كثفت قوات الانفصاليين في شرق أوكرانيا بدعم من الجيش الروسي تمشيط جبهات القتال في ماريوبول الاستراتيجية على ساحل البحر الأسود، وسط توقعات غربية بأن المعركة المتوقعة في إقليم دونباس ستكون قاسية ومختلفة تماماً عن مجريات المعارك في الأسابيع الماضية بعد الانتهاء من تأمين ماريوبول، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية تحفظها على مزاعم استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية.وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف مقتل 50 عسكرياً أوكرانياً حاولوا اختراق الحصار إلى مصنع في ماريوبول ومغادرة المدينة.وأشار كوناشينكوف، أمس الثلاثاء، إلى أن السلاح الجوي والمدفعي أحبط هذه المحاولة، وتم تدمير 3 دبابات أوكرانية و5 آليات مشاة قتالية و7 مركبات عسكرية، فضلاً عن القضاء على 50 منهم، بينما ألقى 42 جندياً سلاحهم واستسلموا.
تدمير منشآت عسكرية
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، قد أعلن في وقت سابق أمس عن تدمير 32 منشأة عسكرية أوكرانية خلال 24 ساعة. كما أعلن كوناشينكوف تدمير طائرة مسيرة من طراز «بيرقدار» قرب سواحل القرم، موضحاً أن المسيرة كانت تنفذ مهام استطلاعية لكشف تحركات السفن الروسية في البحر الأسود ومواقع المعدات الروسية في القرم وبجنوب أوكرانيا.
ودارت معارك عنيفة، أمس، بين القوات التابعة لجمهورية دونيتسك الانفصالية مع كتيبة «آزوف» داخل حي سكني في مدينة ماريوبول.
المزاعم الكيماوية
وفي خضم مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في ماريوبول، صرح مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية بأن السلطات الأمريكية لا تستطيع تأكيد صحة الأنباء عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية في المدينة الواقعة في منطقة دونباس. وقال المسؤول للصحفيين، أمس الثلاثاء، «نحن لسنا على الأرض، ولا توجد لدينا رؤية كاملة، وبالتالي نقوم بكل ما بوسعنا من أجل الوصول إلى استنتاجات أفضل. ولا نزال ندرس هذا».وكان المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جون كيربي قد صرح في وقت سابق بأن الأنباء الصادرة عن الجانب الأوكراني بشأن «احتمال» استخدام روسيا للمواد السامة في ماريوبول «مثيرة للقلق البالغ».
معركة شديدة
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عبر تويتر أمس الثلاثاء إن القتال في شرق أوكرانيا سيشتد خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة مع مواصلة روسيا تحويل تركيز جهودها إلى هناك.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن الهجمات الروسية لا تزال تركز على المواقع الأوكرانية القريبة من دونيتسك ولوجانسك مع حدوث مزيد من القتال حول خيرسون وميكولايف وتجدد التحرك نحو كراماتورسك. وقال التقرير أيضاً إن القوات الروسية تواصل الانسحاب من بيلاروسيا من أجل إعادة الانتشار لدعم العمليات في شرق أوكرانيا.
وركزت التقارير الغربية، أمس الثلاثاء، على تعزيز القوات الروسية والأوكرانية مواقعها في الجزء الشرقي من البلاد.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن القتال «قد يبدو مختلفاً بشكل كبير» عنما جرى في الأسابيع الماضية.
وبعد الانسحاب من كييف، أعادت القوات الروسية تمركزها لشن هجوم جديد على منطقة دونباس الشرقية. ويقول محللون، حسبما تنقل عنهم نيويورك تايمز، إن الجيش الروسي سيقاتل في منطقة قريبة من خطوط إمداده.
وأضافت «سيكون الروس قادرين أيضاً على الاعتماد على شبكة واسعة من القطارات لإعادة إمداد جيشهم»، الأمر الذي افتقدوه في كييف، على حد تعبير الصحيفة.
وفي المقابل قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك إن الجيش الأوكراني مستعد للتصدي للهجوم الجديد. وحث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قادة حلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي، على إرسال تعزيزات. وبالفعل تدفقت الأسلحة الغربية على أوكرانيا في الأيام الأخيرة، لكن كوليبا قال إن هناك حاجة إلى المزيد وبسرعة، محذراً من أن معركة شرق أوكرانيا «ستذكرك بالحرب العالمية الثانية».(وكالات)