أكدت مصر تمسكها بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى، في وقت أعلنت واشنطن، أنها تتوقع أن تقبل إسرائيل بمقترح الهدنة في غزة إذا قبلت به حركة «حماس»، وبينما أكد مساعد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن خطة بايدن بخصوص غزة «ليست اتفاقاً جيداً» لكن إسرائيل تقبلها، اعتبر وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، أن الصفقة كما نشرت تفاصيلها هزيمة لإسرائيل، وهدد بتفكيك الحكومة في حال المضي قدماً بالصفقة، في حين شدد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، على أن إسرائيل لن تقبل بحكم «حماس» لغزة، وأنها تبحث عن بدائل للحركة.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى عقب انتهاء اجتماع ثلاثي بالقاهرة، ضم الوفد الأمني المصري ووفود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل: إن الوفد الأمني المصري أكد مسؤولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن الوفد المصري تمسك بضرورة العمل الفوري لإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات للقطاع يومياً، تشمل كافة المواد اللازمة، وفق ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية. ووفق الأمم المتحدة يحتاج قطاع غزة يومياً لدخول 500 شاحنة مساعدات إنسانية على الأقل، لتلبية الاحتياجات في أراض تسبب الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق فيها بكارثة إنسانية كبرى مع خطر وقوع مجاعة. وكشفت تقارير إعلامية، أمس الأحد، أن مصر ستقدم إلى الولايات المتحدة وثيقة تتضمن مطالبها بإعادة فتح معبر رفح، بينما أفادت تقارير أخرى بقبول إسرائيل بمشاركة فلسطينيين في إدارة المعبر. ووفقاً للتقرير، ستشمل الوثيقة انسحاباً إسرائيلياً غير مشروط من معبر رفح ومحيطه، ودخول المساعدات إلى قطاع غزة دون قيود.
من جهة أخرى، قالت الولايات المتحدة، أمس الأحد: إنه إذا قبلت حماس بخطة الهدنة المتعددة المراحل في غزة والتي أعلنها الرئيس جو بايدن، فإنها تتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لمحطة «إيه بي سي» الإخبارية: «هذا مقترح إسرائيلي. لدينا كل التوقعات أنه إذا وافقت حماس على المقترح، كما نقل إليها، وهو مقترح إسرائيلي، فإن إسرائيل ستقول نعم». وأضاف كيربي في البرنامج الحواري «هذا الأسبوع»: إن الاتفاق الإطار تم نقله إلى حماس مساء الخميس بتوقيت واشنطن. وأوضح «نحن ننتظر رداً رسمياً من حماس» ولفت كيربي إلى، أن حماس رحبت بالمقترح. وكان الوسطاء القطريين والمصريين والأمريكيين دعوا ليل السبت، إسرائيل وحركة «حماس» إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن. واعتبر الوسطاء الثلاثة في بيان، أنّ «المبادئ التي وردت في خطة الرئيس جو بايدن تجمع مطالب جميع الأطراف معاً في صفقة تخدم المصالح المتعددة، ومن شأنها أن تنهي بشكل فوري المعاناة الطويلة لكل سكان غزة، وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم». وتابعوا أنّ «هذا الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة».
في غضون ذلك، أكد مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأحد، أن إسرائيل قبلت اتفاقاً إطارياً لإنهاء الحرب في غزة تدريجياً، والذي يدفع به الرئيس بايدن حالياً، لكنه وصف الاتفاق بأنه معيب وبحاجة إلى مزيد من العمل. وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قال أوفير فولك، كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية: إن اقتراح بايدن هو «صفقة وافقنا عليها – إنها ليست اتفاقاً جيداً لكننا نريد بشدة إطلاق سراح الرهائن، جميعهم». واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن كلام مستشار نتنياهو يثبت أن إسرائيل قبلت الصفقة، معتبراً أن أي تراجع الآن هو بمثابة حكم بالإعدام على الأسرى بغزة.
ومن جهته، قال بن غفير: إن «صفقة بايدن» كما نشرت تفاصيلها تعني التخلي عن تدمير حماس والامتناع عن استمرار الحرب. وأضاف في مقطع فيديو نشر أمس الأحد: «إنها صفقة غير شرعية!.. ليس هناك نصر كامل هنا.. بل هزيمة كاملة لمصلحة حماس». وتابع قائلاً: «أقول: إنه إذا استمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيادة هذه الصفقة فسنقوم بتفكيك الحكومة».
إلى ذلك، قال غالانت: إن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة «حماس» في حكم غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإنهم يدرسون بدائل للحركة الفلسطينية. وأضاف غالانت في بيان، «بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الجيش في الوقت نفسه على دراسة بديل لحماس في حكم (غزة)». وتابع، «لن نقبل حكم حماس في غزة في أي مرحلة من أي عملية تهدف إلى إنهاء الحرب». (وكالات)