متابعة: عصام هجو
نظم «الخليج الرياضي» ندوة رياضية تحت عنوان «هموم لهواة» عبر تطبيق (سبيس) على تويتر، استضاف فيها جمعة العبدولي عضو مجلس إدارة نادي دبا الفجيرة ومدير فريق الكرة، وسعيد العاجل الخبير الرياضي في مجلس الشارقة الرياضي، وعبدالله سالم قنزول عضو مجلس إدارة النادي العربي والمدير التنفيذي للنادي، والمحلل الفني عمر الدوخي.
تحدث المشاركون عن معاناة أندية الدرجة الأولى، وفقدان الدعم المالي، إضافة إلى غياب اتحاد الكرة عن المشهد، كأن دوري «الهواة» لا يعنيه.
في البداية، تحدث عبدالله سالم قنزول وقال: دوري الدرجة الأولى لا يحظى بالاهتمام الذي يوازي المسابقة وأهميتها، كما يتم إهماله، وهو دوري تغيب عنه التغطية الإعلامية تماماً، خصوصاً النقل التلفزيوني من قنواتنا الرياضية على كثرتها، ومبارياته تنقل من وقت إلى آخر من قبل قناة الشارقة الرياضية فقط، وحتى على صفحات الصحف اليومية لاحظنا أن التغطية تراجعت بصورة كبيرة، وأصبح الدوري على الهامش، والتحكيم أيضاً ساهم في التأثير في عدد من المباريات، ونحن في نادي العربي أم القيوين تأثرنا في مباراتين بأخطاء فادحة وشهد الشارع الرياضي لنا بأننا عانينا من أخطاء التحكيم في مباراتي حتا ودبا الحصن، وكل الأندية طالبت بتقنية (فار)، ولكن اتحاد الكرة لم يكلف نفسه بالرد على مطالبنا، وكان من الأجدى أن تتوفر تقنية الفيديو في المباريات الحاسمة.
مشاكل مادية
وتابع: أما عن النواحي المادية، وأنا أتحدث هنا عن نادي العربي، فهناك فرق كبير في الدعم المادي بين العربي وأندية كثيرة، وهذه الفوارق تتسبب بخلق عدم التكافؤ بين الأندية في كل شيء، خصوصاً في استقطاب اللاعبين والمدربين، والمشاكل المادية كان يمكن أن يتم التغلب عليها بطريقة أو بأخرى بجذب الرعاة، ولكن كيف تحصل على شركة أو جهة راعية لفريق يلعب في دوري لا يحصل على اهتمام إعلامي ونقل تلفزيوني؟ والراعي يبحث عن الظهور الإعلامي، وطالما أنه معدوم بطبيعة الحال، تنعدم معه الرعاية، ونحن نشعر بأن دوري الأولى مهمل، خصوصاً أذا ما وضعنا في الاعتبار أن اتحاد الكرة لديه مسابقتان فقط، هما كأس رئيس الدولة ودوري الدرجة الأولى، ودوري المحترفين من خصوصيات الرابطة، ورغم ذلك اتحاد الكرة لا يهتم، وبالتالي من المفترض أن يولي مسابقاته اهتماماً أكبر.
وأكد: وجود ناد مثل العربي في المنافسة على الصعود هذا الموسم وفقاً لإمكانته التي يتعامل بها ويقارع بها، لا تعتبر إنجازاً بل نعتبرها معجزة.
وعن سبب تألق العربي ظاهرة دوري الهواة في الموسم الحالي، رغم ضعف إمكاناته، قال عبدالله سالم: كل ما في الأمر أننا في السنوات السابقة كنا نتعاقد مع اللاعبين لفترة الدوري فقط، وهكذا في الموسم التالي نتعاقد مع لاعبين جدد كي لا نكلف النادي رواتب ومخصصات اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية خلال فترة التوقف، ولكن في الموسمين الأخيرين ركزنا على الاستقرار والتغيير الإيجابي، والذي حدث كان بفضل الاستقرار، ففي الموسم الماضي كنا منافسين ولم يشعر بنا أحد، وحصلنا على المركز الخامس بالاشتراك مع دبا الحصن، وتعاقدنا مع لاعبين شكلوا الفارق.
واتفق سعيد العاجل مع عبدالله سالم في كل ما ذهب إليه، مؤكداً الفوارق الكبيرة بين دوري المحترفين ودوري الهواة، وهذه تعتبر مشكلة كبيرة لها تأثيراتها في كرة القدم بصفة عامة، كما أن الفوارق موجودة بين أندية، وأخرى في دوري الأولى.
اقتراح
وتطرق العاجل إلى نقطة مهمة، وطالب بضرورة أن تكون هناك بطولة أخرى تسمى بطولة كأس الدرجة الأولى، وتخصص لها جائزة مالية مجزية للبطل، لأن التوفيق لن يحالف كل الفرق في الصعود، وأن تكون بطولة الكأس على الأقل نافذة لفرق أخرى قد تنافس على الكأس، ولا تنافس في الدوري.
