نظم الاتحاد الدولي للسيارات في مقره الرئيسي في باريس بحضور خبراء من شتى أنحاء العالم الرياضي، السياسي والاجتماعي، المؤتمر الأول لدعم حملة «متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت».
اجتمع أعضاء اللجنة والممثلون عن المؤسسات الرئيسيّة والمنصات الاجتماعيّة بما في ذلك FIFA، واليونسكو، والسلام والرياضة، وتيك توك، في مقر الاتحاد الدولي للسيارات في باريس، حيث تضافرت الجهود لهيكلة مهمة الحملة المخصّصة للقضاء على الكراهية عبر الإنترنت.
ووجهت أميلي أوديا كاستيرا، وزيرة الحكومة الفرنسية للرياضة والألعاب الأولمبية والبارالمبية في فرنسا، رسالة دعم لبدء المؤتمر: «لا يمكن أن يكون هناك ثمن للأداء الرياضي. إن رفاهية الرياضيين، تطورهم واستقرارهم ينبغي أن يكون أولوية. وهذا ما دفع وزارتي للتوقيع على ميثاق متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت.»
وأصغى الضيوف إلى تجارب كبار الرياضيين، بما في ذلك البطل الأولمبي وبطل التايكوندو باسكال جينتيل، وسائق الرالي بورجو تشيتينكايا.
شاركت بوركو، التي تشغل حالياً منصب رئيسة لجنة المرأة في رياضة السيارات التابعة للاتحاد الدولي للسيارات، تجاربها كناجية من الإساءة عبر الإنترنت وتحدثت بشجاعة عن مدى تأثير ذلك عليها، والرحلة التي قطعتها للعودة إلى الرالي.
وقدمت شركة Arwen.AI بيانات مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بسوء استخدام الإنترنت والتأثير الذي تحدثه أدواتها. وتعدّ Arwen.AI من الشركات الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف تلقائياً عن الكراهية عبر الإنترنت وإزالتها من المنصات الاجتماعيّة.
وأوضحت النتائج التي توصلّت إليها الشركة أن 67% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أقل عرضة للتفاعل مع المحتوى عبر الإنترنت إذا شعروا بعدم الأمان. أدت إزالة التعليقات التي تحض على الكراهية إلى زيادة بنسبة 56% في التفاعل على المنشورات الاجتماعية.
وتأتي هذه البيانات لتكمل وتؤكد النتائج التي توصلّت إليها حملة متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت عبر استطلاع بارومتري تمّ إطلاقه في وقت سابق من هذا العام.
ووجد الاستطلاع أن 75% من الرياضيين أبلغوا عن تهديدات ضد سلامتهم البدنيّة، في حين اتفق أكثر من 90% على أنه إذا لم تتم معالجة الإساءة عبر الإنترنت، فسوف يدفعهم ذلك إلى الابتعاد عن رياضاتهم.
خلال المؤتمر، تمّ تسليط الضوء على التعليم باعتباره عاملاً رئيسياً في القضاء على الإساءة عبر الإنترنت ولا يقتصر ذلك على كيفية الرد والإبلاغ عند التعرض للإساءة، بل يشمل أيضاً تثقيف الجناة للتعرف على التأثير الإنساني لكراهيتهم.
وتمهيداً لطريق التصدي للإساءة، أطلقت الوحدة التعليميّة لحملة متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت، برنامجاً مجانيّاً صُمّم خصيّصاً لتحسين مهارات المجتمعات والمساعدة في تطوير فهم الإساءة عبر الإنترنت خصوصاً في مجال الرياضة وما يحمله ذلك من تأثيرات وتحديّات.
توضح الوحدة التعليمية الدور المحوري لصانعي السياسات والاتحادات الدوليّة والمنصات الاجتماعيّة وأهمية مشاركة الخطوات التي يمكن اتخاذها لمنع إساءة الاستخدام ومكافحتها.
وبدوره عقّب محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ومؤسس حملة متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت بقوله: «يأتي هذا المؤتمر بمثابة فرصة للقادة والخبراء للالتقاء والتعاون في مهمتنا الموحدة للتصدي للإساءة عبر الإنترنت».
وتابع«أشكر جميع الذين تعهدوا بدعم هذه الحملة وأحثّ المجتمع العالمي الأوسع على الاجتماع والانضمام إلينا في هذه المعركة الحاسمة».
وتعدّ حملة متحدون ضد الإساءة عبر الإنترنت مهمة تعاونيّة تجمع بين الحكومات الوطنيّة والمؤسسات التنظيميّة والهيئات الرياضيّة الزميلة، بهدف بناء تحالف عالمي لمعالجة إساءة الاستخدام عبر الإنترنت داخل النظام البيئي الرياضي.