كشف تقييم حديث لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتقد أنه سيكون قادراً على «التملص» من تحديد خطة واضحة ل«اليوم التالي» للحرب في غزة، رغم الضغوط التي تمارسها عليه واشنطن، فيما يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في المنطقة الأسبوع المقبل، هي الثامنة منذ بدء الحرب للدفع قدماً بمقترح وقف إطلاق النار بغزة، في وقت كشف موقع «أكسيوس» أن إسرائيل رفضت السماح بإعطاء أي دور للسلطة الفلسطينية في تشغيل معبر رفح، وذلك خلال اجتماع عقد يوم الأحد الماضي بشأن إعادة فتح المعبر الاستراتيجي، في حين أدرجت الأمم المتحدة إسرائيل على «قائمة العار» الأممية بسبب انتهاكاتها لحقوق الأطفال في الحرب.
ونشرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أمس الجمعة، تقريرا عن التقييم، الذي تم توزيعه الأسبوع الماضي على المسؤولين الأمريكيين. وجاء في التقرير الصادر بتاريخ 3 يونيو: «يبدو أن نتنياهو يعتقد أنه قادر على الاستمرار في الحفاظ على الدعم من قيادات المؤسسات الأمنية ومنع الانشقاقات من الجناح اليميني في ائتلافه، من خلال مناقشة مستقبل غزة بعبارات غامضة». وأوضحت «سي إن إن» أن هذا التقييم، الذي لم يتم الإعلان عنه سابقا، يمثل واحدا من أحدث التقييمات الاستخباراتية بشأن خطة نتنياهو، التي تم تداولها بين كبار المسؤولين الأمريكيين، وفقاً لمصدر مطّلع على التقارير الداخلية. ويسلط التقييم الضوء على كيفية تحدي رئيس وزراء إسرائيل الضغوط التي يمارسها عليه بعض أعضاء حكومته، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحديد الوضع في غزة بعد نهاية الحرب. ويحذر التقييم أيضاً من أن «ما قاله نتنياهو علناً من المحتمل أن يكون صحيحاً: وهو أنه لن يتعامل بجدية مع قضايا ما بعد الحرب إلا بعد تلبية ما يعتبره معايير أمنية رئيسية، الأمر الذي قد يستغرق شهوراً». ووفقاً للتقييم نفسه، فإن هذه المعايير الأمنية تشمل استكمال «عمليات عسكرية كبرى»، وهو أمر قال محللون إنه «غامض بشكل متعمد». وبحسب ما أعلن زعيما الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، فإن نتنياهو سيلقي خطاباً أمام الكونغرس بمجلسيه في 24 تمّوز/يوليو.
وفي الأثناء، أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير بلينكن سيقوم بجولة الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط، تشمل مصر وإسرائيل والأردن وقطر، للدفع قدماً باقتراح لوقف إطلاق النار. وهذه الجولة هي الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ بدء النزاع في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
من جهة أخرى، ذكر موقع أكسيوس الأمريكي أن أسرائيل رفضت خلال الاجتماع الثلاثي في القاهرة يوم الأحد الماضي إعطاء أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة معبر رفح. وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني قبل المحادثات في مصر، قال نتنياهو إنه لا يوافق على أي دور للسلطة الفلسطينية في معبر رفح، وفقاً لمصدرين مطّلعين على الاجتماع. وقال أحد المصادر إن تصريحات نتنياهو تتناقض مع السياسة التي تمت الموافقة عليها في مجلس الوزراء الحربي قبل أيام قليلة والتي قالت إن إسرائيل ستوافق على أن يتم تشغيل معبر رفح من قبل أي كيان حكومي آخر غير «حماس».
في غضون ذلك، كشفت إسرائيل، أمس الجمعة أنّها أُخطرت بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدراجها على «قائمة العار» الأممية المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات، مبدية «صدمتها واشمئزازها» من هذا القرار الذي يفترض أن يدخل حيّز التنفيذ رسمياً بحلول نهاية حزيران/يونيو الجاري. ورحبت السلطة الفلسطينية بالقرار، وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن قرار الأمم المتحدة وضع الجيش الإسرائيلي على قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال «خطوة في الاتجاه الصحيح لمحاسبة إسرائيل على جرائمها». (وكالات)