أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، أنّ إسرائيل عرضت مقترحاً جديداً لوقف الحرب في غزة، يتضمن ثلاث مراحل، قائلاً: إنه «حان الوقت لإنهاء هذه الحرب»، وذلك بعد ساعات قليلة من تعثر مفاوضات الهدنة وإعلان الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تمسكهما بموقفهما تجاه مسألة إنهاء الحرب، في وقت أقر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأنّ الوضع الإنساني «مريع» في قطاع غزة، فيما طالبت وكالة «الأونروا» إسرائيل بوقف الحملة ضدها، بينما أعلنت إسبانيا رفضها لأي «تقييد» إسرائيلي لنشاط قنصليتها في القدس المحتلة.
أوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى ستستمر لمدة ستة أسابيع، وتشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة. وأضاف بايدن: «إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع، فسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات». وأضاف بايدن أنّه خلال المرحلة الأولى ستتفاوض إسرائيل مع حركة حماس للوصول إلى المرحلة الثانية التي ستشهد نهاية الحرب بشكل دائم.
في المرحلة الثانية، سيتم تبادل الأسرى، حيث ستفرج حماس عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية، ورفع المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يومياً.
أما في المرحلة الثالثة، فسيتم تنفيذ خطة إعادة إعمار شاملة لغزة، تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع. وقال بايدن: «هذا العرض مطروح الآن على الطاولة، وما نحتاج إليه هو التنفيذ»، وأكّد بايدن أنّ المقترح الإسرائيلي قد تم نقله إلى قطر وحماس، مشدداً على أهمية التركيز على الهدنة وإنهاء الحرب في غزة.
وقال بايدن مخاطباً إسرائيل:«بصفتي شخصاً كان له التزام طويل تجاه إسرائيل، وبصفتي الرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار إسرائيل في وقت حرب، وبصفتي شخصاً أرسل القوات الأمريكية للدفاع المباشر عن إسرائيل حينما هاجمتها إيران، أطلب منكم التروي والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه الفرصة… لا يمكننا تضييع هذه الفرصة»، وأضاف:«حان وقت انتهاء حرب غزة»
وحذّر بايدن من مخاطر العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل إذا لم يتم انتهاز هذه الفرصة لتحقيق السلام، مؤكداً أن هذا المقترح يمثل فرصة حقيقية لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة. واعتبر أنّ حماس لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر كهجوم السابع من أكتوبر. وكان مسؤول أمني إسرائيلي قال في وقت سابق، أمس الجمعة: إنّ إسرائيل لن توافق على أي وقف للقتال في غزة ما لم يكن ضمن اتفاق بشأن تحرير الأسرى. وأعلنت حركة «حماس» في بيان، أنّها مستعدة لإبرام اتفاق يتضمن تبادل الأسرى بالسجناء الفلسطينيين شريطة وقف إسرائيل القتال في غزة. وأكّد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أنّ الحركة أبلغت الوسطاء مجدداً بأنّها لن تتنازل عن مطالبها في المفاوضات الرامية للتوصل لهدنة في قطاع غزة وتبادل المحتجزين مع إسرائيل.
من جهة أخرى، أقر بلينكن، أمس الجمعة، بأنّ الوضع الإنساني «مريع» في قطاع غزة مع توغل القوات الإسرائيلية بشكل أعمق، وذلك رغم الجهود الأمريكية لإدخال مزيد من المساعدات. وتحدث بلينكن غداة نقل رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور عن عمال إغاثة قولهم: إن «الظروف الآن أسوأ من أي وقت مضى» في غزة. وأوضح بلينكن للصحفيين في براغ، عندما سئل عن تصريحات باور، أنّه على الرغم من ارتفاع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة «بشكل كبير»، فإنّ التوزيع لا يزال صعباً.
في غضون ذلك، رفضت إسبانيا كل «تقييد» تعتزم إسرائيل فرضه على أنشطة قنصليتها في القدس، رداً على اعتراف مدريد بدولة فلسطين، على ما أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الجمعة. وقال الوزير في حديث مع إذاعة أوندا سيرو: «أرسلنا هذا الصباح مذكرة شفهية للحكومة الإسرائيلية رفضنا فيها أي تقييد للنشاط المعتاد للقنصلية العامة الإسبانية في القدس، إذ إنّ وضعها مكفول بموجب القانون الدولي».
وعلى صعيد متصل، طالب المفوض العام لوكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني إسرائيل بوقف «حملتها» ضد الوكالة في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الجمعة. وكتب في المقال بعنوان «على إسرائيل وقف حملتها ضد الأونروا»، أنّ «الحرب في غزة تسبب ازدراء فاضحاً بمهمة الأمم المتحدة بما في ذلك الهجمات الصارخة ضد الموظفين والمنشآت والعمليات» التي تقوم بها الوكالة.
وأضاف «على هذه الهجمات أن تتوقف وعلى العالم أن يتحرك لمحاسبة مرتكبيها». (وكالات)