عُيّن البلجيكي فنسان كومباني مدرباً لبايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم بعقد يمتد حتّى صيف 2027، خلفاً لتوماس توخل الذي غادر بعد الفشل في الفوز بأي لقبٍ هذا الموسم، وفقاً لما أعلن النادي البافاري الأربعاء.
وسيتولّى كومباني (38 عاماً) الذي بدأ مسيرته التدريبية في 2019، مهمة تدريب نادٍ من الكبار لأوّل مرة بعدما درّب أندرلخت وبيرنلي الإنجليزي، بهدف استعادة لقب الدوري الذي تنازل عنه بايرن لأوّل مرة منذ 2013 لصالح باير ليفركوزن.
وسيكون التتويج السابع بلقب دوري أبطال أوروبا في ربيع 2025 الذي من المقرر أن تُلعب مباراته النهائية على ملعب «أليانتس أرينا» معقل بايرن، هدفاً ثانياً لكومباني، بعدما خرج الفريق على يد ريال مدريد الإسباني من نصف النهائي هذا الموسم.
وقال كومباني في بيانٍ للنادي «أتطلع للعمل على الأساسيات: العمل مع اللاعبين وبناء فريق. إذا كانت الأُسس جيّدة، سيتبعها النجاح».
وفقاً للصحافة الألمانية، اضطر بايرن إلى دفع ما بين 10 ملايين إلى 12 مليون يورو للتعاقد مع كومباني الذي كان يرتبط بعقدٍ مع بيرنلي حتّى صيف 2028.
ولعب كومباني في الدوري الألماني مع هامبورغ من 2006 حتّى 2008 ويتحدث الألمانية، وهو معيارٌ مهمٌ بالنسبة إلى بايرن الذي تردّد في تاريخه بتعيين مدربين لا يتكلمون اللغة المحلية.
حقق لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي أربع مراتٍ كلاعب، وتتلمذ على يد المدرب الإسباني بيب غوارديولا.
ويُعدّ خيار إدارة النادي البافاري مفاجئاً، نسبةً إلى أن خبرة كومباني في عالم التدريب قصيرة مقارنةً بالمدربين السابقين، ولو أن النادي خاض تجربةً قصيرةً مع مدربٍ صاعدٍ أيضاً في 2021، هو يوليان ناغلسمان (34 عاماً لدى تعيينه).
لكن البلجيكي كان متوقعاً له قيادة الأندية الكبيرة، إذ قال غوارديولا مدربه السابق في مانشستر سيتي إنه «مقدرّ له» أن يخلفه في يومٍ ما في ملعب الاتحاد.
لعب كومباني ثلاثة أعوامٍ تحت قيادة غوارديولا في مانشستر وفاز معه بلقبي دوري من أربعةٍ حققها مع النادي.
ويعلم غوارديولا حجم الضغوطات التي ترافق مدرب بايرن، حيث قاد العملاق البافاري بين 2013 و2016.
بعد محاولاتٍ فاشلةٍ لجذب الإسباني شابي ألونسو وناغلسمان للعودة إلى ملعب «أليانتس أرينا» من باير ليفركوزن والمنتخب الألماني، استشار بايرن غوارديولا قبل التوجّه نحو كومباني.
قال المدرّب الفائز أخيراً بالدوري الإنجليزي للمرة الرابعة توالياً في إنجازٍ غير مسبوق «أنا سعيدٌ لأن الارتباط قد حصل بين بايرن وفيني».
وأضاف «لديّ رأيٌ صريح حول فيني، الهبوط مع بيرنلي ليس مهماً. ما شعرت به في اللعب ضده وبمعرفتي به، لديّ الرأي الأكبر حول عمله، شخصيته، معرفته باللعبة وكيف يتعامل مع الإعلام».
بدأ كومباني مسيرته التدريبية مع ناديه الأم أندرلخت وقاده إلى المركز الثالث في الدوري المنتظم في موسمين متتاليين.
ترك بلاده لقيادة بيرنلي الإنجليزي من ال«تشامبيونشيب» حيث حقق اللقب ب101 نقطة في موسمه الأوّل، ليصعد إلى الدوري الممتاز.
لكن الفرحة لم تستمر طويلاً، إذ هبط الفريق بقيادته أيضاً مجدداً مكتفياً بتحقيق 5 انتصاراتٍ فقط ب24 نقطة، وهو أدنى رصيد للفريق في تاريخ مشاركته في البريميرليغ.
يُعدّ انتقال كومباني من بيرنلي إلى ميونيخ تحوّلاً كبيراً في مسيرته، لكن بايرن يأمل في صعودٍ سريعٍ في مسيرة أحد تلامذة غوارديولا، مثل ألونسو الذي قاد باير ليفركوزن إلى لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه في موسمه الأوّل الكامل كمدرب لفريقٍ رئيس.
قائد المجد بعد 44 عاماً
انضم كومباني إلى أندرلخت وهو في السادسة من العمر وصعد من الفئات العمرية إلى الفريق الأوّل وهو في سن ال17.
ترك بلاده للانضمام إلى هامبورغ الألماني في 2006، وعلى الرغم من الفترة القصيرة معه، فإن هذه الخطوة ستلعب دوراً أساسياً في تعيينه من قبل بايرن بعدها ب18 عاماً.
يتحدّث كومبابي الفرنسية والفلمنكية (نوع من لهجات اللغة الهولندية)، وتعلّم الألمانية خلال عامين قضاهما مع هامبورغ.
بعد هامبورغ، انتقل إلى مانشستر سيتي في أهم خطوةٍ في مسيرته، وذلك قبل أن يُصبح النادي مملوكاً إماراتياً وقوّة مسيطرةً في عالم كرة القدم.
عُيّن قائداً للفريق في موسم 2011-2012 وقاده إلى التتويج بأوّل لقب دوري في تاريخه بعد 44 عاماً من تأسيس النادي.
غادر النادي عام 2019 لكنه حافظ على وجودٍ دائمٍ خارج الملعب، حيث بُنيَ له تمثالٌ تكريميّ بعدها بعامين.
وتألّق كومبابي في القيادة على المستوى الدولي أيضاً، حيث خاض 89 مباراةً مع «الشياطين الحمر» الذين قادهم منذ 2010 حتّى اعتزاله الدولي في 2019.
إمكانات كومباني كلاعب دائماً ما بدت أنها متوافقة مع فكرة أن يُصبح مدرباً، لكن الفترة التي قضاها تحت قيادة غوارديولا هي التي بلورت هذا المشروع.
قال «بعد المباراة الودية الأولى مع غوارديولا، علمت أنني أريد أن أصبح مدرباً يوماً ما».
وأضاف «لقد أثّر بي كثيراً لأنه الشخص الذي فكّك اللعبة حتّى أتمكّن من فهمها بشكلٍ كامل».
وتابع «بوضوحه المطلق، كان هو الدافع في أن أشرح كرة القدم بطريقتي».
وتشكّلت أيديولوجية كومباني بواسطة أسلوب غوارديولا المعتمد على الاستحواذ.
وتعرّض البلجيكي للانتقادات هذا الموسم لعدم التكيّف إذ عانى بيرنلي في صعوده إلى الدوري الممتاز.
لكن بايرن الذي تفوق إمكاناته باقي أندية الدوري الألماني، سيأمل في أن يُكرّر كومباني النجاح الذي حققه في ال«تشامبيونشيب».