«الخليج» – وكالات
أكدت مرشحة اليسار الحاكم كلاوديا شينباوم، المدرجة ضمن قائمة أقوى 100 أمرأة في العالم والتي دخلت الأحد التاريخ بفوزها في الانتخابات الرئاسية لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب في المكسيك، أنها «لن تخيّب تطلعات» مواطنيها، في حين ينتظرها تحدٍ هائل يتمثل في احتواء عصابات المخدّرات والعنف الذي يطول النساء.
فازت كلاوديا بفارق شاسع عن منافستها اليمينيّة، بلغ 60% من الأصوات، متقدمة بأشواط على منافستها مرشحة المعارضة سوتشيتل جالفيز التي يقدر أنها حصلت على 26 إلى 28% من الأصوات، فيما حصل المرشح الوسطي خورخي ألفاريز ماينز على 9 إلى 10% من الأصوات، بحسب ما أظهرت النتائج الأولية الصادرة عن المعهد الانتخابي الوطني الاثنين.
ولدت كلاوديا شينباوم عام 1962 في مكسيكو سيتي، وهي يهودية الأصل، حيث كان أجدادها الأربعة من اليهود الذين هاجروا من ليتوانيا وبلغاريا إلى المكسيك.
ونقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» عن فريق حملتها قوله إن شينباوم تعتبر نفسها امرأة مؤمنة، «لكنها لا تنتمي إلى أي دين».
وكان والداها يعملان في مجال البحوث العلمية والأكاديمية، وقد سارت ابنتهما على خطاهما، ودرست الفيزياء قبل أن تحصل على الدكتوراه في هندسة الطاقة.
وسافرت شينباوم إلى الولايات المتحدة حيث أمضت سنوات في معمل أبحاث مشهور في كاليفورنيا لدراسة أنماط استهلاك الطاقة المكسيكية وأصبحت خبيرة في تغير المناخ، بحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية.
وقد برزت شينباوم في كاليفورنيا أيضاً مناضلة في صفوف الحركة الطلابية.
وتولّت منصباً استشارياً بارزاً في «الهيئة الوطنية لتوفير الطاقة»، وفي «الهيئة الفيدرالية للكهرباء».
وعلى الصعيد العالمي كانت مستشارة للبنك الدولي ولـ«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، وشاركت في تسعينات القرن الماضي في وضع المناهج التطبيقية التي قام عليها برنامج مكافحة التلوث في مكسيكو سيتي، ونظام الإنذار المبكر في حال الطوارئ البيئية.
وفي عام 2007 انضمت إلى فريق الخبراء الحكوميين الدوليين، الذي شكّلته «الأمم المتحدة» حول تغيّر المناخ، وهو الفريق الذي نال لاحقاً «جائزة نوبل للسلام».
وكتبت شينباوم أكثر من 100 مقال وألّفت كتابين حول مواضيع الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة.
بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فقد شغلت منصب وزيرة البيئة في مكسيكو سيتي من عام 2000 إلى عام 2006 خلال تولي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور منصب العمدة.
وتم تعيين شينباوم عمدة مقاطعة تلالبان من عام 2015 إلى عام 2017، ثم عمدة لمدينة مكسيكو سيتي في 2018، وهو أحد أكثر المناصب السياسية تأثيراً في البلاد والذي يُنظر إليه على أنه يمهد الطريق للرئاسة.
وكانت شينباوم أول امرأة تشغل هذا المنصب الذي استقالت منه عام 2023 للترشح للرئاسة.
وأُدرجت شينباوم ضمن قائمة «بي بي سي» لأقوى 100 امرأة في عام 2018.
- العنف ضد النساء والمخدرات
وسيتعين على شينباوم خوض غمار حرب ثقيلة للقضاء على المخدرات والعنف ضد النساء حيث، يُقتل في المكسيك ما معدله تسع إلى عشر نساء يومياً، بحسب الأمم المتحدة. في المجمل، تعرضت 70% من المكسيكيات اللواتي تزيد أعمارهن على 15 عاماً للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ سنوات، تسجل المكسيك ما يزيد على 30 ألف جريمة قتل وسطياً كل عام، أي نحو 80 جريمة يومياً.
وأشار الرئيس المنتهية ولايته أوبرادور إلى أن ثلاثة أرباع جرائم القتل مرتبطة بالاشتباكات بين العصابات الإجرامية للسيطرة على أسواق المخدرات المحلية.
وتتنافس الكثير من الكارتلات للسيطرة على نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وتسارعت وتيرة العنف منذ كانون الأول/ديسمبر 2006، عندما أرسل الرئيس السابق فيليبي كالديرون (2006-2012) الجيش لمحاربة العصابات/ ومنذ ذلك الحين، سجلت المكسيك نحو 450 ألف جريمة قتل و100 ألف حالة اختفاء.
أعلنت الرئيسة المنتخبة «سنقود المكسيك على طريق السلام والأمن»، ووعدت بالتصدي لأسباب العنف وتعزيز الحرس الوطني واعتماد سياسة «عدم الإفلات من العقاب» في مواجهة العنف.