، في حال لم تعترف الحكومة الحالية بدولة فلسطين.
- كوبنهاغن: لم يحن الوقت
من جهته، رفض البرلمان الدنماركي، أمس الثلاثاء، مقترحاً للاعتراف بدولة فلسطينية في تأييد لوجهة نظر الحكومة بعدم توافر الظروف المناسبة للإقدام على تلك الخطوة. وقالت ساشا فاكس، عضو البرلمان عن حزب البديل، إن الاعتراف بدولة فلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، أمس الثلاثاء، عن مسؤول كبير قوله إن وفداً أمنياً مصرياً يحاول «إعادة تفعيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة». وقال المسؤول إن مصر «أكدت موقفها الثابت تجاه عدم التعامل في معبر رفح إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية، ولن تعتمد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي».
من جانبها، نقلت القناة الرسمية الإسرائيلية عن مصادر أجنبية (لم تسمّها)، قولها إن توسيع العملية العسكرية في رفح يضع عراقيل أمام المحادثات، وسط تقديرات بأن تستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل، في العاصمة القطرية، الدوحة.
- محاكمة مرتكبي الفظائع
في غضون ذلك، تواصلت الإدانات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية على خيام النازحين في رفح، ودان مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، استهداف الاحتلال الإسرائيلي مخيمات النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح. ودعا المجلس في، بيان، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل والجاد، وتحمّل مسؤولياته، ووضع حدٍّ لهذا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وفتح معبر رفح لتمكين دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة. كما دانت بريتوريا المجزرة الإسرائيلية في مخيم النازحين، وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا في بيان إنّه «واجب جماعي على المجتمع الدولي ضمان محاكمة مرتكبي هذه الفظائع كما يجب»، مشيراً إلى أنّ الضربات تأتي بعد أيام من إصدار محكمة العدل الدولية أمراً لإسرائيل بوقف هجومها على رفح. (وكالات)