وقال جمعة العبدولي، عميد إداريي الدرجة الأولى: دوري الهواة يعاني الإهمال الإعلامي بصورة واضحة، ولا يجوز أن تقتصر التغطية على جهود ذاتية من بعض الأندية، حيث وصل الحال بالأندية لنقل مبارياتها لجمهورها عبر قنوات يوتيوب خاصة بالأندية، وأيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
وأضاف: الفوارق المادية حاصلة، والمعاناة المالية موجودة في جميع أندية الدرجة الأولى، والإمكانات المادية تعتبر الرقم واحد في كل عمل، ومع الإضافات التي حدثت بإضافة لاعبين مقيمين مع الأجانب قد لا تستطيع الأندية مجاراة بعضها بعضاً في هذا الشأن، وهناك أندية تستطيع، أو تحاول، وأخرى لا تستطيع، والحكومات المحلية غير مقصّرة على الإطلاق، ولولا دعمها للأندية لأعلنت هذه الأندية الإفلاس، أما في ما يتعلق بالاستثمارات في الأندية فهي مجرد كلام وعائدها لا يغطي كلفة التعاقد مع لاعب واحد، أو مع مدرب.
الجمعيات العمومية
وأضاف العبدولي: قد يسأل سائل لماذا لا تطالبون بحقوقكم في الجمعيات العمومية للاتحاد؟ وقال: الجمعيات العمومية التي تعقد شكلية.
وتدخل عبدالله سالم وقال: لقد شاركت ممثلاً للنادي العربي في الجمعيات العمومية لعشر سنوات، أو أكثر، ونكتب مطالبنا ومقترحاتنا ولا يتم النظر فيها، ولا أحد يعيرها اهتماماً، وكل الحديث يتركز على أندية دوري المحترفين، ونحن لا ينظرون إلينا.
نظام الكأس
أيضاً تناول العبدولي وعبدالله سالم مسألة نظام كأس رئيس الدولة التي اعتبروها منافسة تهم جميع أبناء الدولة، وعزيزة وغالية على كل الأندية، ولكن أندية الدرجة الأولى بالنظام الموضوع في اتحاد الكرة مظلومة ومسلوب حقها.
وأوضح عبدالله سالم: في العالم كل الأندية تشارك في بطولة الكأس إلا في دولة الإمارات فإن فرق الهواة تنافس بعضها بعضاً، ثم يصعد فريقان، أما في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا فهناك فرق درجة رابعة،وأخرى درجة ثالثة، تطيح بفرق القمة، ولكن النظام عندنا يحرمنا من هذا الحق.
وحول استئثار كرة القدم بالموازنات المالية ويكون ذلك على حساب الألعاب الأخرى، قال عبدالله سالم: لقد كانت لنا تجربة في النادي العربي وجمّدنا نشاط فريق الكرة لمواسم وخلال هذه المواسم التي تجمد فيها نشاط فريق الكرة أصبح النادي طارداً، وحتى أعضاء مجلس الإدارة أصبحوا لا يحضرون إلى النادي، وبعد أن عاد فريق الكرة دبت الحياة، وعادت إلى النادي من جديد.
وتداخل المشارك أبومايد مع عبدالله سالم واتفق معه على عدم اهتمام اتحاد الكرة بالأندية، وقال: أيضاً هناك تداخل في المسابقات، والاتحاد غير قادر على تنظيم وترتيب الموسم بالصورة المطلوبة، وأندية المحترفين تعاني أيضاً، وبحكم أني اشجع نادي الشارقة فأنا كمشجع لست راضياً عن تنظيم المسابقات، وأمور أخرى أيضاً يجب أن تخضع للمراجعة.
واتفق المحلل الفني عمار الدوخي على انه يوجد إهمال إعلامي لدوري الدرجة الأولى، وانتقد نظام الدوري، وقال إنه يساعد أندية الهواة على الكسل لأنه دوري لا هابط فيه، وهناك أندية تلعب من اجل المشاركة، وطالما أنها تضمن البقاء في هذه المنافسة سيظل التنافس ضعيفاً.
وكشف الدوخي: على الأقل في عهد اتحادي محمد خلفان الرميثي والمهندس مروان بن غليطة السابقين، كان هناك زيارات للأندية وأحياناً دعم وتشاور مع الأندية، أما الاتحاد الحالي فهو غير مهتم بذلك.
وأوضح الدوخي: كنت عضواً في لجنة التطوير والدعم مع أحمد المهبوبي وعلى الأقل كانت هناك محاولات ولكن هذه المحاولات توقفت مؤخراً.
وطالب بأن يكون هناك هبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية كي تستشعر الأندية الخطر، وانتقد الأندية التي لا تنافس وتقوم بإقالة المدربين وتتعاقد مع لاعبين خلال الصيف والشتاء وتستبدلهم، وقال إنها أندية تبدد الأموال، لأنه طالما انت غير منافس فلماذا تسبدل وتتعاقد مع مجموعة مدربين ولاعبين؟
وانتقد الدوخي دوري الأولى، وقال إنه دوري ضعيف بدليل أن المتصدر يملك 68 نقطة والأخير 9 نقاط، والفارق بينه وبين الأخير 59 نقطة، وأي فريق يتأهل من دوري بهذا المستوى لا يستطيع الصمود أمام أندية دوري المحترفين.
ورد الزميل الإعلامي إبراهيم الزعابي على عدم نقل الشارقة الرياضية بانتظام، وقال: قناة الشارقة تريد أن تنقل بانتظام ولكن المشكلة التي تواجهنا تتمثل في أن أغالبية الملاعب غير صالحة للنقل التلفزيوني، ولا تمكن فرق النقل من القيام بمهامهم، وهذه المشكلة تكون بسبب الأندية.