اتهمت روسيا، امس الخميس، حلف الأطلسي (الناتو) بدفع أوكرانيا لمواصلة حربها العبثية، وأكدت استعدادها للرد على جميع تهديدات الحلف، والاتحاد الأوروبي، في أوكرانيا، وانضمت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الدول الغربية الداعية للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية في ضرب العمق الروسي، وكشف دبلوماسيون أن فرنسا قد تعلن قريباً، عن إرسال مدربين عسكريين لأوكرانيا، لكن إيطاليا جددت معارضتها لاستخدام أسلحة قدمتها إلى كييف في ضرب الأراضي الروسية، فيما اعتبرت هنغاريا خطط الناتو للسماح لأوكرانيا بقصف العمق الروسي بالجنون.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة وحلف الناتو، وبعض الدول الأوروبية، تشجع أوكرانيا على مواصلة ما وصفها «بالحرب العبثية» التي تخوضها كييف مع موسكو، واتهمهم بتأجيج التوترات في الأسابيع القليلة الماضية، من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب أهداف داخل روسيا. وأضاف «كل هذا سيكون له حتماً عواقب، وسيلحق في نهاية المطاف ضرراً بالغاً بمصالح تلك الدول التي اختارت التصعيد».
وفي السياق نفسه، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن في أوروبا، مكسيم بوياكيفيتش، إن روسيا سترد بشكل مناسب على جميع التهديدات التي يشكلها حلف «الناتو»، والاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.وأضاف: «لن نضحي بمصالحنا وأمن واستقرار دولتنا لمصلحة الطموحات الاستعمارية الجديدة لعدد من دول الناتو، والاتحاد الأوروبي. سنرد بشكل مناسب على جميع التهديدات التي يخلقونها في أراضي أوكرانيا». وصرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بأن «الناتو» لا يخطط لإرسال عسكريين إلى أوكرانيا، أو المشاركة في العمليات العسكرية بأي شكل من الأشكال. وأكد أنه من الممكن رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية لشن هجمات على الأراضي الروسية. وقال، امس الخميس، إن قمة الناتو المقبلة في واشنطن ستبحث مصدر إمداد دائم بالذخار إلى أوكرانيا.
ورغم ان الولايات المتحدة لم تعلن علناً السماح للقوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة الأراضي الروسية، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً مطولاً أكدت من خلاله أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يقترب من السماح للقوات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة الأراضي الروسية. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن القوات المسلحة الأوكرانية تحدد بنفسها الأهداف التي تضربها باستخدام الأسلحة التي قدمتها بريطانيا لها.
وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية، إن فرنسا قد ترسل قريبا مدربين عسكريين إلى أوكرانيا رغم مخاوف بعض الحلفاء، وقد تعلن قرارها الأسبوع المقبل، خلال زيارة الرئيس الأوكراني. وأضافوا أن باريس تأمل في تشكيل وقيادة تحالف من الدول التي تقدم مثل هذه المساعدات لأوكرانيا لدعمها في حربها مع موسكو، رغم أن بعض شركائها في الاتحاد الأوروبي يخشون من أن يؤدي ذلك إلى زيادة احتمال نشوب صراع مباشر مع موسكو.
وقال وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، إن خطط حلف الأطلسي للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لقصف عمق روسيا بمثابة جنون. وأضاف: «أعتقد أنه من الجنون أن يستخدم الأوكرانيون أسلحة غربية لقصف الأراضي الروسية. أعتقد أنها فكرة مجنونة، لأن روسيا سترد، كما رأينا حتى الآن. روسيا لا تعاني من نقص في الذخيرة والمعدات، وسوف ترد على ذلك بقوة تزيد عدة مرات».
وصرح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس الخميس، بأن بلاده لن ترسل أبداً أي قوات إلى أوكرانيا، وأن أي أسلحة تقدمها لكييف يجب ألا تستخدم لمهاجمة الأراضي الروسية.
وقال لهيئة الإذاعة العامة الإيطالية «كل الأسلحة التي تخرج من إيطاليا إلى (أوكرانيا) يجب أن تُستخدم داخل أوكرانيا فقط».
على صعيد آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، قوله، أمس الخميس، إن الصين قد تنظم مؤتمر سلام تشارك فيه روسيا وأوكرانيا.وأشار إلى إن مثل هذه الخطوة ستشكل استكمالاً لجهود بكين المستمرة لحل الأزمة الأوكرانية. وأضاف «نتفق مع موقف (الصين) المتمثل في ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع في المقام الأول، وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، على أن ترتكز الاتفاقات اللاحقة على مبدأ ضمان الأمن بشكل متساوٍ، وغير قابل للتجزئة»..
وفي الموضوع ذاته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب وتغذيها.
(وكالات)