لقي ما لا يقل عن 100 شخص حتفهم في قرية ود النورة بولاية الجزيرة وسط السودان، في هجوم حمّل الجيش السوداني وناشطون مسؤوليته لقوات «الدعم السريع»، في وقت حذرت منظمة الهجرة الدولية من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين في الأيام المقبلة.
وأفادت «لجنة المقاومة» في ولاية الجزيرة، وهي واحدة من العديد من المجموعات في أنحاء السودان التي اعتادت تنظيم تظاهرات مؤيدة للحكم المدني، بأن قرية ود النورة في الولاية نفسها شهدت «إبادة جماعية الأربعاء بعد هجوم قوات الدعم السريع على القرية مرتين وقتل ما قد يصل إلى مئة شخص».
وتابعت اللجنة في بيانها الذي نشرته على منصات التواصل الاجتماعي أنها «بانتظار العدد الفعلي للقتلى والمصابين وأسمائهم». ونشرت لقطات لما قالت إنه «مقبرة جماعية» في الساحة العامة، تظهر صفوفاً من الأكفان البيضاء.
وبالمقابل، نفت قوات «الدعم السريع» أن تكون قد استهدفت أي مدنيين في قرية ود النورة. وزعم المتحدث باسم هذه القوات الفاتح قرشي، في تسجيل مصور، إن «الأمر يتعلق بمعركة جرت في أطراف بلدة ود النورة بين عناصر الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والمخابرات». وأضاف أن «ما جرى تداوله من قتل لعشرات المدنيين من سكان البلدة وسلب ممتلكاتهم ما هو إلا افتراء من صنع عناصر النظام القديم»، حسب تعبيره. وبررت قوات «الدعم السريع» الهجوم بأن قرية ود النورة تضم معسكرات للجيش، لكن الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، نفى وجود أي قواعد عسكرية في قرية ود النورة.واظهرت فيديوهات بكاميرات الهواتف النفالة ان كل الضحايا مدنيون.
في الأثناء، حذرت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين في الأيام المقبلة، واصفة الوضع بأنه استمرار ل«أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم». وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في جميع أنحاء البلاد بلغ منذ اندلاع الحرب 7,1 مليون شخص، ليضاف إلى 2,8 مليون نازح قبل الحرب. وبحسب بيان المنظمة فإن «أكثر من نصف جميع النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة».
وبينما حذر مسؤول أمريكي رفيع في إفريقيا من أن الحرب في السودان قد تتحول إلى صراع إقليمي شامل أو تصبح الدولة فاشلة في غياب اتفاق سلام دائم ومسار يفضي إلى انتقال سياسي نحو حكومة يقودها مدنيون، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، أنه سيوسع نطاق جهوده للتعامل مع الطوارئ في السودان لتشمل خمسة ملايين شخص إضافي بحلول نهاية 2024 لتجنب مجاعة، ما يرفع إجمالي من تشملهم مساعدات البرنامج إلى عشرة ملايين هذا العام.
وأمس الأول الأربعاء، كشف تقرير جديد للإنذار المبكر أصدرته الأمم المتحدة عن أن انعدام الأمن الغذائي الحاد من المُتوقع أن يتفاقم من حيث الحجم والشدة في 18 «بؤرة ساخنة» للجوع من ضمنها السودان، إذ يعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، وتقترب المجاعة بسرعة من ملايين الأشخاص في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم. (وكالات )