متابعة: علي نجم
أعرب سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي الوصل، عن فخره واعتزازه بحصد نادي الوصل الثنائية الذهبية «دوري أدنوك للمحترفين» و«كأس صاحب السمو رئيس الدولة» معلناً عودته إلى منصات التتويج بعد غياب 17 عاماً وأكد أن هذا الإنجاز التاريخي، جاء ثمرة عمل دؤوب وتعاون جماعي، ويُبشر بعصر جديد من البطولات والإنجازات التي تليق بعراقة الوصل.
شدد سمو الشيخ أحمد بن راشد على أن موسم الوصل قصة نجاح ستظل محفورة في تاريخ الكرة الإماراتية، تعكس إصرار وعزيمة الوصل وقدرته على تحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات، وقال: «هذا الإنجاز ليس مجرد عودة لمنصات التتويج فحسب، بل شهادة على العمل الجاد والروح الرياضية التي تميز بها الوصل، وأود أن أعبر عن شكري للاعبين على أدائهم المتميز طوال الموسم، وللجهاز الفني على كفاءته العالية، ولمجلس الإدارة على متابعته الدائمة».
وتوجه سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم بالشكر أيضاً لجمهور الوصل الوفي، الذي كان بمنزلة القلب النابض للفريق وكان له دور محوري في تحفيز اللاعبين ومساندتهم طوال الموسم، مؤكداً أن العلاقة بين النادي وجماهيره علاقة استثنائية قائمة على الحب والوفاء وأن هذا الإنجاز ثمرة التلاحم الفريد بين الفريق وجماهيره الوفية التي صنعت الفارق، وأعاد الوصل إلى منصات التتويج، ليؤكد أن قوة الفريق تنبع من قوة وثقة جماهيره.
- ثنائية لا توصف
وأهدى سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم هذا الإنجاز إلى جمهور الوصل الذي صبر طوال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن فرحة الفوز بثنائية الوصل لا توصف.
وقال سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم: «يمثل هذا الإنجاز بداية لمرحلة جديدة من النجاحات، ونحن على ثقة بأن نادي الوصل سيحافظ على هذا المستوى المتميز، وسيواصل تحقيق المزيد من البطولات المحلية والإقليمية والعالمية التي تليق باسمه وتاريخه العريق.. لقد أثبت الوصل أنه فريق كبير قادر على تحقيق الإنجازات، وأن الروح الرياضية للاعبين هي سر تفوقهم وتميزهم».
وأشاد سموه بالمنافسة القوية التي شهدها الموسم الكروي، مؤكداً أن جميع الفرق قدمت أداءً مشرفاً يليق بسمعة الكرة الإماراتية، وتقدم بالشكر لاتحاد الإمارات لكرة القدم ورابطة المحترفين على جهودهما في تنظيم هذا الموسم المتميز، ودورهما في تطوير كرة القدم الإماراتية والارتقاء بها إلى أعلى المستويات.
وكانت ليلة الأحد استثنائية للوصل وجمهوره، فكل شيء في زعبيل كان يلمع كالذهب، وكل الطرقات نحو ملعب الوصل كانت مزدحمة، حتى بدا وكأن طوفاناً أصفر يسير في الشوارع.
سيارات بشعارات مختلفة، صور سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي أخذت حصتها الكبيرة على زجاج السيارات، الأعلام الصفراء رفرفت فوق السيارات أو من على جوانبها.
تحول ملعب الوصل منذ ساعات ظهر الأحد إلى ساحة لكرنفال من الأغاني والأهازيج، أكشاك طعام احتشدت بزبائن من الصغار والكبار، حتى بدا وكأنه يوم عائلي بامتياز، سيكون ختامه نيل امتياز شرف الفوز بدرع الدوري.
اللقاء مع النصر في جولة الختام، وما تحمل المباراة من قيمة وقامة بالنسبة إلى الجماهير، جعلت من ليلة التتويج أكثر تشويقاً، كان الفوز ب «الديربي» هدفاً للجماهير حتى بدا وكأنها لا تريد أن تعرف مرارة الهزيمة أمام منافس يمثل الفوز عليه وحده، بطولة خاصة بالنسبة إلى عشاق الفريقين.
الملعب تزين بالشاشات العملاقة، والجماهير أخذت أماكنها في المدرجات منذ قبل صافرة البداية ب 3 ساعات، رغم الحرارة والرطوبة العالية، جماهير استعانت بقبعات صفراء وقارورات المياه للتعامل مع حدة الشمس التي زادت من لمعان الذهب اصفراراً.
قبل أن يدخل الفريقان أرض الملعب، وقبل أن تبدأ صافرة بداية الديربي، كانت لحظة الفرح الكبير، وصل سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم إلى ملعب المباراة، تحولت الأجواء في المدرجات إلى لحظات من الفرح الجنوني، فزيارة سموه تمثل أكثر قيمة من فوز بلقب أو نيل درع، فهو «أب الوصل» الأول، وهو من دعم ووجه حتى يعود النادي إلى مكانته فوق منصات التتويج.
عاد سموه إلى القلعة الصفراء، في أول زيارة للملعب، منذ خسارة نهائي بطولة الأندية الخليجية أمام المحرق البحريني حين كان يشرف على قيادة الفريق الراحل الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا.
مع اقتراب المباراة من ثلث ساعتها الأخير، نال الوصل ركلة ركنية، نفذت بدهاء وذكاء من ليما إلى خمينيز، فتمريرة أرضية زاحفة أتبعها المدافع المغربي المتقدم سفيان بوفتيني بالهدف الأول، لتنفجر المدرجات فرحاً بالتقدم.
هدف حرك مياه المباراة، حاول النصر الرد والبحث عن التعادل، دفاع الوصل والسناني حالا بين الضيف وبين التسجيل، ليرد الوصل مرة جديدة بدقة، هجمة منظمة، تمريرة من علي صالح إلى سياكا المتقدم، تسديدة ذكية، «هدف ثان».
هدف صفق له رئيس النادي وقفز معه أحمد الشعفار عن الكرسي، فقد بات النصر مؤكداً، وبات حسم الديربي هو حبة الكرز في ليلة الفرح الكبير، لتعلن بعدها صافرة نهاية المباراة ولتبدأ الاحتفالات التي عاش الوصلاويون على أنغامها حتى ساعات الصباح الأولى.
خرج فريق الوصل سعيداً بما حصد هذا الموسم، بعدما نال الثنائية الثانية في تاريخه، ليدخل التاريخ من الباب الكبير، بعدما بات أول فريق ينال لقبي الدوري والكأس في موسم واحد مرتين.
وتمكن الوصل الذي غاب عن ساحات المنافسة واعتلاء منصات التتويج في حقبة الاحتراف، من العودة بقوة هذا الموسم، وتحقيق الثنائية بفارق 17 عاماً ما بين الإنجاز الأول والثاني.
وبات الوصل ثاني أفضل فريق في تاريخ المحترفين، بعدما حصد 67 نقطة، ليتأخر بفارق نقطة واحدة عن الجزيرة أقوى بطل في زمن المحترفين بالحصول على 68 نقطة في (2016-2017).
وحمل الفوز على النصر الرقم 21 للفريق الأصفر هذا الموسم في الدوري، ليعادل عدد الانتصارات التي حققها شباب الأهلي في (موسم 2015-2016).