تلقت مصر «إشارات إيجابية» من حركة «حماس» بخصوص اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما ذكرت قناة «القاهرة» الإخبارية، في وقت طالب قادة 17 دولة في بيان مشترك حركة «حماس» وإسرائيل بتقديم تنازلات ضرورية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أكدت السلطة الفلسطينية جاهزيتها «لإعادة الوحدة إلى الحكم» بعد انتهاء حرب غزة، في حين أعلنت إسبانيا انضمامها لقضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وقال مسؤول مصري رفيع المستوى، بحسب ما نقلت القناة المقربة من السلطات، إن «مصر تلقت إشارات إيجابية من حركة حماس تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار». وأشار المسؤول إلى أن حماس «ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام القادمة» مشدداً على أن قادة حماس «يدرسون بجدية وإيجابية مقترح الهدنة». وأضاف أنه تم توجيه «دعوة مصرية لقيادات حماس لزيارة القاهرة ومناقشة كافة التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية». وكانت حركة حماس انتقدت ما اعتبرته «تناقضاً» بين مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن ومطالب إسرائيل، فيما يتعلق بمحادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري، إن حماس «رحبت بما ورد على لسان بايدن بخصوص وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي». لكنه أضاف في حديثه ل «رويترز»: «الورقة التي يعتمد عليها المشروع الأمريكي، وهي الورقة الإسرائيلية، ليس فيها أي إشارة إلى وقف الحرب والانسحاب».
من جهته استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري المستشار الخاص للبيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك وتباحثا في مقترح الهدنة. وأكد الجانبان، بحسب بيان للخارجية المصرية، «أهمية قيام إسرائيل وحماس بإتمام الاتفاق في أسرع وقت، واتخاذ خطوات جادة وحقيقية تضمن التوصل لوقف إطلاق النار في كامل القطاع».
وأمس الخميس حضّ بايدن و16 من أبرز قادة العالم، بعضهم من أوروبا وأمريكا اللاتينية، حركة «حماس» على قبول المقترح المعروض بهذا الشأن. وطالب هؤلاء القادة كلاً من إسرائيل و«حماس»، بالعمل على تقديم تنازلات نهائية ضرورية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المطروح على الطاولة مثلما حدده الرئيس الأمريكي بايدن بتاريخ 31 مايو 2024. ووقّع قادة كل من الولايات المتحدة والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً بشأن غزة، معربين خلاله عن قلقهم العميق بشأن الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» في غزة، بما في ذلك العديد من مواطنيهم. ووصف البيان الذي وزعه البيت الأبيض، صيغة هذا الاتفاق بنقطة البداية الضرورية في هذه اللحظة الحاسمة، ومن شأنه أن يوفر الراحة لأسر الرهائن، وكذلك لأسر كلا الجانبين في هذا الصراع الرهيب، وللسكان المدنيين. وأكد البيان أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الدائرة.. مشدداً على أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة إلى جانب ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إتاحة فرص لسلام طويل الأمد وأكثر استدامة وحل لدولتين.
في غضون ذلك، أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أمس الخميس، في بغداد استعداد السلطة الفلسطينية لتحمّل مسؤوليتها في إعادة الوحدة إلى الحكم الفلسطيني بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال مصطفى في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مقرّ وزارة الخارجية العراقية «نحن جاهزون كفلسطينيين لأن نقوم بمسؤولياتنا في اليوم التالي (للحرب في غزة) حتى نساعد… في إعادة الوحدة إلى الشعب الفلسطيني والحكم الفلسطيني». وأضاف «يجب أيضاً التمهيد بشكل قوي لقيام الدولة وما يتبع ذلك من مسؤوليات لها علاقة بالحكم والحفاظ على إنفاذ القانون».
وشدّد على أن إنهاء الحرب في غزة يجب أن يحصل «ضمن إطار سياسي شامل»، مؤكدًا أن «غزة جزء من الدولة الفلسطينية… التي تحكمها حكومة واحدة بسلاح واحد ونظام واحد وقانون واحد».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الخميس، أن بلاده ستنضم إلى قضية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، حيث اتهمت بريتوريا إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» في غزة. وقال ألباريس «هدفنا الوحيد إنهاء الحرب والمضي قدماً على طريق تطبيق حل الدولتين». (وكالات)