أوقفت الشرطة البريطانية أربعين شخصاً مساء الثلاثاء في لندن، عقب أحداث وقعت بعد تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، حسبما ذكرت شرطة سكوتلانديارد، أمس الأربعاء، فيما اندلعت مواجهات أمام السفارة الإسرائيلية في مكسيكو بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على رفح، في وقت نظم أكاديميون إضراباً داخل حرم جامعة كاليفورنيا بولاية لوس أنجلوس الأمريكية رفضاً لرد الجامعة تجاه الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وقالت الشرطة البريطانية: إنّ ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف شخص شاركوا في التظاهرة التي نُظّمت احتجاجاً على عمليات القصف الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة وللمطالبة بوقف لإطلاق النار. وأشارت إلى أنّ غالبية المشاركين تفرّقوا في الوقت المحدّد من دون حوادث. غير أنّ مجموعة من نحو 500 شخص بقيت في شارع وايتهول المجاور لمقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت، واستمرّت في التظاهر «في انتهاك للشروط الموضوعة»، وفقاً للشرطة التي أجرت حواراً ثمّ قامت بعمليات توقيف تصدّى لها بعض المتظاهرين. بعد ذلك، تم فرض طوق أمني لاحتواء تظاهرة خارجة عن السيطرة، قبل أن تتدخّل عناصر شرطة لإنفاذ القانون، ولإلقاء القبض على منظّمي التظاهرة المفترضين. وفي المجموع، أُلقي القبض على 40 شخصاً، بموجب قانون النظام العام خصوصاً، بتهمة تعطيل السير على طريق عام والاعتداء على عناصر أجهزة الطوارئ، وفق الشرطة.
وبالتزامن مع ذلك، خرجت تظاهرات في باريس، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضدّ مواكب خارجة عن السيطرة.
وفي مكسيكو، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة قرب السفارة الإسرائيلية. وأخفى عدد من المتظاهرين وجوههم وألقوا حجارة باتجاه شرطة مكافحة الشغب التي منعتهم من التقدم نحو المجمع الدبلوماسي في حي لوماس دو تشابولتيبيك بالمدينة. وانضم نحو 200 شخص للتظاهرة التي حملت شعار «تحرك عاجل من أجل رفح». وبدأ 30 من المتظاهرين يحطّمون عوائق تمنعهم من الوصول إلى البعثة الإسرائيلية. واستخدم عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع ورشقوا المتظاهرين بالحجارة التي ألقوها. وجاءت التظاهرة للتنديد بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في رفح باستهداف خيام النازحين الفلسطينيين، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 249 آخرين.
من جهة أخرى، قال منظمون: إنّ الباحثين الأكاديميين النقابيين ومساعدي التدريس الخريجين وعلماء ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا أضربوا عن العمل، بسبب ما يعتبرونها ممارسات متحيزة في تعامل الجامعة مع مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وانضم إليهم زملاؤهم من الأكاديميين في حرمين جامعيين بكاليفورنيا، ويطالب المضربون بالعفو عن طلاب الدراسات العليا والأكاديميين الذين اعتقلوا أو أخضعوا لإجراءات تأديبية لمشاركتهم في مظاهرات داعمة لفلسطين. كما أكّد قادة النقابات أن المظاهرات كانت سلمية، في حين أنّه سمح لمتظاهرين معارضين للحركة ومحرضين بالعمل على إثارة الاضطرابات ولم يتم التعرض لهم. (وكالات)